المرزوقي لشباب تونس: حذار "التهميش السياسي والاستغلال الانتخابي"

المرزوقي لشباب تونس: حذار "التهميش السياسي والاستغلال الانتخابي"

23 فبراير 2019
المرزوقي دعا الشباب للدفاع عن مستقبلهم (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

حذّر المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، ورئيس حزب "حراك تونس الإرادة"، شباب بلاده من "الدجل السياسي والاستغلال الانتخابي"، داعياً إياهم إلى الدفاع عن مستقبلهم، من خلال المشاركة في الشأن العام والانخراط في الحياة السياسية.

وخاطب المرزوقي الشباب في ملتقى بعنوان: "شباب الحراك... تكلّم حتى أراك"، اليوم السبت، منبّهاً إلى أنّ فئتهم "مهددة بالاستغلال السياسي الفاحش بسبب مناهج التعليم الفاشلة، وتعمّد إبعادها عن الشأن العام، بما جعل الساحة السياسية حكراً على الشيوخ".

ولفت إلى أنّ الفئة الشبابية "مهددة بأخطار عديدة منها التهميش السياسي ودفعها إلى عدم الاكتراث للشأن العام، والابتعاد عن قضايا المستقبل".

وشدد المرزوقي في الوقت عينه على أنّ "شريحة الشباب هي أكثر فئة تمتلك طاقة للإبداع والخلق والتغيير"، مشيراً إلى أنّ "وظيفته كسياسي هي تشغيل هذه الطاقة وتحريكها، من أجل تطوير المجتمع وبنائه"، لافتاً في هذا الإطار إلى أنّ حزب "حراك تونس الإرادة" وضع برنامجاً بعنوان "مشروع شعب المواطنين" حددّه حتى عام 2065، لتحسين وضع الشباب التونسي.

وأكد أنّ "الرهان اليوم على الشباب"، موضحاً أنّ "الإصلاح لا يكون إلا بتفكير استراتيجي، ومن أجل ذلك وضع مشروع شعب المواطنين على 50 سنة من 2015 إلى 2065، لأنّ مسؤوليتنا تقتضي التفكير في برنامج استراتيجي للمستقبل يهم هذه الشريحة العمرية بالأساس، دون أن ننسى باقي الشرائح"، كما قال.

وحذر المرزوقي الشباب من "الدمغجة والدجل السياسي، والاستغلال الانتخابي، والتلاعب بمستقبلهم"، داعياً إياهم إلى "تحمّل مسؤوليتهم التاريخية، والدفاع عن مستقبلهم من خلال المشاركة في الشأن العام والانخراط في الحياة السياسية".

وقال المرزوقي، في كلمته، إنّه ليس متطفلاً على الشباب واهتماماتهم، بل حضر الملتقى لأنّه مؤمن بهذه الفئة وعمل على تشجيعها، ودمجها في الحياة العامة، خلال تولّيه الرئاسة بين عامي 2011 و2014، مذكّراً بأنّه كان يحرص على اصطحاب شابات وشباب خلال زياراته إلى الخارج ولقائه رؤساء الدول، على غرار مرافقته قرابة 36 شاباً من أبناء تونس إلى نيويورك والكويت بهدف اختبار الحياة العامة وإشراكهم في شؤون بلادهم.

ولفت الرئيس التونسي السابق إلى أنّه فتح أبواب قصر قرطاج أمام الشباب، خلال ولايته، مستشهداً في هذا الإطار بأنّ عاملي فريقه في القصر الرئاسي لم تتجاوز أعمارهم 35 سنة، مشيراً كذلك إلى قرار السماح للتلاميذ بزيارة مقر إدارة شؤون البلاد "لأنّ في ذلك تأسيساً للمستقبل وتدريباً لجيل سيحمل المشعل لمواصلة البناء".

وقدّم المرزوقي عرضاً تاريخياً عن فئة الشباب عبر العصور، مستنكراً تقديمهم ضحية في الحروب لفائدة الحكام الشيوخ ليخلو لهم الحكم، مضيفاً "واليوم يواصل السياسيون التجار استغلال الشباب في خدمة مصالحهم السياسية والانتخابية".

واسترجع المرزوقي أيام كان طبيباً، ثم احتكاكه بالشباب من خلال تدريس الطب، داعياً إلى حماية الشباب من الحوادث والتهديدات، ووقايتهم من المخاطر، قائلاً إنّ "هناك فرقاً بين من يضحي بالشباب وبين من يحميهم ويفكّر بسلامتهم".

وحضر الملتقى شباب من مختلف المحافظات التونسية، وخبراء ومستشارون وأعضاء بلديات تم انتخابهم في الانتخابات البلدية التي جرت في مايو/ أيار الماضي، فضلاً عن نواب عن حزب "حراك تونس الإرادة" وقيادات حزبية.

وتحدّث في الملتقى النائب عن حزب "حراك تونس الإرادة" إبراهيم بن سعيد، معتبراً في كلمته أنّ "الشباب التونسي بات ضحية برامج تعليمية وإعلامية فاشلة، كرّست غيابه عن المشاركة في الحياة السياسية، بشكل واضح".

وشدد على أنّ "الشباب هو عماد المستقبل، ومن دون مشاركته لا يمكن تغيير وبناء البلاد وتطويرها"، داعياً الشباب إلى "الإقبال على الحياة العامة، والمساهمة من منطلق مسؤوليتهم في البناء والإصلاح والتغيير".


كذلك كانت مداخلة للشابة رجاء الوسلاتي، نائب رئيس الهيئة السياسية لحزب "حراك تونس الإرادة"، عرضت فيها تجربتها في التدرّج في العمل السياسي من العمل المحلي إلى المركزي.

وحثّت الوسلاتي الشباب على "عدم الاكتفاء بالمشاركة في الانتخابات، بل الترشّح في مختلف المحطات الانتخابية، وعلى رأس القوائم المترشحة، من أجل تغيير الطبقة السياسية".


وأضافت "رغم صعوبة المشوار إلا أنّ الشباب يجب ألا يتراجع وأن يواصل العمل، حتى وإن أوصدت الأبواب في وجهه"، متوجّهة إلى الحاضرين بالقول "لا تستجدوا حقوقكم من أحد... ولا تسمحوا بالوصاية عليكم من أحد، مهما كانت رتبته أو صفته، فالشباب صاحب القرار وصاحب الاختيار".

يُشار إلى أنّ تونس تترقّب إجراء انتخابات تشريعية، في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بينما ستتم الانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى، في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.