سياسيون تونسيون يحذرون من التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا

سياسيون تونسيون يحذرون من التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا

09 فبراير 2016
تونس تعزز حضورها العسكري على الحدود مع ليبيا (الأناضول)
+ الخط -

أصبح التدخل العسكري في ليبيا حسب المراقبين وشيكاً، وقد تكون المسألة مرتبطة بالوقت لا غير، وهو ما دفع سياسيين في تونس إلى التحذير من تداعيات التدخل العسكري في ليبيا، معتبرين أنّ إنهاء الصراع السياسي لا يزال ممكناً لو توافرت الإرادة السياسية، وأن المصالحة وعلى صعوبتها ليست بالمستحيلة.

وقال القيادي في حركة النهضة، نور الدين البحيري، لـ"العربي الجديد"، إنّ أمن تونس هو من أمن ليبيا، وأنّ كل ما يحصل في الأخيرة سيكون له انعكاسات على الأولى، باعتبار الحدود المفتوحة التي تربط البلدين، والعلاقات التاريخية الضاربة في القدم.

وأوضح البحيري، أن موقف حركة النهضة واضح منذ البداية، فهي ترفض التدخل العسكري في ليبيا، وتدعو كل الأطراف المتنازعة  للبحث عن حلول ليبية/ليبية، تؤمن عملية انتقال سياسي سلسلة بعيدة عن لغة السلاح.

وأكدّ المتحدث ذاته، أن تونس شجعت، منذ البداية، على  المصالحة، مبيناً أن التدخل الخارجي بحجة مواجهة التيارات المتشددة سيزج بليبيا في الفوضى، وقد يخرج الأمر عن السيطرة، معتبراً أن الخيار العسكري سيجهض خيار المصالحة وقد يدفع البلاد نحو وضع أكثر تعقيداً.

اقرأ أيضاً: مدير الاستخبارات العسكرية الأميركية يتوقع زيادة بهجمات "داعش"

ولفت البحيري إلى أن المثال السوري، وما يحصل من تهجير وكوارث إنسانية ضحيته اللاجئون، خير دليل على تداعيات التدخل الأجنبي في البلدان العربية.

وقال القيادي في حركة النهضة، على الليبيين أن يعملوا على إنجاح الخيار التوافقي على الرغم من صعوبة الأمر حالياً، موضحاً أن مواجهة الجماعات المتشددة من طرف الدولة الليبية أفضل دائماً من التقاتل والحروب.

ودعا البحيري الليبيين إلى التريث، ومنح القوى المشاركة في مباحثات السلام الفرصة لإصلاح الوضع والمرور إلى الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة.

وفيما يتعلق بطلب رئيس الحركة، راشد الغنوشي، "من السلطة الليبية المؤقتة التوجه إلى ا‫لمغرب الشقيق، عوض القدوم إلى تونس للتوصل إلى اتفاق سياسي"، قال، القيادي في النهضة، إن "هذا الأمر لا أساس له من الصحة". 

مؤكداً أنّ "الأشقاء الليبيين، مرحب بهم في تونس، وأن الجميع يدرك موقف الحركة، ودعوتها المتكررة إلى الوفاق، والاستقرار، والتعاون بين البلدين".

اقرأ أيضاً: عقبات التدخل بليبيا: تضارب مصالح وتوجّس من "خطوة ناقصة"

وأوضح البحيري، أنّ "مروجي هذه الإشاعات، هم أولئك الذين لديهم مرض اسمه حركة النهضة، وبالتالي لن يكون غريباً عليهم  تسريب الافتراءات والأكاذيب"، معتبراً أن "هناك إمكانيات وآليات مرصودة من أطراف معينة لبث الأكاذيب، وتشويه حركة النهضة".

من جهته، قال النائب والأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، إنّ "هناك تداعيات وخيمة ستطاول المنطقة المجاورة لليبيا في صورة حصول تدخل عسكري".

وأكدّ في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّهم سبق وحذروا من التدخل العسكري، ودعوا إلى "مؤتمر لدول الجوار يجنب ليبيا الاحتلال وويلات ما قد يحصل".

وأوضح المتحدث ذاته، أنه لم يتم التعامل بجدية مع مختلف التحذيرات، وأن  ليبيا اليوم أمام احتلال جديد تحت غطاء محاربة "داعش" وتكريس الديمقراطية.

وأكدّ أن تداعيات التدخل الأجنبي ستشمل دول الجوار في ليبيا، وفي طليعتها تونس والجزائر.

في السياق ذاته، قال رئيس الحزب الشعبي التقدمي، والناطق الرسمي باسم اللقاء الوطني، هشام حسني لـ"العربي الجديد"، إن التدخل العسكري سيزيد المنطقة توتراً وفوضى، معتبراً أن هذا التدخل سيزيد من "دمار ليبيا ويعمق من أزمتها".

وأكدّ حسني، أنّ "هناك نية لإثارة الفوضى، وإحداث ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد"، مبيناً أن الحرب لن تكون ضد "داعش" ليبيا، لأن هناك فصائل كثيرة، والمجموعات المتشددة منتشرة، ولها ارتباطات خارجية" على حد قوله.

واعتبر حسني، أنه على الرغم من تعقيدات الوضع، فإن الحل لا يزال ممكناً في ليبيا، لو توفرت الإرادة السياسية لقيادة حوار وطني ليبي، حتى لو كان برعاية أجنبية.

إلى ذلك، قال حسني، "في حال حصول التدخل العسكري في ليبيا، فإن عدداً من الليبيين سيفرون باتجاه تونس من معبر رأس جدير، وقد يتسرب من بينهم عناصر تابعة لـ "داعش"، ومتشددون، وهو ما يشكل خطراً على تونس".

وأوضح أن "المستهدف الرئيسي هو الجزائر، والهدف ربما تقسيمها إلى شمال وجنوب، ونهب ثرواتها".

اقرأ أيضاً: ليبيا: حكومة السراج رهن التوافق على وزير الدفاع  

المساهمون