سورية: معركة "إدارة المركبات" مستمرة والنظام ينتقم من الغوطة

سورية: معركة "إدارة المركبات" مستمرة والنظام ينتقم من الغوطة

26 نوفمبر 2017
يواصل النظام قصف بلدات الغوطة (عبدالمنعم عيسى/فرانس برس)
+ الخط -


لليوم الحادي عشر على التوالي، تواصلت أمس السبت، معركة "إدارة المركبات" في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية لدمشق، بين "حركة أحرار الشام" التي تحاول تحصين النقاط التي تقدّمت إليها، وقوات النظام السوري التي تسعى لاستعادة ما خسرته. في حين استأنفت الأخيرة أمس هجماتها في محور جوبر-عين ترما، بالتزامن مع تعرّض بلداتٍ في الغوطة الشرقية لغاراتٍ وقصف مدفعي. ويأتي هذا في الوقت الذي شن فيه تنظيم "داعش"، هجوماً سريعاً الجمعة وفجر السبت في ريف دير الزور، أخضع خلاله مجدداً، مدينتي القورية والعشارة لسيطرته، بعد أن فقدهما لصالح النظام قبل يومين.

وقالت "حركة أحرار الشام" في الغوطة الشرقية، إن مقاتليها صدوا أمس السبت، هجوماً لقوات النظام، التي تقدّمت لإعادة بسط نفوذها في نقاطٍ خسرتها لصالح "الأحرار" داخل "إدارة المركبات" في وقت سابق؛ وأكدت الحركة التي قادت هجوماً مفاجئاً في الرابع عشر من الشهر الحالي على أضخم تجمعٍ عسكري للنظام في الغوطة الشرقية، أنها ما زالت تحتفظ بكامل المواقع التي تقدّمت إليها داخل "إدارة المركبات" خلال الأيام العشرة الأولى التي أعقبت بداية المعركة.
كما نفى المتحدث باسم "أحرار الشام" في الغوطة الشرقية منذر فارس، الأنباء التي تحدثت عن اتصالات تهدف للتوصل إلى وقف إطلاق النار في حرستا، وحديث "مركز حميميم" الروسي عن "التوصل إلى اتفاق مع المعارضة المسلحة في سورية بشأن الهدنة" في الغوطة الشرقية، مشيراً في تصريحات صحافية إلى أن المعركة "مستمرة"، وحركته ليست طرفاً في أي اتصالات حالياً.

و"إدارة المركبات" تجمع ثكنات عسكرية لقوات النظام تمتد على مساحةٍ تقدر بأربعة آلاف متر مربع بين مدينتي حرستا وعربين، وهي شديدة التحصين، على اعتبار أنها أهم المقرات العسكرية للنظام ضمن الغوطة الشرقية لدمشق. وحصّنت قوات النظام "إدارة المركبات" مع اشتداد المعارك في الغوطة الشرقية عام 2012، إذ استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والفرقة الرابعة، ونصبت فيها مدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ، فضلاً عن أنها مقر للدبابات والمدرعات.

في السياق نفسه، قال ناشطون في الغوطة الشرقية بريف دمشق، إن قوات النظام واصلت بالتزامن مع معارك "إدارة المركبات"، استهدافها لمدنٍ وبلداتٍ في الغوطة؛ واستهدفت أمس بالغارات والمدفعية مدينة حرستا، إضافة لقصفٍ مدفعي في عربين ومديرا القريبتين، وذلك ضمن حملة قصفٍ شرسة بدأت قبل أسبوعين، وأسقطت عشرات الضحايا المدنيين.


وفي سياق التطورات الميدانية السورية أمس، لكن وسط البلاد، ذكرت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، أن معارك النظام مع "هيئة تحرير الشام" في ريف حماة الشرقي، بقيت مستعرة، إذ يحاول النظام بدعم الطيران الروسي، بسط نفوذه على مزيد من المساحات شرقي حماة، وتعمل قواته منذ يومين، على اقتحام قرية المستريحة؛ لكن "الحزب الإسلامي التركستاني" المتحالف مع "هيئة تحرير الشام"، صد خلال يومين ثلاث هجماتٍ واسعة لقوات النظام هناك، وبث أمس صوراً ومشاهد فيديو، أظهرت تكبيده القوات المهاجمة خسائر مادية وبشرية.

أما في ريف دير الزور، فقد شنّ مسلحو "داعش" مساء الجمعة وفجر السبت، هجماتٍ سريعة استهدفت نقاط تمركز قوات النظام والمليشيات المساندة قرب الضفة الغربية لنهر الفرات جنوب المحافظة. وأخضع التنظيم لسيطرته في هذه الهجمات، مدينتي القورية والعشارة، بعد يومين على تقهقر دفاعاته ودخول قوات النظام لتلك المناطق.
وفي التفاصيل، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن "التنظيم تمكّن من دخول الأحياء الجنوبية والشرقية من القوية بهجومٍ مباغت، دفع قوات النظام والمليشيات التي كانت معها للانسحاب من هذه الأحياء على وقع الهجوم"، مضيفة أن "الطائرات الحربية الروسية شنّت عشرات الغارات الجوية على الأحياء التي دخلها التنظيم"، وذلك تزامناً مع اشتباكات عنيفة على أطراف الأحياء التي سيطر عليها التنظيم، فيما استمرّت الاشتباكات حتى ساعات الصباح الأولى أمس السبت.

ويأتي هجوم "داعش"، بعد أن كانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الخميس، أنّ قوات النظام سيطرت على القورية، بدعم من الطيران الروسي ومن مستشارين عسكريين روس. وكان التنظيم قد استخدم الأسلوب ذاته بعد خسارته مدينة البوكمال، إذ عمد إلى إعادة تجميع نفسه وشن هجوم مباغت ما أسفر عن انسحاب المليشيات الداعمة للنظام منها، قبل أن يُحكم النظام مع المليشيات التي تسانده السيطرة تماماً في وقت لاحق.

على صعيد آخر، واصلت "قوات سورية الديمقراطية" سياسة اعتقال نازحين هاربين من مناطق تنظيم "داعش" في ريف دير الزور، بزعم أن بينهم موالين للتنظيم. وقالت مصادر في دير الزور، إن "سورية الديمقراطية"، اعتقلت الجمعة عشرات الشبان الفارين من مناطق سيطرة التنظيم في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي الشمالي. وكانت "سورية الديمقراطية" قد سيطرت في الأيام الماضية على آخر مناطق "داعش" بين ضفاف نهري الفرات والخابور في ريف دير الزور الشرقي، عقب سيطرتها على بلدة البصيرة، وقريتي البغدادي والفليت إلى الغرب من نهر الخابور. من جهة أخرى، اعتقل تنظيم "داعش" عدداً من الأشخاص الذين يعملون في تهريب المدنيين من مناطق سيطرته، وسط تشديد أمني على مداخل مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي.