مخاوف من انتقال عدوى كورونا للأميرة السعودية بسمة بالسجن

مخاوف من انتقال عدوى كورونا إلى الأميرة بسمة بنت سعود في السجن

05 مايو 2020
لا تواصل مع الأميرة منذ مناشدتها الملك وولي عهده(Getty)
+ الخط -
ذكر مصدران مقربان من عائلة الأميرة السعودية بسمة بنت سعود، المعتقلة منذ نحو عام مع ابنتها سهود في سجن الحائر، أنه ليس هناك أي تواصل أو مؤشرات مع الأميرة أو ابنتها منذ نشرها قبل نحو شهر تغريدات تناشد فيها الملك السعودي وولي عهده لإطلاق سراحها من السجن.

وقال المصدران، لوكالة "فرانس برس"، إن حسابها على "تويتر" تمت قرصنته لوقت قصير "على يد شخص داخل السعودية".

وقال أحد المصدرين "منذ التغريدات، ليس هناك أي تواصل أو مؤشرات من الأميرة أو سهود. (...) لا مكالمات هاتفية، لا شيء".

وتعمّق قلق العائلة أكثر بعد مخاوف من احتمال انتشار فيروس كورونا داخل سجن الحائر.

وبعد أكثر من عام على سجنها من دون توجيه أي اتهام، أقدمت الأميرة على خطوة غير مسبوقة عبر توجيه نداء علني نادر إلى الملك السعودي ووليّ عهده لإطلاق سراحها من السجن، مشيرة إلى أنّ صحّتها "متدهورة".

واعتُقلت الأميرة بسمة بنت سعود، وهي سيّدة أعمال بالغة من العمر 56 عاماً وتنتمي إلى العائلة المالكة، في مارس/ آذار العام الماضي، قبل سفرها إلى سويسرا لتلقّي علاج طبّي، حسب مصدر قريب من عائلتها.

وكتبت الأميرة، في رسالة نشرتها على صفحتها الرسمية على "تويتر"، الشهر الماضي، "لا أعلم إذا كان لديكم علم بوجودي في السجن لغاية الآن مع ابنتي سهود الشريف"، داعيةً الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى "النظر بأمري لإطلاق سراحي وتلقّي العلاج المناسب لأنني بوضع حرج جدا".

وأضافت "أنا موجودة حالياً بسجن الحاير وحالتي الصحية متدهورة جداً وحرجة قد تؤدي إلى وفاتي. ولم أحصل على أي عناية طبية أو أي استجابة لأي طلب".

وبعدها بساعات، تم حذف هذه التغريدات.

وقبل التغريدات، كان مسموحاً إجراء مكالمة هاتفية واحدة أسبوعياً مع الأميرة وابنتها، وقد أخبرت سهود عائلتها أنّ سلطات السجن أشارت إلى وجود إصابات بفيروس كورونا في السجن.

وأكد موظف في السجن بشكل منفصل لعائلة الأميرة، تسجيل عدد من الإصابات بالفيروس في سجن الحائر، بحسب المصدرين.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مقرّبين من عائلة الأميرة، الشهر الماضي، قولهم إنها قرّرت نشر الرسالة جزئياً بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا في السجن الذي تحتجز فيه. ولفتت الصحيفة إلى أن الأميرة السعودية محتجزة في سجن الحائر، المعروف باحتجازه معتقلين سياسيّين وإرهابيّين مدانين. ونقلت عن مصدر مقرّب من العائلة قوله إنّها محتجزة في قسم مخصّص لسجناء الأسرة الحاكمة.

وسجلت المملكة حتى الآن أكثر من 25 ألف إصابة بفيروس كورونا.


"صمت تام"

وتعاني الأميرة بسمة من مشكلات صحيّة عدة، منها أمراض القلب والرئة، ما يجعلها عرضة لخطر أكبر في حال إصابتها بفيروس كورونا، وفق ما أكده مقرّبون من العائلة، فضلاً عن السجلات الطبية التي اطلعت عليها "وول ستريت جورنال".

ويأتي احتجازها في سجن الحائر، في خطوة غير مسبوقة في السعودية، حيث تم اعتقال الأمراء واحتجازهم إما في منازلهم أو في فيلات فارهة أو فنادق.

وناشدت عائلة الأميرة، مرة أخرى، إطلاق سراحها في شهر رمضان.

ولكن مناشدة الأميرة العلنية، عبر تغريدات على "تويتر" قد تعني أنّ مشاكلها ازدادت.

وفي العادة، تعتبر المناشدات الخاصة -وليس الالتماسات العامة -الطريقة الأمثل والأكثر أمناً مع النظام القضائي السعودي. والسلطات السعودية شديدة الحساسية إزاء النقد العلني. ولكن تأتي مناشدة الأميرة العلنية بعد إرسالها رسائل خاصة ناشدت فيها الملك وولي العهد إطلاق سراحها، من دون أن تلقى جواباً، خلال العام الماضي.

وقال أحد المصدرين للوكالة الفرنسية "لم يكن هناك أي رد على الإطلاق. صمت تام".

ولم تكشف السلطات السعودية أسباب اعتقال الأميرة.

وفي شهادة مكتوبة إلى الأمم المتحدة اطلعت "فرانس برس" عليها، قالت العائلة إن سبب احتجاز الأميرة بسمة مرتبط على الأرجح بـ"سجلها كناقد علني للانتهاكات في بلادنا"، بالإضافة إلى أسئلتها حول ثروة الملك سعود التي قامت الدولة بتجميدها.

وتتخوف العائلة من أن احتجازها دون توجيه أي اتهام قد يهدف إلى "التخلص من الأميرة"، بحسب الوثيقة.

وأكدت الوثيقة المكتوبة أنه تم اعتبار الأميرة أيضاً حليفة لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف الذي حل ولي العهد الحالي محله في عام 2017. 
وتحدثت الصحيفة الأميركية في هذا السياق عن أنّ رسالة الأميرة قدّمت لمحة نادرة عن الاضطرابات الأخيرة داخل العائلة الحاكمة، وسط صعود الأمير محمد بن سلمان. ولفتت إلى أنّ ولي العهد احتجز عدداً من أفراد العائلة الحاكمة، وكان آخرهم ولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيق الملك سلمان، الأمير أحمد بن عبد العزيز، اللذين اعتُقلا في فبراير/ شباط بتهمة التحضير لانقلاب.