مناطق عراقيّة خاضعة لـ"داعش": ملف تحت المساومات السياسية

مناطق عراقيّة خاضعة لـ"داعش": ملف تحت المساومات السياسية

27 يناير 2017
الحكومة لم تستطع التحرّك في عدد من المناطق(أنطوني بيهار/Getty)
+ الخط -




يوجه مسؤولون محليون وزعماء قبليون في العراق انتقادات للحكومة بسبب تعاملها سياسياً مع ملف بعض المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) داخل المحافظات المحرّرة، مؤكدين أنّ المساومات والصفقات السياسية التي تدار بشأن تلك المناطق حالت دون التحرّك عسكرياً لاستعادتها من التنظيم، وأنّ تصارع المصالح منح التنظيم فرصة البقاء فيها. 

وفي الوقت الذي تعدّ محافظتا صلاح الدين وكركوك محررتين، لم تزل العديد من المناطق التابعة لها تحت سيطرة "داعش" منذ أكثر من عامين، بسبب تعارض المصالح الحكومية والحزبية والمليشياوية بشأنها، في وقت لم يسلّط عليها الضوء إعلامياً، بينما يؤكد مسؤولون أنّ هذه المناطق لن تحرّر إلّا بعد عقد صفقات سياسية واتفاقات بين الحكومة والجهات السياسية والأحزاب المتصارعة عليها. 

وفي السياق، يناشد أهالي تلك المناطق الجهات المسؤولة للتحرّك لإنقاذهم من سيطرة "داعش". 

وقال رئيس مجلس عشائر محافظة صلاح الدين، الشيخ مروان الجبارة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ملف المناطق الواقعة تحت سيطرة "داعش" في المحافظات المحرّرة يخضع للمزايدات السياسية والخلافات بين الكتل بشأنها"، مبيناً أنّ "هذه الخلافات والمزايدات أثّرت سلباً على تلك المناطق وحالت دون تحريرها حتى الآن".

وأضاف الجبارة أنّه "من المؤسف جدّاً أن يكون الخلاف السياسي بأمور تتصل بشكل مباشر بمصير وأرواح المواطنين، وأن تعقد الصفقات السياسية على حساب مستقبلهم"، مشيراً إلى أنّ "هناك مناطق لا يمكن التحرك عليها عسكريّاً من دون التوافق السياسي بشأنها، ومنها بلدات الحويجة في محافظة كركوك، والشرقاط وحوض حمرين، وغيرها في محافظة صلاح الدين". 

وأشار إلى أنّ "المشهد السياسي بشأن الحويجة تعقّد كثيراً، ولا يمكن أن يتم تحريرها من دون اتفاق بين الكرد والعرب و"الحشد الشعبي""، مبيناً أنّ "هذا الخلاف تسبب ببقاء البلدة تحت سيطرة "داعش" طوال هذه الفترة، ودفع أهلها ثمن الخلاف من دمائهم وأموالهم". 

 ودعا المتحدث ذاته الحكومة والجهات السياسية المتنازعة إلى "ترك الخلافات بشأن المناطق المحتلّة، والاتفاق على حسم هذا الملف بأسرع وقت ممكن"، مبيناً أنّ "الركض وراء المصالح السياسية صبّ في صالح "داعش"، ومنحه فرصة البقاء بعدد من المناطق العراقية". 

من جهته، دعا عضو مجلس محافظة كركوك، حامد العبيدي، الجهات السياسية إلى "ترك المساومات والصفقات التي تعقد على حساب مصير أهالي الحويجة". 

وقال العبيدي، خلال حديثه مع "العربي الجديد" إنّ "معاناة أهالي الحويجة تزداد في كل يوم، وهم يخضعون لإذلال مسلحي "داعش" وإجرامهم، في وقت لم تحرّك الحكومة ساكنا للتخفيف عنهم"، مشيرا إلى أنّ "مطالباتنا ودعواتنا للحكومة لم تلق آذانا صاغية، وأنّها والكتل السياسية تسعى لتحقيق مكاسبها على حسابنا، وهذا أمر لا يمكن القبول به". 

ويعد ملف المناطق المتروكة تحت سيطرة "داعش" في المناطق المحرّرة مصدر قلق لأهلها، الذين ينتقدون التحرّك العسكري نحو الموصل، قبل تحرير مناطقهم والانتهاء منها. 

ويشكل وجود "داعش" بتلك المناطق جيوباً خطيرة يتحرّك من خلالها التنظيم لشن هجماته. 

يشار إلى أنّ الحكومة لم تستطع، منذ نحو عامين، التحرّك عسكرياً على عدد من المناطق العراقية، ومنها الحويجة، بسبب الخلافات السياسية، والبحث عن المصالح الحزبية والفئوية، الأمر الذي منح "داعش" فرصة السيطرة على تلك المناطق والتحرك منها لمهاجمة مناطق أخرى، في وقت يعيش أهل تلك المناطق ظروفا قاسية جدّا مع وجود التنظيم.