بعد النمسا.. عاصفة تضرب يمين السويد المتشدد بفضيحة جنسية

بعد النمسا.. عاصفة تضرب يمين السويد المتشدد بفضيحة جنسية

22 مايو 2019
سلسلة من الفضائح أصابت حزب "ديمقراطيي السويد" الأعوام الماضية(Getty)
+ الخط -
بدأ تسرُّبُ قضية "اعتداء وتحرش جنسي" لمرشح رئيس من حزب "ديمقراطيو السويد" إلى انتخابات البرلمان الأوروبي للصحافة السويدية أول من أمس، وتعاظُمُها أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، ينعكسان على هذا الحزب الشعبوي المتشدد، بعد سلسلة من الفضائح التي أصابته خلال السنوات الماضية باتهامات طاولت بعض برلمانييه وقيادييه بماض فاشي ونازي، ممن اضطروا لمغادرة الحزب.

بطل الفضيحة الجديدة في صفوف اليمين المتشدد، بعد أيام على انكشاف فضيحة نائب مستشار النمسا اليميني المتطرف، هاينز كريستيان شتراخه، هو المرشح الرئيس للحزب إلى البرلمان الأوروبي بيتر لوندغرين، بعد أن تسرب إلى صحيفة "إكسبرسن" السويدية "تسجيل صوتي" عن قيام هذا السياسي بتحرش واعتداء جنسيين على زميلة له في الحزب، في أحد الفنادق التي أقام فيها الحزب العام الماضي احتفالاً. والمثير وفقاً لما كشف عصر اليوم الأربعاء أن التحرش (والذي يصعب نقل تفاصيله التي أوردتها الصحافة) جرى أمام زميلة أخرى في الغرفة في وقت متأخر من تلك الليلة، ورغم طلب زميلته منه التوقف ومحاولتها الابتعاد عنه "لم يتوقف عن لمسها"، بحسب ما ورد في التسريب.

وبعد يوم كامل من إنكار المرشح على قائمة الحزب، لوندغرين، اعترف اليوم بما جرى، وقامت الشرطة بأخذ القضية على عاتقها بعد أن جرى اتهامه بـ"اعتداء على زميلة". ويبدو من التسريب الصوتي، الذي نشرته الصحافة، أن "المعتدى عليها تتحدث مع زميلتها التي كانت في الغرفة نفسها عما جرى ليلتها".

والمثير في هذه القضية أن السيدة، سارة لينا بيالكو، التي تعرضت لهذا الاعتداء، متزوجة وثمة معرفة عائلية بين الطرفين، بل إنها أيضاً تحتل الرقم 20 على قائمة مرشحي الحزب اليميني المتشدد للانتخابات الأوروبية، بحسب الكشف الذي أعلن عنه في استوكهولم عصراً.
السياسي المتهم لوندغرين حاول التخفيف من وطأة ما تسرب إلى الصحافة باعتبار أنه كان "في حالة سكر بعد ليلة مبللة (جملة تقال كناية عن الشرب الكثير في السهرات)". لكن السويد التي انتهجت سياسة صارمة في منع الاعتداء والاغتصاب خلال الأشهر الماضية لم تتردد بالتوجه لاتهام الرجل "نقوم الآن ببحث دقيق لهذه القضية، ونستمع إلى الشهود ونفحص الأدلة. لقد استمعنا لأقوال الناس، وسيأخذ الأمر بعض الوقت"، بحسب المدعية العامة في القضية، ماريا ستيروب.

الضربة الموجعة، التي وصفتها الصحافة الإسكندنافية عصر اليوم بـ"عاصفة سياسية تضرب اليمين المتشدد"، لم يخفف منها اعتراف هذا السياسي بفعلته. فقد كشف النقاب عن أن "زميلة السياسية المعتدى عليها، والتي اتهمت بتسريب متعمد للشريط الصوتي، كريستينا فينبيرغ، وهي المرشحة رقم 4 على قائمة الحزب أيضاً (ديمقراطيو السويد) إلى الانتخابات الأوروبية، فقد قام الحزب بتوبيخها وطردها وإلغاء ترشحها رغم أنها ذكرت لهم أنها لا تدري كيف تسرب الشريط بعد أن فقدت هاتفها، ولم تكن تعلم بوصول التسجيل قبل اتصال صحيفة "إكسربسن" بها ليخبروها أنهم حصلوا عليه بطريقة ما". هذا التصرف أضيف إلى تشديد زعيم الحزب جيمي أوكسون الذي ظل يردد أمس ونهار اليوم أنه يقف داعماً لصاحب الفضيحة لوندغرين ليخلق "ضرراً كبيراً بديمقراطيي السويد"، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.

وحاول الحزب المتشدد التخفيف من هذه الفضيحة على سمعته معتبراً أنها "قضية تخص شخصين بالغين وصديقين"، بحسب قول زعيم الحزب المتشدد جيمي أوكسون للقناة الرسمية "أس في تي"، والتخفيف من وطأتها من خلال نشره شريط فيديو يحمل لوغو الحزب يشرح فيه المتهم القضية وكأنها أمر بسيط، ما جاء بردود فعل غاضبة وعكسية بحسب التعليقات الواردة على "يوتيوب" وصفحات الصحف.
ودافع أوكسون عن زميله المتهم بطريقة تبدو غريبة: "لم يستطع النوم ولا الأكل خلال اليومين الماضيين، لقد كانت فترة عصيبة، وأنا أقف معه رغم التحقيق الشرطي معه، فلا شيء يتغير". لكن هذا الكشف أدى أيضاً إلى إلغاء مشاركة لوندغرين في لقاءات انتخابية عديدة في عدد من وسائل الإعلام، والتي كانت مقررة قبيل الانتخابات يوم الأحد القادم.​

المساهمون