العراق: ترقب لوصول تولر بالتزامن مع مغادرة 200 أميركي

العراق: ترقب لوصول السفير الجديد تولر بالتزامن مع مغادرة 200 أميركي

17 مايو 2019
تولر عمل في عدة سفارات عربية سابقاً (Getty)
+ الخط -
بعد ترقب دام لعدة أشهر، صادق مجلس الشيوخ الأميركي على ترشيح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ماثيو تولر سفيراً جديداً للولايات المتحدة في العراق، بالتزامن مع سلسلة الإجراءات الأمنية التي تتخذها واشنطن في سفارتها ببغداد وعدد من المعسكرات والقواعد التي تضم زهاء عشرة آلاف جندي ومستشار عسكري أميركي.

تولر هو سفير الولايات المتحدة في اليمن منذ عام 2014، كما كان سفيراً لبلاده لدى الكويت بين عامي 2011 و2014، وسبق له أن عمل في سفارات واشنطن في القاهرة وبغداد والكويت والرياض، حيث تنقّل بين مناصب مختلفة.

وبحسب بيان سابق للبيت الأبيض، فإنّ تولر "عمل في وزارة الخارجية الأميركية نائباً لمدير مكتب شمال الخليج ومسؤولاً بمكتب مصر"، لافتاً إلى أنه "يجيد اللغة العربية، ويحمل شهادة بكالوريوس من جامعة بريغام يانغ، وشهادة ماجستير من جامعة هارفارد، وحاصل على جائزة SIA المخابراتية وجائزتين فخريتين رئاسيتين، وجائزة بيكر ويلكنز من وزارة الخارجية".

كما أنّ تولر عضو في السلك الدبلوماسي الأميركي الأقدم برتبة "وزير مستشار"، وعمل قبل ترشحيه لمنصب السفير الأميركي في العراق، كمستشار سياسي في سفارة الولايات المتحدة في بغداد، ونائب رئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الأميركية في الكويت، وكذلك نائب رئيس البعثة في السفارة الأميركية في القاهرة، بالإضافة إلى توليه منصب مستشار الشؤون السياسية في سفارة أميركا بالرياض، ونائباً للسفير في الدوحة.


ويأتي الإعلان بالتزامن مع ما كشفته وسائل إعلام عراقية الجمعة عن مغادرة 200 موظف أميركي البلاد من بغداد وأربيل، منذ بيان الخارجية الأميركية أول أمس، الذي دعا فيه لمغادرة رعاياها غير الضروريين العراق.

ووفقاً لوكالة أخبار محلية عراقية، فإن العناصر التي غادرت كانت تعمل في مناطق مختلفة من العراق، دون أن تحدد نوع المهام التي كانوا يضطلعون بها.

السفارة الأميركية بدورها قالت في بيان لها إن مجلس الشيوخ الأميركي أكد ترشيح السفير ماثيو تولر ليشغل منصب السفير الأميركي لدى العراق. بعثة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد تبعث بأحر التهاني والتبريكات للسفير تولر، وتتطلع قدماً لوصوله.


ترقب عراقي

وسيصل السفير الأميركي الجديد في بغداد إلى مقر عمله والسفارة محاطة بإجراءات أمنية مشددة هي الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة، على خلفية الأزمة المتصاعدة مع إيران.

ويقول مسؤول عراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "السفير الأميركي الجديد قد يصل الأسبوع المقبل إلى العراق ونتوقع أن يكون أكثر حراكاً من سابقه دوغلاس سيليمان"، موضحاً بأن "المسؤولين العراقيين الذين عملوا خلال حكومتي إياد علاوي وإبراهيم الجعفري يعرفونه، ويؤكدون أنه صِدامي وتقاريره لها درجة موثوقية لدى الإدارات الأميركية المتعاقبة"، مستدركاً بالقول "ما زال الأمر مبكراً لنرى تحركات السفير الجديد، لكن نأمل أن يكون عامل تهدئة وأن تكون تصريحاته أقل حدة، خاصة وأن سيرته في اليمن لا تبشر بالكثير"، على حد قوله.

مهمة السفير الأميركي في العراق ستكون صعبة لأنها تأتي على وقع طبول حرب بين أميركا وإيران، وفقاً لما يراه أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد أحمد خضير، الذي قال لـ"العربي الجديد" إن السفارة مطالبة بأمرين خلال المرحلة المقبلة، الأول وهو الأصعب يتمثل بكيفية التصدي لمواقف فصائل "الحشد الشعبي" الداعمة بشكل واضح لطهران.

وبيّن أن المهمة الثانية الملقاة على عاتق السفير الجديد هي كيفية إقناع الأطراف العراقية المحايدة بالحفاظ على مواقفها، موضحاً أن اندلاع مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران سيجعل السفارة في خطر كبير، لأنها ستكون على بعد مئات الأمتار من مقرات فصائل مسلحة مدعومة من طهران.

وطلبت الولايات المتحدة الأميركية، الأربعاء الماضي، من موظفيها الحكوميين "غير الضروريين"، العاملين بسفارتها لدى بغداد وقنصليتها في أربيل، مغادرة العراق "على الفور". كما شددت من إجراءاتها الأمنية في عدد من قواعدها العسكرية.

وقبل ذلك، دعت السفارة الأميركية في بغداد رعاياها إلى "الالتزام باليقظة" بسبب التوترات المتصاعدة في العراق، ونصحت السفارة الأميركيين بعدم التوجه إلى العراق.

دلالات