توالي ردود الفعل والتحرّكات لمنع التصعيد بعد اغتيال سليماني

توالي ردود الفعل والتحرّكات لمنع التصعيد في المنطقة بعد اغتيال سليماني

06 يناير 2020
قُتل سليماني بضربة أميركية في بغداد (ياسين أكغول/فرانس برس)
+ الخط -
لم تهدأ ردود الفعل والتحركات الدولية لاحتواء التصعيد في المنطقة، بعد اغتيال الولايات المتحدة الأميركية، فجر الجمعة، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية في محيط مطار بغداد الدولي.
وقال المكتب الصحافي التابع للرئاسة الروسية، اليوم الاثنين، إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستصل إلى موسكو، يوم السبت المقبل، لبحث أزمة المنطقة مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال الكرملين إن ميركل ستزور روسيا بناءً على دعوة من بوتين، وإن الزعيمين يعتزمان كذلك بحث الأوضاع في سورية وليبيا وأوكرانيا.

من جهته، يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعاً استثنائياً على مستوى السفراء، اليوم الاثنين، لمناقشة الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، وفق ما أفاد متحدث باسم الحلف وكالة "فرانس برس".

وقال المتحدث، في بريد إلكتروني تلقّته "فرانس برس"، إن "الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، قرّر عقد اجتماع لسفراء دول حلف الأطلسي بعدما ناقش الأمر مع الحلفاء".
وفي إطار التحركات لمنع التصعيد أيضاً، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الأحد، إنه اقترح عقد اجتماع دوري مع نظرائه الأوروبيين الآخرين، الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن لدى "أوروبا الآن دوراً مهماً في ضوء تصاعد تهديد الصراع بين الولايات المتحدة وإيران"، قائلاً: "يجب على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاتفاق بشكل سريع على نهج مشترك حيال ذلك".
وذكر أن لدى أوروبا قنوات اتصال موثوقة بجميع الأطراف، ويجب استخدامها "إلى أقصى حد" في الوضع الحالي.


بريطانيا تحثّ العراق على السماح ببقاء القوات الأجنبية

في غضون ذلك، أفاد بيان بريطاني بأن رئيس الوزراء بوريس جونسون اتفق مع نظيره العراقي عادل عبد المهدي، في اتصال هاتفي اليوم، على ضرورة تهدئة التوتر في المنطقة.

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء البريطاني "بحث الزعيمان ضرورة الحد من التوتر في المنطقة في أعقاب مقتل قاسم سليماني، واتفقا على العمل معا على إيجاد سبيل دبلوماسي للمضي قدما".

وتابع البيان "أكد رئيس الوزراء التزام بلاده التام بدعم استقرار وسيادة العراق، كما أكد على أهمية مواصلة محاربة التهديد المشترك من جانب داعش".

كما حثّ متحدث باسم الحكومة البريطانية الحكومة العراقية على السماح للقوات الأجنبية بالبقاء في البلاد لمواجهة خطر تنظيم "داعش".
وقال في موجز صحافي، صباح اليوم الاثنين، رداً على قرار البرلمان العراقي طرد قوات التحالف الغربي من العراق: "يقوم التحالف في العراق بحماية العراقيين وغيرهم من خطر (داعش) بطلب من الحكومة العراقية. نحثّ الحكومة على ضمان قدرة التحالف على استمرار العمل الهام في محاربة التهديد المشترك".
وأضاف: "تحدث وزير الخارجية مع الرئيس العراقي ورئيس وزرائه نهاية الأسبوع الماضي. وتحدث رئيس الوزراء مع نظيره العراقي، اليوم، وسفيرنا في بغداد على تواصل مع القادة السياسيين في العراق لتأكيد هذه النقاط وحثهم على استمرار مكافحتنا لهذا الخطر سوية".
وأشار المتحدث أيضاً إلى معارضة بريطانيا لأي خطوة أميركية لمهاجمة المواقع الثقافية الإيرانية، والتي تشمل عدداً من المزارات الدينية، مؤكداً أن هذه الخطوة تخالف الأعراف الدولية، على الرغم من أنه لم يصفها بجريمة حرب.
وقال أيضاً إن جونسون سيجتمع بكبار وزراء حكومته، بعد ظهر اليوم، لمناقشة تطورات الملف الإيراني، بينما سيجتمع مجلس الأمن القومي غداً لمناقشة الموضوع ذاته.
ورفض المتحدث أن يكون اغتيال سليماني عملية غير قانونية، قائلاً: "تمتلك الدول الحق في اتخاذ خطوات للدفاع عن نفسها، وكانت الولايات المتحدة واضحة بأن سليماني يخطط لهجوم وشيك على الدبلوماسيين الأميركيين والطواقم العسكرية".

توالي ردود الفعل على الضربة الأميركية

بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء المتغيرات الإقليمية والعالمية في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في افتتاح المبنى الجديد لجهاز الاستخبارات التركية في العاصمة أنقرة.
وقال أردوغان: "لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء المشهد المعقد والمتغير الناجم عن تنافس القوى الإقليمية والعالمية في منطقتنا"، مضيفاً أن التحالفات الإقليمية القائمة ضد بلاده في شرق المتوسط تستحوذ على أهمية كبيرة في مستقبل تركيا القريب.
أمّا وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، فقال إن بلاده لن تسمح باستخدام أراضيها لاستهداف أي دولة، ولن تصبح طرفاً في أي صراع إقليمي.
وجاءت تصريحاته بعد مكالمات هاتفية مع نظرائه في إيران، والسعودية، والإمارات، وتركيا.
ودعا قريشي لضبط النفس، ووقف التصعيد على الأرض.
وكتب قريشي على "تويتر": "موقف باكستان واضح للغاية، وهو الدفاع عن السلام والاستقرار ووجوب تجنب العنف".


من ناحيتها، انتقدت الصين الولايات المتحدة، قائلة إنها تعمّق التوتر في المنطقة بسبب استخدامها القوة في المواجهة مع إيران، وحثت جميع الأطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس لضمان تحقيق السلام والاستقرار.

وقال قنغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في إفادة صحافية يومية: "السياسات التي تعتمد على القوة لا تحظى بالقبول على المستوى الشعبي وليست قابلة للاستمرار". وأضاف "السلوك العسكري الأميركي المحفوف بالمخاطر في الأيام الماضية يتعارض مع الأعراف الأساسية للعلاقات الدولية".
ودعا الولايات المتحدة إلى عدم إساءة استغلال قوتها، مناشداً الأطراف المعنية "التحلي بضبط النفس لتجنب تدهور الوضع"، مضيفاً أن الصين "قلقة للغاية" إزاء المواجهة بين إيران والولايات المتحدة.
وانتقدت الصين أيضاً الولايات المتحدة لتهديدها بفرض عقوبات على العراق رداً على قرار البرلمان العراقي الذي يدعو القوات الأميركية وغيرها من القوات الأجنبية إلى مغادرة البلاد.
وقال قنغ: "تعارض الصين دوماً الاستخدام الجائر أو التهديد باستخدام العقوبات... نأمل أن تفعل الدول المعنية، لا سيما الدول الكبرى من خارج المنطقة، المزيد لدعم السلام والأمن في المنطقة وتجنب الأعمال التي تصعّد التوترات الإقليمية".

إلى ذلك، جدّد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اليوم الاثنين، تأكيد خططه لنشر قوات الدفاع الذاتي في المنطقة، لضمان سلامة السفن اليابانية في المنطقة، وذلك على الرغم من تصاعد التوتر بعدما قتلت الولايات المتحدة سليماني.
ودعا آبي، في مؤتمر صحافي تلفزيوني، الدول المعنية إلى بذل جهود دبلوماسية لتخفيف التوتر، وتجنّب المزيد من التصعيد.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية السعودي، اليوم الاثنين، إن بلاده لا ترغب في رؤية المزيد من التصعيد في التوترات بالمنطقة، في لحظة بالغة الخطورة.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحافي في الرياض، إن المملكة حريصة كل الحرص على عدم حدوث أي تصعيد في الوضع بالمنطقة، وإنه ينبغي الانتباه إلى المخاطر التي تحدق بالأمن العالمي وليس أمن المنطقة فحسب.
وعبّر الوزير عن أمل المملكة في أن تتخذ جميع الأطراف الخطوات الضرورية لمنع المزيد من التصعيد وأي استفزاز.
وفي المواقف أيضاً، قالت المكسيك، الأحد، إنها قلقة بشأن الأحداث الأخيرة في العراق وإيران، مطالبة كل الأطراف المعنية بممارسة ضبط النفس، وتجنّب تصعيد التوتر الإقليمي.
وقالت وزارة خارجية المكسيك عبر "تويتر": "وفقاً للمبادئ الدستورية للسياسة الخارجية، تقدّر المكسيك قيمة الحوار والتفاوض في حل النزاعات الدولية".


إلى ذلك، أمر الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي الجيش بالتأهب لنشر طائراته وسفنه "في أي وقت" لإجلاء آلاف العمال الفيليبينيين من العراق وإيران، ما يعكس مخاوف الدول الآسيوية المتزايدة على حياة مواطنيها، وسط تزايد احتمالات اندلاع أعمال عنف في المنطقة.