الفلسطينيون يتظاهرون في رام الله رفضاً لـ"صفقة القرن"

الفلسطينيون يتظاهرون في رام الله رفضاً لـ"صفقة القرن"

02 يوليو 2018
جابت المسيرة شوارع رام الله(العربي الجديد)
+ الخط -
تظاهر مئات الفلسطينيين، ظهر اليوم الإثنين، وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، رفضاً لـ"صفقة القرن" الأميركية التي تحاول إدارة دونالد ترامب تمريرها، وللتأكيد على دعم القيادة الفلسطينية في مواجهة هذه الصفقة التي تتجاهل حقوق الفلسطينيين الأساسية.

ودعت القوى الوطنية والإسلامية إلى وقفة ومسيرةٍ رافضة لـ"صفقة القرن" ومؤيدة للقيادة الفلسطينية، في وقت كانت "الجبهة الشعبية" قد أعلنت عدم مشاركتها في هذه المسيرة والوقفة، التي كان أكثرية المشاركين فيها من حركة "فتح".

وطغى رفع المشاركين لصور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعلام حركة فتح والهتافات المؤيدة للرئيس عباس في مواجهة صفقة القرن، على الوقفة والمسيرة، وهتفوا "لازم تعرف كل الناس مين رجالك يا عباس"، وللوحدة الوطنية الفلسطينية كذلك في مواجهة "الصفقة".

وألقيت العديد من الكلمات، ثم جابت مسيرة شوارع مدينة رام الله.

وكانت "الجبهة الشعبية" قد اعتبرت، في بيان صدر عنها أمس الأحد، البند الوارد في بيان القوى الوطنية والإسلامية في رام الله والبيرة، والذي صدر أمس الأول، والداعي إلى مسيرة حاشدة في رام الله (رفضاً لصفقة القرن ودعم الشرعية الفلسطينية ومطالبتها باستمرار التمسك الحازم برفضها تطبيقاً لقرارات المجلس الوطني في دورته الأخيرة... إلخ)، هي دعوة خاصة بموقف حركة "فتح" وبعض القوى، ولا تعبّر إطلاقاً عن موقف "الشعبية"، وجرت صياغتها دون علم "الجبهة" أو اطلاعها، وأن "الجبهة" أعلنت عدم مشاركتها في هذه الوقفة لأنها "لا تعبّر عن مواقفنا وقناعتنا المبدئية، وخاصة في ما يتعلق برفع العقوبات المفروضة على القطاع دون تأخير أو شروط".

تظاهرات رام الله ضد صفقة القرن (العربي الجديد)

وعلى هامش الوقفة والمسيرة، اليوم، قال نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، لـ"العربي الجديد"، إن "الجماهير الفلسطينية خرجت اليوم، لتقول للولايات المتحدة الأميركية إنه لا يمكنها إحداث ثغرة في جدار الصدّ الفلسطيني، وأن الجماهير الفلسطينية تقف إلى جانب قيادتها والرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضاً لصفقة العصر، فلا يمكن أبداً أن نسمح بأن تمر هذه الصفقة".


وفي كلمة له أمام المئات من الجماهير المحتشدة، بمن فيهم قيادات وشخصيات ورجال دين فلسطينيون، أكد العاول أن "خروج الجماهير اليوم، لتؤكد على التماسك في وجه كل المحاولات الأميركية لإحداث اختراق في جدار تماسك الشعب الفلسطيني، وأن تلك المحاولات لا يمكن أن تنجح، وأن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) والقيادة الفلسطينية ليسوا وحدهم في مواجهة صفقة العصر".

وأضاف العالول: "ترامب جاء بصفقة تحت شعار حل القضية، لكنها صفقة لا تشمل القدس عاصمة لدولة فلسطين ولا عودة اللاجئين ولا أي ثابت من ثوابت الفلسطينيين، نحن نؤكد على ما قاله أبو مازن إن أميركا ليست مؤهلة لرعاية سلام، وأما القدس جوهر القضية التي استشهد لأجلها مئات آلاف الفلسطينيين، فلا يمكن أن يتم التنازل عنها على الإطلاق".

تظاهرات رام الله ضد صفقة القرن (العربي الجديد)

وأشار القيادي في "فتح" إلى أن "ترامب يتحالف مع نتنياهو وسط محاولات تهويد وقتل لأبناء الشعب الفلسطيني، ونحن لا يمكن أبداً أن نقدم أي تنازل"، فيما خاطب الولايات المتحدة وإسرائيل قائلاً: "إن قطاع غزة والضفة الغربية في عقل وقلب الشعب الفلسطيني، لا تلعبوا أبداً تحت شعار الظروف الإنسانية، نحن نريد الاستقلال، ونريد إنهاء الاحتلال. لا نريد مساعداتكم".

وخاطب العالول فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وبقية الفصائل قائلاً: "أنتم شركاؤنا، نحن صنعنا معاً هذا المشروع الذي علينا أن نحافظ عليه، ولا بد أن نميز بين التناقض الأساسي مع الاحتلال، وبين التباينات بيننا، فهي ثانوية، لذلك علينا ألا نغرق ونقاد باتجاه صراعات جانبية، وأن نصطف معاً من أجل مواجهة هذا التحدي".

وأشار العالول إلى "الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال، والعهد للشهداء والأسرى أنه لا يمكن أن نقبل مقابلاً لهذا الثمن إلا الحرية والاستقلال، وليست هذه الصفقة".

من جهته، قال رئيس "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية"، وليد عساف، لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة والمسيرة، إن "رسالة هذه الوقفة تأتي للتأكيد على أن صفقة القرن لن تمر، ووقوفنا إلى جانب القيادة الفلسطينية والالتفاف حول الموقف التاريخي الوطني لإفشال صفقة القرن، ولن نتنازل عن القرار المستقل وعن القدس وثوابتنا، وهم لن يستطيعوا تمرير الصفقة التي تسعى لإسقاط ملفات الحدود واللاجئين وتمرير الاستيطان، فلا لكل البدائل ولا لصفقة القرن ونعم لوحدة شعبنا".

وشدد عساف على أن لجان المقاومة الشعبية جاهزة للتصدي لـ"صفقة القرن" وإفشالها، وللتصدي للمشروع الاستيطاني بأكلمه.

بدوره، قال الأمين العام لـ"جبهة التحرير الفلسطينية"، واصل أبو يوسف، في إطار كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، أمام الجماهير المحتشدة، إن "الشعب الفلسطيني اليوم، موحد في رفضه للمساس بحقوقه وثوابته المتمثلة بثوابت منظمة التحرير الفلسطينية، وعندما تقول القيادة الفلسطينية، قيادة المنظمة، بقيادة أبو مازن، إن صفقة القرن لن تمر، فذلك يعني أن القيادة تمضي كما مضى الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) حينما قال في كامب ديفيد 2 (لا للمساس بحق عودة اللاجئين والقدس عاصمة فلسطين)، وكما فشلت كامب ديفيد 2، ستفشل صفقة القرن".

تظاهرات رام الله ضد صفقة القرن (العربي الجديد)

وشدد أبو يوسف على رفض السياسة الأميركية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني، "حيث تحاول تلك السياسة فرض الوقائع على الأرض، ولذلك فإن الشعب الفلسطيني سيواصل بعزم وتصميم معركة عدم المساس بحقوقه ورفضاً للسياسة الأميركية المعادية للشعب الفلسطيني، فلا يمكن التجاوز والقفز عن الفلسطينيين في حلٍّ إقليمي".

 

المساهمون