الطائرة الأوكرانية.. إيران تتعهد بالمحاسبة وكندا تطالب بالوضوح

الطائرة الأوكرانية.. إيران تتعهد بالمحاسبة وكندا تطالب بالوضوح

11 يناير 2020
أقرّت إيران بمسؤوليتها عن سقوط الطائرة (Getty)
+ الخط -
بعد إقرار إيران بمسؤوليتها عن إسقاط طائرة البوينغ التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، فجر الأربعاء الماضي، وعلى متنها 176 شخصاً، منهم 57 كندياً، أجرى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اتصالات مع رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في وقت أبدت فيه طهران استعدادها "لأي تعاون دولي" في هذا الصدد، ووعدها بـ"محاسبة المتسببين بالحادث".

وخلال الاتصال مع زيلينسكي، قال روحاني، وفقاً لموقع الرئاسة الإيرانية، إن "التعاون بين التقنيين من البلدين سيستمر حتى نهاية التحقيقات"، مؤكداً أن طهران "لن تتسامح مع المتسببين بهذا الحادث... وسيتم تقديمهم للعدالة... وسنلتزم بكافة تعهداتنا القانونية".

وأشار روحاني إلى بيان الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، التي أصدرته اليوم السبت، حول حادثة سقوط الطائرة المنكوبة، قائلاً إن "البيان يكشف أن خطأ بشرياً تسبب بالحادث وأن المتورطين فيه سيتم تقديمهم للسلطات القضائية ومحاسبتهم".

وعزى روحاني الرئيس الأوكراني بمقتل عدد من مواطني بلده، معبراً عن "حزنه وأسفه العميقين" بسبب ذلك، كاشفاً أنه سيرسل مبعوثاً خاصاً إلى أوكرانيا "للإعلان عن أسف وتألم الشعب والحكومة الإيرانيتين".

كذلك أكّد أنه سيطلب من وزير خارجيته، محمد جواد ظريف، التواصل مع نظيره الأوكراني فاديم بريستايكو، واستكمال التعاون بين البلدين في هذا الشأن.

ومن جهته، اعتبر زيلينسكي، وفقاً لموقع الرئاسة الإيرانية، أن البيانات التي أصدرتها طهران اليوم بشأن حادث إسقاط الطائرة "تكتسب أهمية كبيرة"، مخاطباً روحاني بالقول إن "سلوك إيران القانوني وتعاونها المؤثر في هذه الظروف التي تمر بها محل تقديرنا"، معرباً عن أمله في استمرار التعاون بين خبراء البلدين "لإنهاء التحقيقات وفقاً للبروتوكولات الحقوقية والقانونية ولأجل إعادة جثامين الضحايا سريعاً إلى ذويهم".

كما أن الرئيس الإيراني أكد خلال المكالمة الهاتفية مع رئيس وزراء كندا أن بلاده مستعدة للعمل المشترك مع كندا حول حادثة الطائرة المنكوبة، معرباً عن رغبته "في استمرار العلاقات بين البلدين لخدمة الشعبين وحول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك"، ومشيراً إلى "تعزيز السلام والأمن الإقليميين".

وشدد روحاني على أن "الأمن في منطقة الشرق الأوسط الحساسة دخل مرحلة خطيرة بسبب التدخلات والتصرفات الأميركية"، داعياً الجميع إلى "ضرورة العمل لأجل إعادة الاستقرار والأمن بالكامل إلى المنطقة".

وبحسب موقع الرئاسة الإيرانية، فإن ترودو قد عزّى روحاني بمقتل عدد من المواطنين الإيرانيين في حادث إسقاط الطائرة، داعياً إلى "ضرورة التعاون بين البلدين لتتضح أسباب هذا الحادث".

وأعلن عن استعداد كندا للعمل مع إيران في مجال التحقيقات الجارية، معرباً عن أمله في "إجراء المزيد من الحوارات حول قضايا الأمن الإقليمي".


أوكرانيا تدفع تعويضات
من جانبه قال رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي هونشاروك، وفقاً لـ"رويترز"، إن أوكرانيا ستدفع 200 ألف هريفنا (8350 دولاراً) عن كل راكب إلى عائلات ضحايا الطائرة التي تحطمت في إيران يوم الأربعاء، مضيفاً أن شركة الخطوط الدولية الأوكرانية ستدفع تعويضات لعائلات أفراد طاقم الطائرة الذين لقوا حتفهم في الحادث. وأكد رئيس الوزراء أن دبلوماسيين أوكرانيين يعكفون على دراسة سبل الحصول على تعويضات من السلطات الإيرانية.

وكان قد أعلن فجر الأربعاء الماضي عن سقوط طائرة أوكرانية من طراز بوينغ 737 جنوب العاصمة الإيرانية، وسط أجواء حرب، عاشتها المنطقة وإيران، على خلفية قيام الأخيرة بضربات صاروخية ضد قواعد أميركية في العراق، رداً على اغتيال قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، الذي اغتيل برفقة آخرين في غارة أميركية، في الثالث من الشهر.

كما أن الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أعلنت في بيان عسكري، فجر السبت، أن الطائرة الأوكرانية قد أسقطت "عن طريق خطأ بشري غير متعمد" بعد إصابتها بصاروخ للدفاع الجوي الإيراني.

وأصدر روحاني، في وقت سابق بياناً، عبّر فيه عن "الأسف العميق" تجاه ما حصل، مشيراً إلى أنه اطلع على نتيجة تحقيقات الأركان العامة للقوات المسلحة بشأن سقوط الطائرة المدنية الأوكرانية "قبل ساعات".

وأضاف روحاني أن الطائرة أسقطت في ظروف التهديدات الأميركية ضد بلاده بعد حادثة اغتيال سليماني، قائلاً إن القوات المسلحة الإيرانية كانت في حالة "التأهب القصوى" في مواجهة "أي هجمات محتملة للجيش الأميركي"، إلا أنه بحسب قوله، فإن "خطأ بشرياً وإطلاقاً خاطئاً تسبب بمأساة كبرى ومقتل العشرات من الأبرياء".

وقدّم وزير الخارجيّة الإيراني، محمد جواد ظريف، من جهته "اعتذارات" بلاده عن كارثة طائرة البوينغ الأوكرانيّة بدون أن يعفي واشنطن من المسؤولية.

وكتب ظريف في تغريدة على تويتر "خطأ بشريّ في فترة الأزمة التي تسببت بها نزعة المغامرة الأميركية أدّت إلى الكارثة".

إلى ذلك، أكد قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة، ظهر السبت، أنه يتحمل "المسؤولية بالكامل"، كاشفا "كنت في غرب البلاد للإشراف على تنفيذ الضربات الصاروخية على القواعد الأميركية (في العراق)، وتمنيت الموت حين سمعت نبأ إسقاط الطائرة".

كما كشف حاجي زادة أن إسقاط الطائرة حدث بعدما اشتبه المسؤول عن دفاع جوي بغرب طهران بأنها صاروخ "كروز" على بعد 19 كيلومترا، ليتخذ قرارا بالإطلاق "ولم يقم بالتأكد بسبب عطل في جهاز الاتصال".