مشروع "حلّ" أميركي روسي من خارج جنيف بقرار دولي

مشروع "حلّ" أميركي روسي من خارج جنيف بقرار دولي

18 ابريل 2016
أكدت المعارضة أنها لن تتفاوض "إلى الأبد"(فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -
لم تنجح المحادثات التي تستضيفها جنيف حول الصراع السوري، في تقريب وجهات النظر بين المعارضة السورية والنظام، بل بقيت الفجوة كبيرة بين الطرفين، ليُكشف عن مساعٍ من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لإيجاد حل سياسي في سورية خارج هذه المحادثات. ودلّت تصريحات المعارضة أمس على توقعات بفشل محادثات جنيف 3، خصوصاً تصريح رئيس وفد المعارضة السورية أسعد الزعبي، مساء أمس، وقوله للفصائل المعارضة إنه لن يتفاوض "إلى الأبد" إذا واصل النظام هجماته.
وكشف مصدر في المعارضة السورية لـ"العربي الجديد"، عن اجتماعات مكثفة بين واشنطن وموسكو لبحث الحلول الممكنة في حال تعثّر المحادثات. وأضاف المصدر أن الأطراف الدولية والأمم المتحدة أدركت عدم إمكانية تقريب وجهات النظر السورية لدفع العملية السياسية وإيجاد حل سياسي، وزادت من ذلك عودة العمليات القتالية في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن الاجتماعات التي تجري في جنيف بين ممثلي الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تُحضّر لخطة بديلة ولحل آخر يتم فرضه على الأطراف السورية عبر قرار من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع في حال فشل المحادثات الحالية.
وكشف المصدر ذاته أن هناك طرحين للحل خلال الاجتماعات التي تجريها الولايات المتحدة وروسيا في جنيف، الأول يتم تداوله بقوة ويقوم على أساس المحاصصة السياسية لكل مكوّنات المجتمع السوري (أوسع من اتفاق الطائف الذي جرى في لبنان)، يتضمن بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد كونه يملك قوة أساسية في سورية، أما الطرح الثاني فيدعو لتشكيل مجلس انتقالي يضم 8 شخصيات ليست من النظام أو من المعارضة ضمن مبدأ "التكنوقراط"، وهذا المجلس يقوم بقيادة المرحلة الانتقالية.
ويسيطر تشاؤم في صفوف المعارضة السورية التي تعتقد أن الولايات المتحدة تسعى لتوريطها في الانخراط بشكل أكبر في المحادثات، حتى الوصول لصيغة تفاهم حول طرح النظام السوري بتشكيل حكومة وحدة وطنية وبقاء الأسد، إذ حثّ السفير الأميركي مايكل راتني المعارضة في جنيف على بحث الدستور في الجولة الحالية من المحادثات، وفق المصدر ذاته.


وسارع الائتلاف الوطني للمعارضة لإصدار بيان، السبت، رفض فيه أي خطة انتقال سياسي مخالفة للقرارات الدولية، معتبراً أن تلك الخطة لا مكان لها على طاولة المحادثات ولا مستقبل لها على أرض الواقع. وهدد الائتلاف بتعليق مشاركته في الهيئة العليا للمفاوضات في حال تم طرح أية خطة تخالف تشكيل هيئة الحكم الانتقالية حسب القرارات الدولية.
وتبعت ذلك خطوة إضافية من حركة "أحرار الشام" الإسلامية التي وصفت المحادثات بـ"السلبية للغاية"، معتبرة أن أداء الهيئة العليا للمفاوضات "ضعيف ومتخبّط"، لافتة إلى أن رؤيتها لـ"الحل في سورية ما زال حلاً عسكرياً وسياسياً، وأن "فصل المسارين سيكون خطأ كبيراً".
وفي السياق نفسه، جاءت دعوة كبير مفاوضي وفد المعارضة محمد علوش إلى قتال قوات النظام. وكتب على حسابه على موقع "تويتر"، أمس الأحد: "إخواننا أعلنت لكم قبل ذلك بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام ولا تنتظروا منه رحمة، فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان". وفي تغريدة ثانية، توجّه علوش إلى الفصائل المقاتلة في سورية بالقول: "نحن معكم جميعاً، ولن نقبل أي تنازل عن أهداف الثورة. أنا شخصياً مؤيد لأي موقف تجمع عليه الفصائل مهما كان هذا الموقف". لكن عضو الفريق الاستشاري المرافق لوفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف يحيى العريضي، قال لوكالة "فرانس برس"، إن "موقف علوش يعبّر عن رأيه الشخصي، ولا يمكن للهيئة العليا للمفاوضات أن تتبناه".
وعلمت "العربي الجديد" من مصدر آخر أن وفد المعارضة السورية سيقدّم مذكرة للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، اليوم الإثنين، خلال اللقاء بينهما في جنيف، تتضمن جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري، وتطالب بإحالة هذا الملف للمحكمة الجنائية الدولية واعتبار الأسد مجرم حرب. كما ستناقش المعارضة وضع جدول زمني للدخول في محادثات مباشرة وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية، ويعمل وفد المعارضة على إعداد ورقتين فيهما شرح مفصّل عن هيئة الحكم الانتقالية وعن المرحلة الانتقالية.