العراق: جماعة مسلحة تستهدف النازحين العائدين إلى صلاح الدين

العراق: جماعة مسلحة تستهدف النازحين العائدين إلى مناطقهم في صلاح الدين

31 يوليو 2018
الموصل شهدت حالات استهداف للنازحين العائدين (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت مناطق في محافظة صلاح الدين، وسط العراق، ظهور جماعة مسلحة جديدة تطلق على نفسها "ثأر الشهداء"، تعيق عودة النازحين إلى منازلهم، بينما أشار مسؤولون إلى أنّ الجماعة استهدفت أيضاً كل من يدعو إلى المصالحة الوطنية.

وأكد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أنّ "عدداً كبيراً من النازحين العائدين إلى مناطقهم بالمحافظة تلقوا تهديدات مباشرة تطالبهم بالمغادرة أو الاستهداف".

وأوضح المصدر أنّ الجماعة التي تُطلق على نفسها "ثأر الشهداء" تتهم جميع النازحين بالمسؤولية عن احتلال محافظات عراقية، من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي في منتصف عام 2014.

وأشار إلى أنّ الجماعة "هدّدت أيضاً شيوخ العشائر والمسؤولين المحليين الذين تبنوا مشاريع المصالحة الوطنية، وإعادة جميع النازحين الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين"، مؤكداً أنّ "بعض المنازل الواقعة في مدن صلاح الدين، كالضلوعية ويثرب والشرقاط وبيجي، تعرّضت للاستهداف، وهدد أصحابها وطلبت منهم المغادرة، قبل فوات الأوان".

وفي السياق، قال فاضل الجبوري، عضو المجلس المحلي لمدينة الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، إنّ "جماعة مسلحة أطلقت قنابل يدوية على منزله الواقع في قرية الجدر بمدينة الشرقاط، في وقت متأخر من الليلة الماضية"، مبيّناً، خلال تصريح صحافي، أنّ الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية.

وتشهد الموصل شمالي العراق أيضاً مضايقات للنازحين العائدين إلى مناطقهم، بحسب ما يؤكد زياد فتحي، وهو أحد سكان المدينة، الذي يقول لـ"العربي الجديد"، إنّ "مدينة الموصل شهدت حالات استهداف من بينها قتل واستهداف أشخاص عادوا مؤخراً بعد سنوات من النزوح"، مضيفاً أنّ "الحديث يدور في الموصل عن وجود جماعة مسلحة منظمة، تستقل سيارات حديثة من دون لوحات تقوم بعمليات الاستهداف".

وأشار فتحي إلى "غموض يصاحب تلك العمليات، لا سيما حول تنقّل الجماعة وحملها السلاح في ظل وجود كم هائل من نقاط التفتيش والقوات العراقية، ومليشيات الحشد الشعبي المنتشرة في الموصل"، مرجّحاً أنّ "الأمر مدبر ويهدف لخلق الفوضى من جديد في الموصل".


ودفعت الأوضاع الأمنية المتدهورة في الموصل السكان، مؤخراً، إلى مخاطبة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وقادة "الحشد الشعبي"، وطلب مساعدتهم للتخلص من ممارسات عناصر في المليشيا، وذلك من خلال رسالة اطلع على مضمونها "العربي الجديد"، وجاء فيها عرض لأبرز الانتهاكات التي تقوم بها فصائل تابعة لمليشيات "الحشد الشعبي" في المدينة.