ماذا يعني اتفاق المحافظين بإيران على قائمة انتخابية واحدة؟

المحافظون في إيران يتفقون على قائمة واحدة للانتخابات.... ماذا تعني هذه الخطوة؟

18 فبراير 2020
تجري الانتخابات يوم الجمعة المقبل (فاطمة بهرمي/الأناضول)
+ الخط -
أفادت وسائل إعلام ووكالات أنباء مقربة من المحافظين في إيران باتفاقهم على توحيد قائمتَيهم في الانتخابات البرلمانية التي ستنطلق يوم الجمعة المقبل.
وكشفت وكالة أنباء "فارس"، اليوم الثلاثاء، عن أن المباحثات بين قائمتَي "مجلس تحالف قوى الثورة" و"جبهة الصمود"، مساء أمس الاثنين، أفضت إلى هذا الاتفاق، مشيرة إلى حلّ الخلافات التي كانت تحول دونه، من دون الكشف عن طبيعتها.
وأشارت تقارير إعلامية، خلال الأسبوع الماضي، إلى أنّ الخلافات كانت بسبب معارضة "جبهة الصمود" ترؤس القيادي السابق بالحرس، رئيس بلدية طهران السابق محمد باقر قاليباف، قائمة المحافظين في الانتخابات، واليوم، بعد الحديث عن الاتفاق بين المعسكرين المحافظين، ليس واضحاً بعد ما إذا كان مجلس "تحالف قوى الثورة" قد قَبِل بالإطاحة بقاليباف، وهذا أمر مستبعد، أم تم التوصل إلى حلّ آخر بشأن هذه القضية.
وأفادت وكالة "فارس" للأنباء، بأنه سيُعلَن عن القائمة الموحدة بعد ساعات، في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.
ويأتي هذا الاتفاق فيما فشلت جهود زعماء المحافظين، خلال الفترة الأخيرة، في تقديم قائمة واحدة، مما دفع قطبَي التيار؛ أي التقليديين و"جبهة الصمود"، إلى تقديم لائحتين انتخابيتين منفصلتين.
وبالنظر إلى عدم وجود منافسين إصلاحيين في معظم الدوائر الانتخابية لرفض أهليتهم من قبل مجلس صيانة الدستور، بحسب تأكيدات زعماء هذا التيار، يبدو أنّ هذه الخطوة للمحافظين تهدف إلى سدّ الطريق أمام فوز أي من مرشحي التيار الإصلاحي في دوائر تشهد نوعاً من التنافس، وخصوصاً دائرة طهران الانتخابية، لوجود قوائم إصلاحية.
يُشار إلى أنّ هناك قوائم محافظة أخرى ومستقلين محسوبين على التيار المحافظ، يشاركون بشكل منفصل في السباق الانتخابي التشريعي، لكن قائمة "إيران الشامخة"، التابعة لمجلس "تحالف قوى الثورة"، وقائمة "المجلس القوي الثوري" التابعة لـ"جبهة الصمود"، هما القائمتان الرئيستان للتيار، قبل أن يتفقا فيما بينهما على توحيدهما، إن لم تحدث مفاجآت في اللحظات الأخيرة تمنع ذلك، وتُفشل جهود التوحيد.
وتوصل المحافظون إلى هذا الاتفاق في حين لم يبقَ من مهلة الحملة الانتخابية كثير، حيث إنها تنتهي بعد يومين، أي قبل 24 ساعة من فتح صناديق الاقتراع، عند الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة بالتوقيت المحلي، لاستقبال أصوات الإيرانيين الذين يحق لهم الاقتراع، والبالغين سنّ الثامنة عشرة، وهم 57 مليوناً و918159 شخصاً؛ منهم 29 مليون إيراني، وأكثر من 28 مليون إيرانية. وتستمرّ عملية الاقتراع 10 ساعات، قابلةً للتمديد بقرار من وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي.

ويتنافس في السباق الانتخابي التشريعي في إيران لهذه الدورة 7157 مرشحاً، حازوا الأهلية من قبل مجلس صيانة الدستور، المنوط به في الدستور موضوع الرقابة على الانتخابات، والمصادقة على أهلية المرشحين، وذلك من أصل 16033 شخصاً قدموا طلباتهم للتنافس على 290 مقعداً برلمانياً.
إلى ذلك، أعلن رئيس لجنة الانتخابات بمحافظة طهران شكر الله حسن بيغي، اليوم الثلاثاء، بحسب وكالة "إيسنا" الإصلاحية، انسحاب 238 مرشحاً من السباق الانتخابي في المحافظة، منهم 159 مرشحاً في العاصمة طهران.
ولا توجد معلومات عن انتماءات المنسحبين، إن كانوا من المحسوبين على التيارات السياسية أو المستقلين، وكذلك عما إذا كانت الانسحابات خطوة لصالح مرشحين محددين أو أنها جاءت لأسباب أخرى.


خامنئي: لمشاركة واسعة
وفي المواقف، أكد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، أهمية هذه الانتخابات لبلاده في هذه الظروف الحساسة التي تمرّ بها، داعياً الشعب الإيراني إلى المشاركة الواسعة فيها لـ"إحباط مؤامرات" الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران.
واعتبر خامنئي أن "الانتخابات جهاد عام، تعزز قوة الدولة"، متهماً واشنطن بـ"تأسيس غرفة الفكر والتخطيط لإحداث شرخ بين الشعب والنظام"، مشيراً إلى أن "الإقبال على الانتخابات يحفظ ماء وجه النظام".
وأضاف أن "الأعداء والأصدقاء" يتابعون هذه الانتخابات، "فالأعداء يريدون أن يعرفوا اليوم نتائج كل ضغوطهم، ومحاولاتهم، ودعاياتهم، والمشكلات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، ونتائج انتهاكات الغربيين والأوروبيين لتعهداتهم والضغوط التي يمارسها الأميركيون"، لافتاً إلى أن أصدقاء بلاده "أيضاً يتابعون بقلق لمعرفة ما يمكن أن يحصل".
وإذ دعا خامنئي "الأصدقاء" إلى عدم القلق "لأن الشعب الإيراني يعرف ماذا يفعل"، اعتبر أن الانتخابات التشريعية الراهنة "ستحبط مؤامرات أعداء إيران".