مليشيات "الحشد": نتعرض لاستفزاز أميركي غربي العراق

مليشيات "الحشد": نتعرض لاستفزاز أميركي غربي العراق

22 نوفمبر 2018
يسعى "الحشد" للسيطرة على قواعد متقدمة (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

لليوم الثالث على التوالي تواصل فصائل عراقية مسلّحة مدعومة من إيران التدفق على الحدود العراقية السورية، من جانب محافظة الأنبار غربي البلاد، المقابلة لمدينة البو كمال من الجانب السوري. وقال عناصر بتلك المليشيات ومسؤولون محليون إن "هناك توتراً عالياً بين تلك المليشيات والقوات الأميركية الموجودة على مقربة منها"، خصوصاً بعد نجاح المليشيات في التمركز داخل قاعدة عسكرية جوية مهجورة معروفة باسم قاعدة (أتش 3) والتي أطلقت عليها المليشيات حديثاً عليها اسم قاعدة "الشهيد أبو رضا البلداوي"، وهو أحد زعماء المليشيات الذي قُتل قبل سنوات عدة باشتباكات مع تنظيم "داعش".

في هذا السياق، قال القيادي الميداني في مليشيا "الحشد الشعبي"، حيدر الغريباوي لـ"العربي الجديد"، إن "المقاومة الإسلامية نجحت في خطوة استباقية وتمركزت في القاعدة بشكل كامل، بعد تحركات أميركية فهم منها أنها تهدف لأخذ هذه القاعدة أيضاً والتمركز فيها". ووفقاً للمسؤول في المليشيا فإن "القوات الأميركية استفزت فصائل المقاومة الإسلامية من خلال طيران منخفض فوقهم، أو إجراء عمليات استعراضية بمناطق تواجدهم أو في محيطها، لذلك تم تعزيز قواتنا هناك تحسباً من مخططات أميركية صهيونية". وأضاف أن "هناك توجيهات من أعلى المستويات لعدم الانجرار إلى مواجهة قد تتخذها واشنطن ذريعة جديدة للتصعيد".

في هذه الأثناء، قال قائد عمليات مليشيات "الحشد الشعبي" غربي الأنبار، قاسم مصلح، إنّ "القوات الأميركية تحاول الدخول للمطار وإقامة قاعدة عسكرية فيه وهناك محاولات منهم للتقرب من محيطه رغم وجود الحشد داخله"، متهماً في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام محلية الأميركيين بأنهم "يعملون على استفزاز الحشد، وأن هناك محاولات تمدد القوات الأميركية على الحدود العراقية السورية، وفي مناطق غرب الأنبار يتنافى مع ادعاءاتها بأن دورها يقتصر على تقديم المشورة والتدريب".

وقال مسؤول بارز في مجلس محافظة الأنبار (الحكومة المحلية) لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش الأميركي يريد التمركز في قاعدة قديمة ومهجورة وسط الصحراء كان الجيش العراقي يستخدمها خلال الحرب مع إيران (1980 ـ 1988) في إيداع الطائرات وصيانتها، كونها أبعد نقطة عن الطيران الإيراني ومدى صواريخه".

وأضاف أن "في القاعدة مدرجا لهبوط وإقلاع طائرات، وموقعها على بعد 16 كيلومتراً من الطريق الدولي السريع، بمعنى أنه ستكون للأميركيين كلمة على الطريق الدولي الرابط بين بغداد ودمشق"، لافتاً إلى أن "الحكومة تلتزم الصمت حتى الآن إزاء هذا التشنج داخل الصحراء الحدودية بين العراق وسورية".



وحول التطور، قال عضو تحالف الفتح، الجناح السياسي لمليشيات "الحشد"، النائب رزاق محيبس، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحشد الشعبي قوة عقائدية أفشلت المشروع الأميركي في المنطقة، وأنّ واشنطن تدرك تماماً أن وجود الحشد على الحدود العراقية – السورية سيضبطها، ويمنع تسلل الإرهابيين من الأراضي السورية الى الأراضي العراقية، وهذا الشيء لا تريده أميركا". واتهم واشنطن بـ"دعم داعش ودعم جبهة النصرة ودعم كل المجاميع الإرهابية في المنطقة، وهي الآن تريد أن تؤمن لها عملية التسلل والمرور عبر الحدود من الأراضي السورية إلى الأراضي العراقية"، مؤكداً أنّ "الحشد الشعبي بتواجده الآن في الحدود، يمنع تسلل الإرهابيين، وهذا يغيظ أميركا ويفشل مخططاتها".

وأكد أنّ "إبعاد الحشد عن الحدود السورية لكي يتمكن إرهابيو داعش من الدخول إلى الأراضي العراقية، للعمل بمخططات الولايات المتحدة في العراق، القاضية بتخريب الاقتصاد وتخريب العملية السياسية، وتخريب البنى التحتية وقتل المواطنين".

من جهته، قال النائب السابق في لجنة الأمن والدفاع، حامد المطلك لـ"العربي الجديد"، إنّه "في حال تكون هناك استفزازات، فالأفضل أن تكون هذه البلاغات من جهات حكومية رسمية، قبل مأن تكون هناك استفزازات أو تدخلات من قبل حشد أو من قبل جهات أميركية، فهذا الشيء يضر بمصلحة العراق والعراقيين". وأكد أن "هناك اتفاقية أمنية بين الحكومة العراقية وبين التحالف الدولي، ويجب أن يكون هناك التزام أميركي بموجب الاتفاقية الأمنية، وبوجود تأمين لكرامة الإنسان وحق الإنسان وفق الاتفاقيات الأمنية".

واعتبر أنه "يجب على الجيش العراقي وقوات الحدود أن تمسك الحدود، وألا تدع مجالاً للتدخلات الأجنبية مهما كانت، بحجة الحشد، فهناك جيش وشرطة محلية وشرطة اتحادية، وهناك قوات حدود، وهؤلاء يجب أن يُكلّفوا بهذا الواجب بحماية الحدود، كيلا نترك أي مجال أمني من خلال وجود الحشد أو القوات العشائرية، من أبناء المناطق أو قوات التحالف الدولي".

وأكد مراقبون، أنّ هذا الحراك يأتي ضمن مساع إيرانية، لتوسيع دائرة سيطرتها في العراق". وقال المحلل السياسي محمد الطائي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أكثر مستفيد من صفحة داعش هي إيران التي رسّخت تواجداً عسكرياً وسياسياً داخل العراق، بات من الصعب نكرانه أو الحديث خلاف ذلك، لاسيما المناطق الشمالية والغربية من البلاد وهي المناطق السنية التي كانت مستعصية عليها، حتى قبل اجتياح داعش الذي كان يشكل عائقاً أمام أطماعه التوسعية في المنطقة، وباتت تنظر إلى ضرورة سيطرتها على الحدود العراقية السورية عبر مليشياتها في العراق وسورية، وذلك لإعلانها الهلال الشيعي الذي تحدثت عنه كثيراً بشكل رسمي".

وأضاف الطائي أنّ "بوادر الصراع بين إيران التي تسعى لإيجاد طريق بري بينها وبين حليفتها سورية عبر العراق، وبين الولايات المتحدة التي تعمل على منع سيطرة المليشيات الموالية لإيران على الشريط الحدودي بأي ثمن، بدأت تتصاعد"، متوقعاً أن "تكون الحدود العراقية الميدان الجديد للصراع الأميركي الإيراني في العراق". وتنتشر عناصر مليشيا "الحشد الشعبي" على طول الشريط الحدودي الرابط للعراق مع دول الجوار، ومنها "لواء الطفوف" الذي ينتشر في مركز مدينة القائم إلى منطقة عكاشات التي تضمّ حزب الله، والعصائب والخراساني وبدر والإمام علي والإمام الحجة والقائم وفصائل أخرى ترافقها شخصيات إيرانية من الحرس الثوري.