العراق: مليشيات "الحشد" تغطي جرائمها بديالى بحجة "خلايا داعش"

العراق: مليشيات "الحشد" تغطي جرائمها بديالى بحجة "خلايا داعش"

16 يناير 2017
"الحشد" سيضاعف من عدده في ديالى (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
بعد سلسلة من عمليات الاعتقال العشوائية التي نفذتها مليشيات تابعة لـ"الحشد الشعبي" في قرى وبلدات شمال وشرق مدينة بعقوبة، العاصمة المحلية لمحافظة ديالى، شرقي العراق، بدون غطاء قانوني، أطلق زعماء المليشيات الإثنين تصريحات حول ما أسموه عودة خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى المحافظة، وفرار قيادات بالتنظيم من الموصل إلى بلدات وقرى فيها، في مسعى لتبرير حملات اعتقال عشوائية جديدة.

وقال مسؤول في مجلس محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيا "الحشد"، التي تسيطر على الحكومة المحلية في المحافظة، وخصوصا اللجنة الأمنية فيها، بدأت في نشر تقارير تتحدّث عن معلومات استخبارية تؤكد انتقال قادة تنظيم "داعش" من المحافظات التي تشهد عمليات قتالية (الموصل والأنبار) إلى محافظة ديالى".

 وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ "التقارير تحدثت عن انتقال أعداد كبيرة من أعضاء التنظيم إلى المحافظة، وتمركزهم في عدد من مناطقها، وتحديدا في مناطق حوض حمرين والمقدادية وبعقوبة"، مبينا أنّ "التقارير تحدثت عن أنّ القادة يسعون إلى بناء شبكات جديدة، وتحريك الخلايا النائمة فيها، لإرباك الوضع الأمني في ديالى وتنفيذ أعمال العنف والتفجيرات فيها".

وأشار إلى أنّ "اللجنة دعت إلى اجتماع أمني، لبحث خطة جديدة للسيطرة على المحافظة واعتقال قادة التنظيم وتفكيك خلاياه"، مشيرا إلى أنّها "اقترحت زيادة عدد مليشيات "الحشد" في المحافظة، وانتشارها في المناطق التي تحدثت التقارير عن انتقال القادة إليها".

من جهته، حذر عضو في مجلس بلدة المقدادية من "خطورة الدفع باتجاه تنفيذ عمليات أمنية وحملات اعتقال بالمحافظة، بحجة وجود قادة "داعش" فيها".

 وقال المسؤول، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "المحافظة تعيش حاليا فترة استقرار أمني، لكن بعض الجهات السياسية والمليشيات لا تريد لها الاستقرار، لأنّها تعتاش على العنف، الذي يمنحها فرصة تنفيذ أجندتها"، مبينا أنّ "الحديث عن انتقال قادة التنظيم إلى ديالى هو حديث مجاف للواقع ولا صحة له، وأنّ سيطرة المليشيات على الحكومة المحلية، وعلى لجنتها الأمنية، جعل من التقارير الأمنية لا تصدر من أي جهة عداها، ما منحها فرصة كتابة التقارير الأمنية كما تشتهي، وفقا لما تراه ينسجم مع أهدافها".

وأشار إلى أنّه "بناءً على هذه التقارير، فإنّ (الحشد) سيضاعف من عدده في المحافظة، وينشر عناصره للسيطرة على المناطق كلها، وسينفذ عمليات اعتقال ودهم تحت مسمى الخلايا النائمة"، محذرا من "خطورة هذه المرحلة، والتي ستجر المحافظة مجدّدا إلى العنف والتفجيرات".

في غضون ذلك، قرّر مجلس بلدة المقدادية تعطيل عمله لثلاثة أشهر، متحدّثا عن "تهديدات تلقاها أعضاؤه".

وقال مسؤول في المجلس إنّ "المجلس عطّل عمله، ومنح أعضاءه عطلة إجبارية لمدة ثلاثة أشهر، متحدثا عن تهديدات من جهات مجهولة لأعضائه"، مؤكدا أنّ "المجلس طالب الحكومة المركزية بتوفير الحماية الكافية لأعضائه، ووضع خطط كفيلة لتأمين المجلس من أي عملية استهداف"

يشار إلى أنّ محافظة ديالى، المرتبطة حدوديا مع إيران، تعدّ حلقة وصل بين إيران وبغداد وسامراء والمحافظات الشمالية، الأمر الذي دفع المليشيات إلى تعزيز تواجدها والسيطرة على الطرق الرئيسية فيها، والسيطرة على حكومتها المحلية بلا منازع.