قضية مختطفي السويداء: إخلاء مبنى المحافظة وتصاعد غضب الأهالي

قضية مختطفي السويداء: النظام يخلي مبنى المحافظة وسط غضب الأهالي

08 أكتوبر 2018
تخاذل النظام بقضية المختطفين لدى "داعش"(Getty)
+ الخط -
أخلى محافظ السويداء جنوب سورية، اليوم الإثنين، مبنى المحافظة وسط المدينة من الموظفين والحراسة، بالتزامن مع وصول مجموعة من المسلحين من المنطقة، إلى أمام المبنى، وإطلاق أعيرة نارية في الهواء، معبرين عن سخطهم من عدم مقابلة المحافظ أهالي المخطوفين لدى تنظيم "داعش"، المعتصمين أمام المبنى منذ ستة أيام.

وبحسب مصادر مطلعة من السويداء، فإن "النظام يلجأ مجدداً إلى العنف واستخدام السلاح، لوأد أي حراكٍ سلمي، فالمحافظ أرسل منذ صباح اليوم تعليمات إلى المحافظة، بإخلاء المكاتب المطلة على الشارع، وأن ينتظروا قرار إخلاء المحافظة في أي لحظة، الأمر الذي تم بالفعل بحدود الساعة الحادية عشرة صباحاً، بالتزامن مع وصول مجموعة من المسلحين من المنطقة، يُطلقون على أنفسهم اسم بيرق الفهد، وكانوا يشكلون إحدى المجموعات التابعة لحركة رجال الكرامة".

وأعربت المصادر عن اعتقادها بـ"تورط جهات تابعة للنظام في مسرحية الهجوم على المحافظة، والهادفة إلى إنهاء الاعتصام السلمي لأهالي المخطوفين، إذ انتشرت منذ يوم أمس شائعات عن قيام مجموعات مسلحة بمهاجمة الفروع الأمنية، لكن لم يكن هناك أي تحركات على الأرض، واليوم قامت مجموعة من الشباب بضرب عنصر من الشرطة أثناء مروره أمام المحافظة، جراء توجيهه حديثاً مستفزاً لأهالي المخطوفين، ما وتر الأجواء وجهز الأرضية لدخول المجموعة المسلحة على الخط".

ويواصل أهالي السويداء اعتصامهم السلمي لليوم السادس على التوالي أمام مبنى المحافظة في قلب مدينة السويداء، مطالبين النظام بإعادة المخطوفين والمختطفات لدى تنظيم "داعش" الإرهابي منذ 25 تموز/ يوليو الماضي، والبالغ عددهم 27 شخصاً، هم ثماني نساء و19 طفلاً، وذلك بعدما أعدم التنظيم الشاب الوحيد بين المخطوفين، والذي كان يبلغ من العمر 19 عاماً، وفتاة في الـ23 من عمرها، في حين توفيت سيدة ستينية لأسباب قيل إنها صحية، وذلك وسط أنباء غير مؤكدة عن إعدام جديد نفذه التنظيم وطاول إحدى المختطفات.

وأكد مصدر محلي من السويداء، طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "العشرات من أهالي المخطوفين وأبناء المحافظة لا يزالون معتصمين أمام بناء محافظة السويداء، فيما يشارك المئات على مدار اليوم في الاعتصام الذي تميز بسلميته وعدم إطلاق أي شعارات مستفزة".

ولفت المصدر، رغم ذلك، إلى أن "أجواء الاعتصام اليوم صباحاً، اتسمت بالتوتر الشديد، خاصة مع مرور نحو أسبوع، من دون أن تحاول أي من شخصيات النظام، أكان المحافظ أو قائد الشرطة أو أمين فرع حزب البعث، أو أي من رؤساء الأفرع الأمنية، إبداء أي نوع من التجاوب مع المُعتصمين، ما أدى إلى تفاقم شعور الأهالي بأن النظام يتعامل بغير اكتراثٍ مع قضيتهم، وبقلة احترام فاضحة لمشاعرهم".

وشدد المصدر على أن "الاستياء والسخط الشعبيين يرتفع منسوبهما يوماً بعد يوم، بسبب طريقة تعاطي النظام مع ملف المخطوفين والمعتصمين خاصة، وذلك بعدما غاب النظام بقواته وأجهزته الأمنية عن صدّ الهجوم المسلح على القرى الشرقية، الذي تصدى له أبناء المحافظة، ما تسبب بسقوط أكثر من 500 قتيل وجريح، ولاحقاً لم يبادر هذا النظام إلى فتح أي تحقيق بالاعتداء الإرهابي ومحاسبة المقصرين في حماية المدنيين".

ولفت المصدر في السياق إلى أن النظام "رفض حتى عبر جميع أجهزته، التعاون أو التعاطي مع اللجنة الخاصة بمتابعة قضية المخطوفين، المُشكّلة من قبل شيخَي عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز يوسف جربوع وحمود الحناوي، ولم يكتف بذلك، بل قام بإصدار مذكرات بأسمائهم لمراجعة جهات أمنية ومنعهم من السفر".

وذكّر المصدر بأن "الاجتماع الذي حصل في منزل شيخ العقل حكمة الهجري، المقرب من السلطة، بين وفد النظام القادم من دمشق وثلاثة ممثلين عن أهالي المخطوفين، قبل أيام، خرج بوعد الأهالي ببحث طلبات التنظيم خلال يومين، بعدما كان هدد داعش بإعدام المختطفين الباقين إذا لم تنفذ طلباته خلال ثلاثة أيام. وبالفعل، انتهت المهلة أمس الأول، من دون أن يتكشف قرار النظام".

ويحمل ناشطون من السويداء مسؤولية التوتر الذي تعيشه المحافظة، وأي تبعات أمنية، للجنة الأمنية، وعلى رأسها المحافظ وقائد الشرطة وأمين فرع الحزب، جراء سوء تعاطيهم مع الأحداث بالسويداء، ودورهم السلبي والمحرض للاحتقان، ودفعه إلى حد الانفجار. وحال هؤلاء كذلك، إلى جانب من تبقى من اللجنة الأمنية (التابعة للنظام) خلال الفترة الماضية، دفع النظام في دمشق، للقيام بعملية عسكرية في المحافظة، بحجة وجود فصائل مسلحة محلية "إرهابية" وعصيان مدني من أهالي المحافظة، إلا أن طلباتم لم تجد قبولاً لها.

وأمس الأحد، هاجمت "قوات شيخ الكرامة" المشكّلة من أبرز الفصائل المحلية المستقلة بالسويداء، النظام السوري، بشأن تساهله في ملف مختطفات السويداء لدى تنظيم "داعش".

وأوضح فصيل "شيخ الكرامة" في بيان، أن "تخاذُل" النظام في ملف المختطفات "أمر متوقع"، مطالباً بالوقت ذاته بتوضيح التخاذل الذي لمسه الجميع، كما حمّل قواته المسؤولية عن هجوم تنظيم "داعش" في يوليو/تموز الماضي على السويداء الذي اختطفت خلاله نساء وأطفالهن من قرى شرق المحافظة.

وأضاف البيان: "لن ننسى أن النظام كان المسبب الأبرز لما حصل في المحافظة من خلال نقله قطعان الإرهابيين الدواعش، بالشاحنات مع أسلحتهم قبل أسابيع من الهجوم، ونحمله كامل المسؤولية في قضية الإفراج الفوري عن المختطفين".

كما أشار البيان إلى تأكيد "قوات شيخ الكرامة"، "بذل الجهد لتحرير المختطفات، حتى لو كانت حرباً مفتوحة مع أي جهة كانت"، بعد مرحلة قالت إنها "تجنبت خلالها أي خطوات تصعيدية ضد المسؤولين عما حصل".

دلالات