نتنياهو يبحث مع بوتين تفاصيل الوجود الإيراني في سورية

نتنياهو يبحث مع بوتين تفاصيل الوجود الإيراني في سورية

08 يوليو 2018
يلتقي بوتين ونتنياهو الأربعاء في موسكو (أليكسي نيكولاكسي/فرانس برس)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، سيبحث، الأربعاء، في لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تفاصيل انتشار ومواقع القوات الإيرانية في سورية، بعد تبكير موعد اللقاء، الذي كان مقرراً الأسبوع المقبل.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ تقارير من سورية، تبيّن أنّ روسيا لم تلتزم كلياً بتعهداتها لكل من إسرائيل والأردن، بألا تشارك قوات من المليشيات الموالية لإيران، ومن "حزب الله" اللبناني، في القتال في درعا، جنوبي سورية.

وقالت الصحيفة، إنّ عناصر من "حزب الله"، والمليشيات الإيرانية، شاركت في العمليات القتالية، عبر الاندساس بين القوات النظامية السورية، وبالزي العسكري للجيش السوري، لكن مجمل انتشار القوات النظامية في درعا، تم بدون مشاركة مليشيات إيرانية أو قوات من "حزب الله"، بحسب ما أوردت.

وتشنّ قوات النظام السوري، منذ 19 يونيو/حزيران الماضي، عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا جنوبي سورية، انضمّت إليها حليفتها روسيا، وحققت بفضلها تقدماً سريعاً على حساب الفصائل المعارضة.


وذكرت الصحيفة، أنّ إسرائيل تُعتبر الطرف الذي منح الضوء الأخضر الأخير، لدخول قوات نظام بشار الأسد إلى جنوب سورية، وذلك على إثر مفاوضات دارت بين قائد القوات الشرطة الروسية في سورية، ممثل الحكومة الروسية، وبين ممثلين أردنيين وإسرائيليين على أساس التزام روسي بإبعاد القوات الإيرانية من المنطقة، وإبعاد هذه القوات والعناصر في المرحلة الأولى، لمسافة 40 كيلومتراً عن الحدود مع الأردن.

إلى ذلك، أبرز متحدثون إسرائيليون، الشرط الإسرائيلي بالتزام سوري كامل باتفاق فصل القوات بين إسرائيل وسورية عام 1974، الذي تم التوصل إليه بعد حرب أكتوبر 1973، وموافقة إسرائيل ودعوتها لعودة قوات المراقبة الدولية إلى المنطقة العازلة، بحسب الاتفاق المذكور.

وأشارت الصحف الإسرائيلية، إلى أنّ هذا الشرط يتحول إلى معضلة خاصة، لافتة إلى أنّ الاتفاق المذكور يمنع دخول أي قوات عسكرية سورية للقنيطرة، وبالتالي قد يعرقل إتمام سيطرة الأسد على هضبة الجولان، وهو ما يزيد من الأحاديث عن خيارات مختلفة، بينها أن تطلب سورية من كل من المليشيات وفصائل المعارضة، الانسحاب ومغادرة المنطقة، مقابل تعهدات روسية وسورية بتأمين الخروج من الموقع.

أما الخيار الثاني، فهو موافقة إسرائيلية على إدخال "قوات شرطية روسية وسورية" للمنطقة العازلة المذكورة، خلافاً لنصوص الاتفاق الرسمي لاتفاق فصل القوات بين سورية وإسرائيل.

وفي هذا السياق، أعلن الوزير الإسرائيلي تساحي هنغبي، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، أنّ إسرائيل لن تسمح بخرق اتفاق فصل القوات بين إسرائيل وسورية عام 1974، لافتاً إلى أنّ جيش الاحتلال والنظام السوري، يدركان حقيقة موازين القوى بين الطرفين.

وأضاف هنغبي، بلهجة تهديد، أنّ "إسرائيل تعرف كيف ترفد تصريحاتها وتهديداتها بالعمل الفعلي الميداني، ولن تسمح بتمركز قوات إيرانية في كل سورية، وليس فقط عند الحدود".


ميدانياً، وبحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، اليوم الأحد، فإنّ جيش الاحتلال، يراقب ويتابع عن كثب ما يحدث في الطرف السوري من الجولان، ويواصل استعداداته لمنع تدفق لاجئين ونازحين سوريين، كما منع تسلل قوات وعناصر إيرانية ومن "حزب الله" اللبناني، إلى المنطقة العازلة في الجولان.

وأجبرت العملية العسكرية للنظام السوري وحليفته روسيا، في محافظة درعا، مئات الآلاف من المدنيين على الفرار من بلداتهم وقراهم، خصوصاً في الريف الشرقي، وتوجّه معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أكّد أنّه سيبقي حدوده مغلقة.

وكان الجنوب السوري الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، يشهد وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان، منذ يوليو/تموز الماضي، بعدما أُدرجت المنطقة في محادثات أستانة برعاية روسية وإيرانية وتركية، كإحدى مناطق "خفض التصعيد" الأربع في سورية.