حزب "نداء تونس" يعقد مؤتمره الأول على وقع الانشقاق

حزب "نداء تونس" يعقد مؤتمره الأول على وقع الانشقاق

09 يناير 2016
أزمة "نداء تونس" تفاقمت بعد استقالة 17 نائباً (الأناضول)
+ الخط -

ينطلق، اليوم السبت، المؤتمر الأول لحزب "نداء تونس" الفائز بالأغلبية الأولى في البرلمان، ومن أبرز المهام المطروحة في جدول أعماله تنصيب قيادة توافقية في الحزب، والإعداد للمؤتمر الانتخابي الأول الصيف القادم.


وتتطلع أنظار المراقبين إلى المشهد السياسي والبرلماني إثر استقالة 17 نائبا من الموالين للأمين العام المستقيل، محسن مرزوق، رسميا من الحزب، حيث ستتساوى بذلك عدد أصوات "حركة النهضة" و"نداء تونس" وتتحول المجموعة الموالية لمرزوق للقوة الثالثة للبرلمان وسط تساؤلات عن تموقعها في الفترة المقبلة.

وقال المتحدث باسم البرلمان حسان الفطحلي لـ"العربي الجديد" إن مكتب المجلس يبت في الاستقالات إثر خمسة أيام من إيداعها، وبقبولها تتحول المجموعة الجديدة إلى ثالث قوة في البرلمان وهو ما يتيح لها بعض المسؤوليات في اللجان إذا ما استوفت الشروط لتكوين الكتلة (رئيس لجنة، نائب رئيس، مقرر)، ولن يتسنى لها تكوين كتلة إلا إثر انسلاخها رسميا من الحزب فالنظام الداخلي للبرلمان يمنع أن يكون لحزب واحد أكثر من كتلة نيابية.

في المقابل، يحاول "نداء تونس" الذي يقود الائتلاف الحاكم، الفصل في خلافاته التي كلفته انشقاقات في صفوفه وجزءا من قاعدته الانتخابية، حيث سيختار بالتوافق لا بالانتخاب قيادته الجديدة التي ستتولى ترتيب البيت الداخلي وتسيير الحزب. ويشدد قادة النداء على أن الحزب يسيّر الآن دون قانون داخلي ووسط فراغ في القيادة ما أحدث شرخا عميقا فيه.

و سيكون الاختيار على قاعدة رضائية لا انتخابية نظرا لغياب تنظيم داخلي يوضح آليات الانتخاب، ومنذ انتهاء الاستحقاقين التشريعي والرئاسي حُدّدت مواعيد كثيرة لعقد المؤتمر التأسيسي للحزب، لكن كثرة الخلافات حولها وحول طبيعة المؤتمر (توافقي أو انتخابي أو تأسيسي) حالت دون ذلك وزادت الأزمة بين شق نجل الرئيس والمكلف بالهياكل حافظ قائد السبسي، والأمين العام المستقيل محسن مرزوق، تعقيدا.

اقرأ أيضا: حكومة الصيد الجديدة: تعزيز الحضور الحزبي وتراجع مشاركة المرأة

وعن تفاصيل المؤتمر، قال بوجمعة الرميلي الناطق الرسمي باسم النداء لـ"العربي الجديد" إن هناك قائمة في المترشحين لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة سيزكيها المشاركون في المؤتمر على قاعدة التوافق، مبرزا أن لجنة أحدثت للتدقيق في قائمة منسقي الفروع المحلية والجهوية الذين سيشاركون في المؤتمر.

وأشار الرميلي إلى أنه تمت دعوة رئيس الجمهورية لحضور المؤتمر بصفته رئيسا مؤسسا للحزب بغاية تكريمه وإسناد لقب الرئيس الشرفي للحزب اليه. وأكدت مصادر برئاسة الجمهورية لـ"العربي الجديد" أن السبسي الذي تخلف عن مناسبات سابقة لهذا التكريم قد قبل هذه المرة بحضور المؤتمر والتكريم.

وأما مضمونيا، فعلى جدول أعمال المؤتمر الذي ستترأسه الهيئة التأسيسية صياغة نظام داخلي، وتحوير قانون أساسي وإعداد اللوائح ومناقشة التقريرين الأدبي والمالي وتثبيت الخط والمرجعية.

ووفق ما بينه الرميلي فإن المؤتمر سيقيم المسيرة السياسية للحزب بما فيها أداء الكتلة النيابية ودوره الحكومي بصفة عامة، دون أن يكون هناك تقييم لدور كل وزير على حدة كما ستصاغ وثيقة وتعرض على المؤتمرين للمصادقة تتضمن المرجعية الإصلاحية والبورقيبية للحزب. كما سيقر الحزب قاعدة الانفتاح على الشخصيات الوطنية الراغبة في الانضمام للحزب.

المساهمون