الاحتلال الإسرائيلي يواصل رفع حالة الاستنفار مع غزة

الاحتلال الإسرائيلي يواصل رفع حالة الاستنفار مع غزة

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
01 ابريل 2018
+ الخط -

أبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، على حالة التأهب والاستعداد، مع الإبقاء على قوات كبيرة في محيط قطاع غزة قرب السياج الحدودي، مدعياً أنّ 10 من الشهداء الـ16 في مجزرة "يوم الأرض"، الجمعة، هم من الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، اليوم الأحد، إنّ التقديرات الإسرائيلية تفيد باستمرار حالة المرابطة في الشريط الحدوي بغزة، في مراكز تجمّع الفلسطينيين، مما سيضطر جيش الاحتلال إلى الإبقاء على أعداد كبيرة من جنوده في المكان، تحسّبَ اندلاع الأحداث مجدداً.

في غضون ذلك، ادّعى وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، اليوم الأحد، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، أنّ "جنود الاحتلال قاموا بعملهم على أحسن وجه، ومكّنوا شعب إسرائيل من الاحتفال بعيد الفصح اليهودي"، على حدّ تعبيره.

وخرج عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة، الجمعة، في "مسيرة العودة" قرب السياج الحدودي، بذكرى "يوم الأرض"، فاستهدفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد 16 فلسطينياً وإصابة مئات آخرين، في أسوأ يوم من أعمال العنف الإسرائيلي، منذ حرب غزة عام 2014.

وأعرب ليبرمان عن قناعته، أنّه لن تكون هناك أي لجنة تحقيق دولية في أحداث الجمعة، داعياً إلى تشكيل لجان تحقيق بما يحدث في سورية واليمن، متوعداً بأنّ إسرائيل "لن تتعاون مع أي لجنة تحقيق، وما يحدث هو مظاهرة من النفاق الدولي".

وزعم ليبرمان، أنّ أكثر من 90% من الفلسطينيين الذين وصلوا لمناطق السياج الحدودي، هم من موظفي "حماس" والعاملين في أجهزتها، مشيراً إلى أنّ تقديرات إسرائيل تقول إنّ نحو 40 ألف شخص قد شاركوا في "مسيرة العودة".

وكرّر ليبرمان تهديداته، بأن جيش الاحتلال سيواصل استخدام القوة، لمنع اجتياز السياج الحدودي في غزة، ولن يسمح بانتهاك "السيادة الفلسطينية"، مدعياً أنّ "حماس أنفقت نحو 15 مليون دولار على تنظيم مسيرة العودة".

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مساء الجمعة، في بيان وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، بـ"إجراء تحقيق مستقل وشفاف في عمليات القتل التي شهدتها غزة"، داعياً "جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال تؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا وتلحق الضرر بالمدنيين".

وفي مقابل كلام ليبرمان، أقرّ محللون في وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأنّ "حماس" سجّلت انتصارات في مجال الوعي وعلى الحلبة الدولية، إذ "أعادت طرح موضوع غزة والحصار المفروض على غزة على الأجندة الدولية، وطرح موضوع الأزمة الإنسانية في القطاع".

وبحسب أليكس فيشمان المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد "سجّلت حماس انتصاراً أولياً، يوم الجمعة، بوصول أكثر من 30 ألف ناشط ليسوا كلهم من حماس، لكن الإنجاز الأهم هو الردود الدولية".

وقال إنّ "أزمة غزة عادت إلى الوعي الدولي. مصر والأردن تنددان. والاتحاد الأوروبي يصدر بياناً. والأميركيون قلقون، والأمين العام للأمم المتحدة يطلب تحقيقاً. وهذا كله قبل أن تبدأ إسرائيل بدفع ثمن القتلى والجرحى".

ورأى فيشمان أنّ "أحداث الجمعة ستعطل وتؤثر في عمليات بناء الجدار الذي يبنى تحت الأرض لسد طرق الأنفاق الهجومية، ناهيك عن أنّ حماس فرضت نسقاً جديداً سيكون على إسرائيل مواجهته في الأسابيع وربما الأشهر القريبة القادمة".

ووصل فيشمان إلى القول إنّه سيكون على جيش الاحتلال "أن يجد طريقاً لكسر المعادلة التي وضعتها حماس، وإلا اضطر إلى شلّ عمل نصف الجيش عند كل نهاية أسبوع وكل مناسبة أو عيد، ونشر القوات قبالة غزة وهو ما قد يستمر لأشهر، يقوم فيه العالم بعدّ أعداد القتلى في الجانب الفلسطيني".


وأقرّ عاموس هرئيل المحلل في صحيفة "هآرتس" هو الآخر، بأنّ "حماس تتبع أسلوباً جديداً، كما يدلّ على ذلك عدد الشهدء والجرحى، في نهاية الأسبوع، ما يعني أنّ جيش الاحتلال بدأ اعتماد سياسة إطلاق نيران جديدة في مواجهة طريقة حماس الجديدة، من خلال الاحتكاك مع جيش الاحتلال، وليس من خلال الصواريخ والقذائف".

مع ذلك، حذر هرئيل من أنّ "الوضع الجديد من شأنه أن يزيد من تدهور الأوضاع الأمنية، وصولاً إلى مواجهة وحرب ليس مؤكداً أنّ حماس ترغب بها".

بدوره، اعتبر حامي شاليف في "هآرتس"، أنّ "الأسلوب الجديد الذي ابتدعته حماس في مسيرة العودة، هو بمثابة الكابوس الجديد من وجهة نظر إسرائيل، خاصة وأنّها المرة الأولى منذ وقت طويل، عاد فيها النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى العناوين، وفي نهاية الأمر خرجت حماس منتصرة على إسرائيل في الحرب الإعلامية".

وقال "إذا أبدت حماس، في الأسابيع المقبلة، ضبطاً للنفس، فمن شأنها أن تحقق أكبر كابوس إعلامي يؤرّق إسرائيل: حركات احتجاج فلسطينية غير عنيفة، تفرض على الجيش الإسرائيلي قتل وردع المدنيين".


واعتبر المستشرق شاؤول مشعال، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، أنّ "حماس انجرّت وراء مسيرة العودة، تماماً كما حدث مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي فاجأها اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987".

وتزامنت "مسيرة العودة" في غزة، مع إحياء "يوم الأرض"، الذي يخلّد كل 30 آذار/مارس، مقتل 6 فلسطينيين دفاعاً عن أراضيهم المصادرة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي سنة 1976.

ومن المقرر أن تستمر حركة الاحتجاج هذه ستة أسابيع، وذلك للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طُردوا منها، وللمطالبة أيضاً برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

ذات صلة

الصورة
مشهد لموقع مجمع الشفاء الطبي في غزة في 1 إبريل 2024 (محمد الحجار)

مجتمع

كشف فلسطينيون كانوا في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في شمال قطاع غزة عن فظائع ارتكبتها القوات الإسرائيلية في خلال اقتحامها المستشفى قبل انسحابها منه كلياً.
الصورة
مسيرة رام الله

سياسة

خرج آلاف الفلسطينيين في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مساء أمس السبت، في مسيرة هتفت للمقاومة الفلسطينية، ونددت بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
الصورة

سياسة

أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استولت، بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على 27 ألف دونم من الأراضي.
الصورة
من إحياء يوم الأرض في سخنين، العام الماضي (أحمد غرابلي/فرانس برس)

سياسة

تحلّ ذكرى يوم الأرض هذا العام، على وقع حرب غزة، وتشكّل مناسبة لفلسطينيي الداخل الذين يتحضرون لإحيائها، عودةً إلى المربع الأول: وحدة الأرض ووحدة القضية.