حظر تجوّل ليلاً في مصر وتلويح بإجراءات أكثر تشدداً

حظر تجوّل ليلاً في مصر وتلويح بإجراءات أكثر تشدداً

24 مارس 2020
19 وفاة في مصر بفيروس كورونا (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، اليوم الثلاثاء، حزمة جديدة من الإجراءات المشددة للدولة في مواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد، بناءً على توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشمل إعلان حظر التجول في جميع أنحاء البلاد، وحظر حركة سير المواطنين على كافة الطرق العامة لمدة أسبوعين، اعتباراً من السابعة مساءً وحتى السادسة صباحاً.

ويبدأ تطبيق حظر التجوّل اعتباراً من غدٍ الأربعاء، ويستمر تعليق حركة الطيران لمدة 15 يوماً إضافية.

وأشار مدبولي إلى توقيع غرامة تبدأ من 4 آلاف جنيه، وتصل إلى الحبس، بحق المخالفين لقرار حظر التجول، مع استمرار قرار تعليق الدراسة في جميع المدارس والجامعات على مستوى الجمهورية لمدة 15 يوماً إضافية، بدءاً من 29 مارس/آذار الجاري، فضلاً عن إيقاف كافة وسائل النقل الجماعي والخاص من السابعة مساءً وحتى السادسة صباحاً لمدة أسبوعين.

وشملت قرارات مجلس الوزراء غلق جميع المقاهي والمطاعم بشكل كامل، على أن يقتصر العمل بها على خدمة توصيل الطلبات خلال هذه المدة، بالإضافة إلى غلق المراكز والمحال التجارية والحرفية لمدة أسبوعين، مع استثناء الصيدليات والمخابز المتواجدة خارج المراكز التجارية، اعتباراً من الخامسة مساءً وحتى السادسة صباحاً، مع الغلق الكامل لها يومي الجمعة والسبت.

وتضمنت القرارات كذلك، غلق جميع الصالات الرياضية والأندية الشعبية ومراكز الشباب، وتعليق خدمات الشهر العقاري والجوازات لمدة أسبوعين، وكذا جميع الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية في كل المحافظات طوال مدة الحظر، واستثناء مكاتب الصحة فقط لقيد المواليد والوفيات، مع استمرار العمل بقرار خفض أعداد العاملين في الأجهزة والوزارات الحكومية لمدة 15 يوماً.

وشدد مدبولي على تطبيق حالة الطوارئ على جميع المواطنين غير الملتزمين بإجراءات الدولة، قائلاً: "سنطبق العقوبات الواردة في قانون الطوارئ على كل من يخالف هذه القرارات، ونحيط الجميع علماً أنه لا يزال لدينا إجراءات أكثر صرامة في حالة عدم التزام المصريين، والذين أناشدهم بالالتزام الكامل بهذه القرارات، والتعاون مع أجهزة الدولة لتنفيذها".

وتأتي هذه القرارات تأكيداً لمعلومات "العربي الجديد"، التي نشرها صباح اليوم نقلاً عن مصادر حكومية مطلعة حول إعلان مدبولي هذه القرارات في مؤتمر صحافي بمقر المجلس، ضمن إجراءات مجابهة فيروس كورونا الجديد، بهدف الحد من انتشاره.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد نشر تدوينة في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيها إنه "كلف الحكومة والأجهزة التنفيذية المختصة باتخاذ اللازم نحو تطوير الإجراءات الاحترازية المتبعة على مستوى الدولة والمواطن، من خلال اتخاذ حزمة إجراءات إضافية تساهم في تحقيق أعلى معدلات الأمان، ووفق محددات ثابتة قائمة على تحقيق سلامة المصريين، وبما لا يؤثر على متطلبات الحياة اليومية للمواطن المصري".

وأضاف السيسي أنه اتخذ هذه القرارات "على ضوء المتابعة الموقوتة لإجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا".

وأكد الرئيس المصري "ثقته البالغة في تجاوب الشعب المصري العظيم مع هذه الإجراءات، وبما يحفظ أمان وسلامة وطننا الغالي مصر".

وصدرت هذه التدوينة بعد ساعات من نفي وزارة الداخلية نبأ تردد عن فرض حظر تجول في جميع أنحاء البلاد ابتداء من مساء أمس.

وكان السيسي قد أدلى بتصريحاته الأولى الشفاهية عن أزمة كورونا، أمس الأول، في ظهور تلفزيوني مسجل من اجتماع عقده مع رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ومجموعة من الوزراء والسيدات المصريات الناشطات في مجالات مختلفة.

ومنذ مطلع الشهر الجاري، مارس السيسي عمله اليومي بالاجتماع مراراً مع رئيس الوزراء ووزراء المجموعتين الاقتصادية والخدمية، وظهر في مقاطع فيديو وصور عديدة للقاءات، لكنه لم يوجه خطابا للشعب حول الأزمة.

إلى ذلك، انطلقت مسيرات محدودة في منطقتي سيدي وأبو قير بمحافظة الإسكندرية، في وقت متأخر من مساء الإثنين، لإطلاق التكبيرات والدعاء والتضرع إلى الله لرفع بلاء فيروس كورونا عن البلاد، غير أن الأمر تطور بمشاركة الكثير من الأهالي في المسيرات، ما دفع قوات الأمن إلى تفريقها بدعوى مخالفة قرار الحكومة بمنع التجمع، والقبض على 3 من المشاركين فيها.

يأتي هذا فيما أعلنت وزارة الصحة المصرية، مساء أمس، ارتفاع حالات الوفاة من جراء الإصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) إلى 19 حالة، بعد تسجيل 5 حالات وفاة جديدة، لمواطن هندي و4 من المصريين، مشيرة إلى تسجيل 39 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها مخبرياً، وهو ما يرفع عدد المصابين بالعدوى داخل البلاد إلى 366.

من جهته، يشهد الجيش المصري حالة من الاستنفار، عقب الإعلان عن وفاة عدد من قياداته على أثر إصابتهم بفيروس كورونا، وفي مقدمتهم مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، اللواء أركان حرب شفيع عبد الحليم داوود، ومدير إدارة المياه بالهيئة الهندسية، اللواء أركان حرب خالد شلتوت، ورئيس أركان إدارة المهندسين العسكريين، اللواء محمود أحمد شاهين، فضلاً عن تدهور الحالة الصحية لمساعد مدير إدارة المشروعات الكبرى، اللواء محمد الزلاط.