وزير بريطاني يلتقي مسؤولين إيرانيين بطهران... وخرازي: لا جديد

وزير بريطاني يلتقي مسؤولين إيرانيين في طهران... وخرازي: لا جديد

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
23 يونيو 2019
+ الخط -

أعلن رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية، كمال خرازي، بعد لقائه مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط آندرو موريسون، الذي وصل إلى طهران اليوم الأحد، أن زيارة الوزير البريطاني لم تحمل جديداً في ما يتعلق بالحفاظ على الاتفاق النووي، قائلاً إن الأخير "كرر التصريحات بشأن دعم الاتفاق"، وأن أوروبا "ستفعّل قريباً قناة إينستكس"، وهي قناة مالية أسستها الترويكا الأوروبية في يناير الماضي، لكنها غير فاعلة بعد.

وهدد خرازي بأن إيران بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً بعد أسبوعين "ستقوم بخطوات جديدة لتقليص تعهدات نووية"، قائلاً "إننا جادون في ذلك".

وأضاف خرازي، وفقاً لما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية الإصلاحية: "لنرى ماذا يمكن أن يفعلوا (شركاء الاتفاق النووي) خلال الأسبوعين المقبلين، وأنه هل يكتفون بالوعود فقط، أو يقدمون على خطوات عملية"، مشيراً إلى أنه "في حال خصصوا مصادر مالية لإينستكس، ومن خلال ذلك وفروا إمكانية التجارة بين إيران وأوروبا، فذلك يعتبر خطوة إيجابية".

وحول نتائج مباحثاته مع الوزير البريطاني، قال خرازي إنه "كرر تصريحات دائمة لهم بأنه سيتم قريباً تنفيذ إينستكس، ونحن دائماً ندعم الاتفاق النووي"، ناقلاً عنه إن أوروبا "لديها مشاكلها مع الولايات المتحدة، وأن الشركات الأوروبية تواجه مشاكل في العمل مع إيران".

ووصف خرازي تصريحات وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط بأنها "مكررة"، داعياً الدول الأوروبية إلى "الحفاظ على استقلالها في مواجهة الضغوط الأميركية".

وأوضح أن إيران "قررت إيقاف تنفيذ بعض تعهداتها بموجب الاتفاق النووي، وإلى الآن قد أوقفت تعهدين، وهي بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً، أي بعد أسبوعين، ستبدأ بإجراءات جديدة في هذا الإطار"، معتبراً أن بلاده جادة في الانتقال إلى المرحلة الثانية من تعليق تنفيذ التعهدات.

وذكرت وزارة الخارجية البريطانية، أمس السبت، أن زيارة وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط إلى إيران "تشكل فرصة لمزيد من التواصل مع الحكومة الإيرانية".

وموريسون هو الدبلوماسي البريطاني الثاني الذي يزور طهران بعد إعلان الأخيرة في الثامن من أيار الماضي تعليق تنفيذ تعهدات نووية، رداً على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، ومماطلات بقية شركائه، بما فيهم بريطانيا، في تنفيذ التزاماتهم، بما يمكن إيران من جني ثمار منافعها الاقتصادية من الاتفاق، بعدما صفّرها هذا الانسحاب.

وسبق أن زار طهران المدير العام للشؤون السياسية في الخارجية البريطانية ريتشارد مور في التاسع من أيار الماضي. 

وتأتي زيارة المسؤول البريطاني إلى طهران، في وقت، بدأ العد العكسي لمهلة الـ60 يوماً، والتي منحتها إيران لشركاء الاتفاق النووي، وسط تصاعد التهديدات الإيرانية بالانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من تقليص تعهداتها النووية.

وفيما تنتهي المهلة في السابع من الشهر المقبل، تقول إيران إنها لم تلمس بعد "أي خطوة أوروبية جادة" بما يلبي مطالبها المتمثلة في تمكينها من بيع نفطها وتسهيل معاملاتها النفطية.

وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أعلن، في الثامن من مايو/أيار الماضي، عن قرارات "مرحلية"، تعلّق إيران بموجبها تنفيذ تعهدات في الاتفاق النووي، رداً على الضغوط الأميركية، وما تصفه طهران بمماطلات الشركاء الخمسة المتبقين في الاتفاق، أي الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والصين وروسيا، في تنفيذ تعهداتهم، بعدما صفّرت العقوبات الأميركية منافعها الاقتصادية من الاتفاق النووي.

وأعلنت طهران أنها ستعلق بعض تعهداتها على مرحلتين، بدأت المرحلة الأولى خلال الشهر الماضي، وشملت رفع القيود عن إنتاج اليورانيوم والمياه الثقيلة، على أن تبدأ المرحلة الثانية في حال لم يلبّ الشركاء المطالب الإيرانية في القطاعين النفطي والمصرفي خلال 60 يوماً، لتخفيف آثار العقوبات الأميركية. وتشمل المرحلة الثانية رفع مستوى تخصيب اليورانيوم وتفعيل مفاعل آراك النووي.

احتجاج على موقف بريطانيا

وحول ما إذا كان الجانبان تناولا خلال مباحثاتهما تخفيف التوتر بين إيران والولايات المتحدة، بعد إعلان الخارجية البريطانية إن زيارة موريسون تهدف إلى ذلك، قال رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية إنه أبدى احتجاجاً على اتهام وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت لإيران بالوقوف وراء الهجمات على ناقلتي النفط في خليج عمان، قبل أسبوعين، قائلاً إن "هذه التصريحات والاستنتاجات المتسرعة لن تساعد في تخفيف التوترات".

وأكد خرازي أن "الحكومة البريطانية إذا ما أرادت تخفيف التوتر في المنطقة، فعليها ألا تقدّم استنتاجات متسرعة".

وكان وزير الخارجية البريطاني قد وجه اتهامات مباشرة لطهران بالضلوع في استهداف ناقلات النفط في خليج عمان، قائلاً في بيان له، إنه "من شبه المؤكد أن فرعاً من الحرس الثوري الإيراني هاجم ناقلتي النفط".

وأكد هنت أن "الهجمات الأخيرة تجسد نمطاً من السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار، وتشكل خطراً كبيراً على المنطقة".

وأعقب ذلك، استدعاء الخارجية الإيرانية السفير البريطاني لدى طهران، روب ماكير، وسلّمته "احتجاجاً شديداً" على هذه الاتهامات.

وأكد خرازي أن "إيران كانت ولا تزال تريد تخفيف التوترات"، مضيفاً أنه في حال أرادت الولايات المتحدة ذلك أيضاً "ينبغي أن تتخذ خطوات في هذا الاتجاه".

وتصاعد التوتر مجدداً بين طهران وواشنطن، على خلفية إسقاط "الحرس الثوري الإيراني" طائرة مسيرة أميركية، الخميس الماضي. وكشفت وسائل الإعلام الأميركية عن خطة أميركية لضرب أهداف إيرانية، ألغاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اللحظات الأخيرة.


رؤية سلبية تجاه بريطانيا

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أشار المسؤول الإيراني إلى أنه والوزير البريطاني قد ناقشا خلال لقائهما اليوم هذه العلاقات، مؤكداً أن أول زيارة لموريسون إلى إيران كوزير للدولة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط ومساعد الخارجية البريطانية جاءت "لمتابعة موضوع العلاقات بين إيران وبريطانيا".

وقال إنه أكد لضيفه البريطاني "وجود خلفية سلبية للغاية عن بريطانيا في أذهان الإيرانيين"، مشيراً إلى أن القوات البريطانية بعد دخولها الأراضي الإيرانية إثر اندلاع الحرب العالمية الأولى "تسببت في وقوع مجاعة كبيرة في إيران، أودت بحياة عشرة ملايين فيها، بينما كان عدد سكانها آنذاك 25 مليوناً".



وأشار خرازي إلى أنه تناول في اللقاء تدخلات بريطانية ضد بلاده، مثل المشاركة في الانقلاب ضد حكومة محمد مصدق المنتخبة عام 1953 ودعم النظام العراقي السابق إبان حرب الثماني سنوات.

وربط خرازي تعزيز العلاقات بين إيران وبريطانيا بـ"خطوات جادة يجب أن تتخذها الحكومة البريطانية في هذا الصدد لخلق فضاء جديد"، مضيفاً في الوقت نفسه أنه "للأسف نرى أن أوروبا وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا لم تقدم على أي خطوة جادة لتنفيذ تعهداتهم تجاه الاتفاق النووي".

وأشار كذلك إلى موضوع شراء إيران دبابات "تشيفتن" البريطانية، عام 1973، وإلغاء لندن ذلك من جانب واحد، قائلاً إن "بريطانيا حتى لم تعد أموالاً تقاضتها من إيران" بعد إلغائها هذه الاتفاقية. 

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.
الصورة
ناشطة بريطانية تتلف لوحة بورتريه للورد بلفور بسبب فلسطين (إكس)

منوعات

أعلنت منظّمة بريطانية مؤيدة لفلسطين، الجمعة، أن ناشطة فيها أتلفت لوحة بورتريه معروضة لآرثر بلفور السياسي البريطاني الذي ساهم إعلانه في إنشاء إسرائيل.
الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.

المساهمون