مخطط نتنياهو للضم... مرحلتان تشملان 30% من مساحة الضفة

مخطط نتنياهو للضم... مرحلتان تشملان 30% من مساحة الضفة

17 يونيو 2020
يفترض أن الضم المتدرج يراعي توجهات ترامب(أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينوي تطبيق مخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية على مرحلتين. وأشارت إلى أنه يستدلّ من النقاشات التي أجرتها الجهات السياسية المعنية أن الضم سيشمل 30% من مساحة الضفة الغربية، على أن ينفذ المخطط على مرحلتين، لافتة إلى أن المرحلة الأولى تشمل ضم المستوطنات اليهودية المعزولة التي تقع في أطراف الضفة الغربية، وتشغل حوالي 10% من مساحة الضفة، وليس ضمّ التجمعات الاستيطانية الكبرى.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل ستتوجه بعد إنجاز المرحلة الأولى من الضم للسلطة الفلسطينية وتدعوها لاستئناف المفاوضات، وفي حال رفضها الدعوة، سيتم ضم 20% من مساحة الضفة.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل ستمتنع ضمن المخطط عن ضم منطقة "غور الأردن"، بهدف تقليص فرصة إقدام الأردن على ردة فعل قوية، مشيرة إلى أن حقيقة وجود إجماع إسرائيلي على أن تبقى منطقة "غور الأردن" تحت السيادة الإسرائيلية في أي تسوية للصراع، تجعل تل أبيب على غير عجلة من أمرها لضم هذه المنطقة حالياً.
وأوضحت الصحيفة أن لمّ شمل الكتل الاستيطانية الكبرى في مخطط الضم جاء لأن هناك أيضاً إجماعاً إسرائيلياً داخلياً على ضمها، وهو ما سيسهل ضمها مستقبلاً.
وأضافت أن توجه نتنياهو إلى تجزئة الضم يهدف إلى إرسال رسالة إلى القوى الدولية والإقليمية بأن إسرائيل تراعي موقفها من مسألة الضم، وتتخذ خطواتها بشكل حذر، مشيرة إلى أن تل أبيب تنطلق من افتراض مفاده أن الضم المتدرج يلتقي مع توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يرى أن إدارته ملتزمة بالخطة التي وضعها لتسوية الصراع المعروفة بـ"صفقة القرن"، وليس فقط بمخطط الضم.
ومن دون أن يتم إعلان ذلك بشكل صريح، فإنه يتضح مما كشفته "يسرائيل هيوم" أن نتنياهو يمهد عملياً لتوفير الظروف لضم كلّ منطقة "ج" التي تمثل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، التي تضم أقلّ حضور ديموغرافي للفلسطينيين هناك.
وإذا كانت إسرائيل ستضم 30% من مساحة الضفة ضمن المخطط الحالي، وهي تفترض أن ضم منطقة "غور الأردن" والتجمعات الاستيطانية التي تمثل أكثر من 30% من مساحة الضفة سيكون حتمياً في المستقبل، فإنّ هذا يعني أن المخطط تمّت صياغته ليفضي عملياً إلى ضم المناطق "ج".
ولا يمكن استبعاد حقيقة أن مخطط الضم الجديد تمت بلورته بالتنسيق مع أطراف في الإدارة الأميركية، حيث إن وسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت أخيراً إلى أن السفير الأميركي في القدس المحتلة ديفيد فريدمان عقد اجتماعات مع نتنياهو ورئيس الوزراء البديل ووزير الحرب بني غانتس، وقادة آخرين من حزبي "الليكود" و"كاحول لفان"، بهدف التوصل لتوافق إسرائيلي داخلي على مخطط الضم.
وقد هاجمت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، اليوم الأربعاء، فريدمان، ليس فقط بسبب دعمه لضم الضفة الغربية لإسرائيل، بل أيضاً لأنه يدفع الأحزاب الإسرائيلية للشروع فيه، مشيرة إلى أن حماسته للضم تفوق حماسة كل من نتنياهو وغانتس.
وأشارت الصحيفة إلى أن فريدمان يمثّل في البيت الأبيض الجناح المتمسك بشعار "أرض إسرائيل الكاملة"، متسائلة: "من يمثل فريدمان، إذا كانت مواقفه بشأن الضم أكثر تطرفاً من الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية؟".
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن قادة المستوطنين في الضفة الغربية أعدّوا خطة لضم 30% من مساحة الضفة، تشمل 19 مستوطنة معزولة، ووصل التجمعات الاستيطانية الكبرى جغرافياً.
ويتضح مما أشارت إليه الصحيفة أن الخطة تلتقي مع خطة نتنياهو في ضم المستوطنات النائية في المرحلة الأولى.

المساهمون