تيلرسون: ثروة قطر ودورها الفعّال في المنطقة وراء حصارها

تيلرسون في شهادة بمجلس النواب: ثروة قطر ودورها الفعّال بالمنطقة وراء حصارها

27 يونيو 2019
أدلى تيلرسون بشهادته الشهر الماضي (أليكس يونغ/Getty)
+ الخط -
كشف وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، وفق مسوّدة شهادة قدمها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي نشرت اليوم الخميس، عن أسباب فرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً على قطر منذ الخامس من يونيو/حزيران 2017.

وأكد تيلرسون أمام اللجنة في مقابلة مغلقة استمرت سبع ساعات، أن خلافات قطر والسعودية من جهة، وقطر والإمارات من جهة آخرى، تعود إلى ثروة قطر وأدائها دوراً فعالاً بالمنطقة، مشيداً بنظرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الإصلاحية، موضحاً أن ذلك "يخلق ضغوطاً على الآخرين في المنطقة".

وقال في هذا الصدد: "بسبب الثروة التي يمتلكونها والقدرة على فعل أشياء وبطرق إيجابية جدًا، وعلى لعب دور ما كانوا سابقًا يلعبونه، أعتقد أن ذلك وراء النزاع بين تلك الأطراف"، في إشارة إلى الأزمة الخليجية.

وقال: "كنت أنا ووزير الدفاع في حينها جيم ماتيس، وفوجئنا عندما سمعنا عن الحصار المفروض على قطر الذي أطلقته السعودية والإمارات، إذ كنا في رحلة دبلوماسية إلى أستراليا، وفي هذه اللحظات سارعنا لإجراء مكالمات".

ولفت أيضًا أنه وجيمس ماتيس تم إقصاؤهما وإبعادهما عن حقيقة الوضع وقت إعلان حصار قطر، مضيفًا أن ذلك الأمر أثار دهشتهما آنذاك.

وأضاف: "في هذه المرحلة، طالبت جميع الأطراف بالتزام الهدوء وعدم التصعيد".

وأدلى تيلرسون بشهادته خلف أبواب مغلقة الشهر الماضي عن فترة عمله في الإدارة، وتم نشر مسوّدة الحديث اليوم الخميس، ورفض البيت الأبيض التعليق، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ 5 يونيو/ حزيران 2017 علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، عقب حملة "افتراءات وأكاذيب"، أكدت الدوحة أن هدفها المسّ بسيادتها واستقلالها.

وعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عبر موقعها الإلكتروني اليوم، أجزاءً من إحاطة تيلرسون، وجاء فيها أن السعوديين والإماراتيين أبلغوا جاريد كوشنر، مستشار الرئيس دونالد ترامب، ومستشار الشؤون الاستراتيجية السابق ستيف بانون، خلال مأدبة عشاء في 2017 بالرياض، عن خططهم لفرض الحصار على قطر.

وأكد تيلرسون أنه لم يعلم بالعشاء الذي جمع بانون وكوشنر مع قادة السعودية والإمارات بالرياض، مشدداً على أن عدم علمه بالعشاء أغضبه، إذ "لم تكن لديّ كلمة، ولم تكن آراء الخارجية الأميركية حاضرة".

وأوضح أن ما حدث يظهر أن كوشنر وبانون كانا يديران السياسة الخارجية، خلال السنة الأولى لإدارة ترامب في المناطق الأكثر حساسية في العالم، دون إخبار كبار المسؤولين.

وأضاف أيضاً: "لا أفهم طبيعة العلاقة بين جاريد كوشنر ومحمد بن سلمان، وأعلم أنهما التقيا بشكل متكرر".


وقال المسؤول الأميركي السابق، إنه تحدث هاتفياً مع القيادة القطرية عقب اختراق وكالة الأنباء القطرية، وإنه لم يشكّ في تأكيد الدوحة أن ما نشر على لسان أميرها عقب الاختراق "لا أساس له من الصحة"، قبل أن يشير إلى اتفاقه مع الرئيس دونالد ترامب في قوله إن "قطر شريك استراتيجي مهم".

دبلوماسية خلف ظهر تيلرسون

في سياق آخر، أكد وزير الخارجية الأميركي السابق، إن مقابلة محرجة مع كوشنر في مطعم في واشنطن، كانت مثالاً على إدارة الدبلوماسية خلف ظهره عندما كان في الإدارة.

وأوضح أنه بالصدفة كان يتناول طعام الغداء في المطعم نفسه، عندما كان كوشنر ووزير الخارجية المكسيكية لويز فيدغاراي يتناولان وجبة في المطعم، مشيراً إلى أنه استطاع أن يرى "تغيّر لون" المسؤول المكسيكي عندما حيّاهما.

وقال أمام لجنة الشؤون الخارجية إن وزير الخارجية المكسيكي "صُدم"، لأن وزارة الخارجية لم يتم استشارتها بشأن مناقشاتها مع كوشنر.

وتابع: "قلت لا أرغب في مقاطعة ما تفعلان... أعطني مكالمة في المرة القادمة التي تأتي فيها إلى المدينة. وتركتهما عند هذا الحدّ".

ووصف تيلرسون الواقعة بأنها أحد "التحديات" التي واجهها خلال فترة 13 شهراً وزيراً للخارجية، والتي انتهت عندما عزله ترامب فجأة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح كذلك، أنه كان "وضعاً فريداً" أن يكون صهر الرئيس مستشاراً للبيت الأبيض، قائلاً: "لم يكن هناك فهم حقيقي واضح" لدوره.

وكان لدى ترامب كلمات قاسية تجاه تيلرسون في ديسمبر/ كانون الأول، بعد أن قال في تصريحات علنية نادرة إن الرئيس "غير منضبط"، ولا يرغب في قراءة تقارير موجزة، ووصفه ترامب في تغريدة بأنه "غبي كصخرة".