هل تعلن تيريزا ماي استقالتها اليوم؟

هل تعلن تيريزا ماي استقالتها اليوم؟

24 مايو 2019
أمضت ماي 3 سنوات بمنصبها وسط أزمة "بريكست"(ألبيرتو بيزالي/Getty)
+ الخط -
يتوقع أن تعلن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الجمعة، موعد تركها للمنصب لتمهد الطريق أمام اختيار زعيم جديد من المرجح أن يسعى لإبرام اتفاق أكثر حسماً لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

وبعد ثلاث سنوات في المنصب طغت عليها أجواء الأزمة، من المقرر أن تجتمع ماي مع رئيس "لجنة 1922" في حزب المحافظين غراهام برادي، وهي اللجنة التي يمكنها إقالة رؤساء الحكومة.

وستظل ماي في منصبها خلال فترة انتخاب زعيم جديد لحزب المحافظين التي تستمر نحو ستة أسابيع.

وكتبت شبكة "بي بي سي" على موقعها الإلكتروني نقلاً عن أعضاء في إدارة رئيسة الحكومة طلبوا عدم كشف هوياتهم، إنّ "تيريزا ماي ستعلن موعد رحيلها من داونينغ ستريت (مقر رئاسة الحكومة) صباح الجمعة".


وذكرت صحيفة "ذا تايمز" أنها ستعرض في هذه المناسبة تفاصيل رحيلها وخصوصا البرنامج الزمني لذلك.

وقالت الصحيفة إنّ من المتوقع أن تبدأ المنافسة على زعامة الحزب في العاشر من يونيو/حزيران المقبل، بعد زيارة دولة يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبريطانيا، من 3 إلى 5 يونيو/حزيران.

وقالت الصحيفة، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز"، إنّ ماي (62 عاماً)، ستظل رئيسة للوزراء، بينما يُنتخب خليفة لها في عملية من مرحلتين يتنافس فيها مرشحان نهائيان للحصول على أصوات 125 ألف ناخب من أعضاء حزب المحافظين.

وتأتي هذه التوقعات بعد فشل ماي في حشد الدعم لاتفاقها المعدّل الذي يشمل عشر نقاط لـ"بريكست"، والذي أعلنت عنه، الثلاثاء، حيث جاءت ردود الفعل عكسية على مدى الطيف السياسي البريطاني.

واشتمل اتفاق ماي على عدة تعهدات سيتم إدراجها في قانون الانسحاب، ومنها التعهد بإجراء استفتاء ثان في حال تمرير اتفاقها في البرلمان.

وكانت ماي قد أكدت أنّ اقتراحاتها هي "الفرصة الأخيرة" بالنسبة إلى البرلمان لإنهاء المأزق السياسي الذي أخّر موعد "بريكست" الذي كان مقرراً في الأصل في مارس/آذار، وأثار غضباً شعبياً عارماً.

ووصفت ماي هذه الاقتراحات بأنّها "اتفاق بريكست جديد" ينبغي على بريطانيا أن تدعمه.

في المقابل، واجهت تعهدات ماي رفضاً شديداً من قبل عدد من وزراء حكومتها، بينما وصفها العديد من النواب البرلمانيين بأنها "سطحية" وغير كافية، بل إنّ أكثر من 20 نائباً عن حزب المحافظين ممن دعموا الاتفاق خلال التصويت الأخير، والذي خسرته ماي بفارق 58 صوتاً، أعلنوا نيتهم التصويت ضده.

وتشمل هذه القائمة أسماء مثل بوريس جونسون ودومينيك راب وجاكوب ريس موغ وديفيد ديفيس، وهم من متشددي "بريكست"، الذين دعموا خطة ماي في المحاولة الأخيرة فقط، عندما وعدت بمغادرة منصبها في حال نجاحها في البرلمان.

وذكرت تقارير وسائل الإعلام البريطانية أنّ النواب المحافظين ناقشوا في اجتماعهم، الأربعاء، تعديلات على القوانين تركز على التخلص من ماي في غضون أيام.


وعلى ضوء هذه الاعتراضات، قررت الحكومة البريطانية، أمس الخميس، تأجيل التصويت الحاسم على اتفاقها المعدل لـ"بريكست"، والذي كان مقرراً في الأسبوع الذي يبدأ في 3 يونيو/حزيران، عقب احتجاجات من مؤيدي "بريكست" المتشددين، بسبب ما اعتبروها تنازلات قدمتها ماي.

وصرّح المسؤول في الحكومة مارك سبنسر، أمام النواب، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس": "سنطلع مجلس العموم (البرلمان) على نشر وطرح مشروع قانون اتفاق الانسحاب عقب عودتنا من إجازة البرلمان".

وكانت الحكومة تسعى إلى المصادقة على اتفاق ماي، بحلول موعد بدء عطلة البرلمان الصيفية في 20 يوليو/تموز المقبل، ما سيسمح لبريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي في نهاية ذلك الشهر، طالما أنّ النواب يرفضون إجراء استفتاء ثان.

وقد يتمّ الآن تأخير "بريكست" حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول، وهو الموعد الذي حدّده الاتحاد الأوروبي، أو حتى إلى ما بعد هذا التاريخ إذا منح القادة الأوروبيون بريطانيا تأجيلاً آخر.

وأعلنت الوزيرة البريطانية لشؤون البرلمان أندريا ليدسوم، مساء الأربعاء، استقالتها من منصبها، احتجاجاً على طريقة إدارة ماي لملفّ "بريكست".

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، أمس الخميس، إنّ ماي ستكون في منصبها عندما يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب بريطانيا، في أوائل يونيو/حزيران.

وقال هنت، رداً على سؤال من صحافي حول من يتوقع أن يكون رئيساً للوزراء عندما يبدأ ترامب زيارته الرسمية لبريطانيا في الثالث من يونيو/حزيران، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز"، إنّ "تيريزا ماي ستكون رئيسة الوزراء التي تستقبله".