إغلاق مبكر للبرلمان البريطاني بسبب كورونا

إغلاق مبكر للبرلمان البريطاني بسبب كورونا

25 مارس 2020
انتقادات للحكومة بسبب الإغلاق المبكر للبرلمان (فرانس برس)
+ الخط -
يغلق البرلمان البريطاني أبوابه، اليوم الأربعاء، في بداية مبكرة لعطلة الربيع وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا بين النواب والعاملين في ويستمنستر.

وطلبت الحكومة البريطانية من البرلمان التصويت، على إغلاق أبواب ويستمنستر، ابتداء من مساء اليوم الأربعاء، وحتى يوم 21 إبريل/ نيسان المقبل.

وسيتم التصويت، مساء اليوم الأربعاء، على الطلب الحكومي بالإغلاق المبكر للبرلمان، بعد أن يتم مشروع القانون الخاص بصلاحيات الطوارئ للتعامل مع كورونا، مراحله الأخيرة في البرلمان البريطاني.

وسيمنح قانون الطوارئ فور إقراره، مساء اليوم، صلاحيات واسعة للحكومة البريطانية في التعامل مع الأزمة التي خلفها انتشار الفيروس، بما فيها إمكانية احتجاز من يشتبه بإصابته بكورونا وفض التجمعات وإغلاق المحال التجارية.

وأدت خطوة الإغلاق المبكر للبرلمان، لتوجيه انتقادات للحكومة البريطانية بنيتها تجنب المساءلة البرلمانية فيما يتعلق بتجاوبها مع أزمة كورونا، وخاصة في ظل توقعات باحتمال تمديد إغلاق البرلمان لفترات أطول، في حال لم تتم السيطرة على انتشار المرض في الإطار الزمني المحدد.

وأكد وزير المجتمعات المحلية روبرت جنريك، أنّ البرلمان سيعود للانعقاد بعد انتهاء عطلة الربيع كالمعتاد، ولكن قد تدخل بعض التعديلات على طريقة عمله، في إشارة إلى إمكانية إجراء الاجتماعات عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة.

وأضاف "سيعود للعمل كالمعتاد كي يتمكن النواب من محاسبة الحكومة. إننا نعيش في ديمقراطية، ولذلك من الضروري حتماً أن تتم محاسبة الحكومة وخاصة في أوقات كهذه". وتابع: "هناك مشروع آخر في البرلمان لتفعيل طرق جديدة تسمح للجانه بالعمل عن بعد".

وكان نحو 20 نائباً في البرلمان البريطاني، قد أصيبوا بفيروس كورونا "كوفيد 19"، أو كانوا على تواصل مع أفراد مصابين. وكانت إصابة وزيرة الدولة لشؤون الصحة نادين دوريس، أول الإصابات المعلنة بين البرلمانيين.

وبالتزامن مع ذلك، شهدت بريطانيا أكبر ارتفاع في أعداد وفيات فيروس كورونا، حيث أعلن عن وفاة 87 شخصاً في الـ 24 ساعة الماضية؛ بمن فيهم 21 حالة في أحد مشافي لندن. ويرتفع بذلك عدد الوفيات الكلي في بريطانيا إلى 422، بينما يبلغ عدد الاصابات المثبتة 8077 حالة من بين أكثر من 90 ألف شخص تم فحصهم، حتى يوم أمس الثلاثاء.

وتشمل الوفيات في بريطانيا حتى الآن 386 حالة في إنكلترا، بينما تتوزع البقية على اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية. وتتراوح أعمار المتوفين بين 33 عاماً و103، وجميعهم ممن يعانون من حالات طبية سابقة.

وكان مستشفى نورثويك بارك الخاص بجامعة نورث ويست لندن، والتابع للخدمات الصحية الوطنية، قد سجل وفاة 21 شخصاً، وذلك بعد نفاد الأسرّة الخاصة بالعناية المركزة، وطلب المستشفى من المؤسسات الصحية القريبة العون نظراً لعدم قدرته على التجاوب مع ضغط المرضى الحالي.

وفي سياق آخر، رفض وزير المالية البريطاني ريشي سوناك، تقديم العون المالي لشركات الطيران والمطارات البريطانية، وذلك رغم الضغوط التي تمر بها نتيجة لتوقف حركة المسافرين، بينما أعلنت شركة "رايان إير" عن إيقاف جميع رحلاتها، حتى شهر يونيو/ حزيران.

وكانت جمعية الطيران الدولية "إياتا" قد طلبت مساعدة حكومية عاجلة محذرة من خسائر بقيمة 252 مليار دولار من عوائد قطاع الطيران في عام 2020، وهو ضعف الرقم الذي توقعته قبل أسبوعين.

بدورها، حذرت المطارات البريطانية التي لا تزال تسير الشحن الجوي وعدداً من الرحلات الخاصة باستعادة المواطنين البريطانيين، من أنها قد تُغلق بشكل مؤقت نتيجة قرار المالية عدم توفير الدعم المالي.

وشدد سوناك لشركات الطيران ومدرائها التنفيذيين، يوم الثلاثاء، على المعايير التي أعلنت عنها الحكومة بضرورة دعم الأعمال والوظائف في كافة القطاعات، بما فيها ضرورة دعم الأجور وإرجاء بعض الضرائب، لكنه أشار إلى أن هذه المعايير ستكون خطوة أخيرة بعد أن تقوم هذه الشركات بما تستطيع به داخلياً، وهو ما لم تقم به شركات الطيران بعد.