الاحتلال يعلن حالة تأهب قصوى على الحدود مع غزة

الاحتلال الإسرائيلي يعلن حالة تأهب قصوى على الحدود مع غزة

31 أكتوبر 2017
تأهب إسرائيلي على الحدود مع غزة (مناحيم كاهانا/فرانس برس)
+ الخط -


ذكرت صحف إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أنّ الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب على الحدود مع قطاع غزة، للدرجة القصوى، وذلك على إثر قصف نفق تابع لحركة "الجهاد الإسلامي"، أمس الإثنين، أسفر عن استشهاد 8 مقاومين فلسطينيين.

وأشارت صحيفة "هآرتس"، إلى إنّه على الرغم من محاولات "الوساطة" التي تمت، طيلة أمس الإثنين، وخاصة مع مصر، في سعي من الاحتلال لضمان عدم رد فلسطيني على الجريمة الإسرائيلية، رفع الاحتلال من حالة التأهب، وكان استبق العملية بنشر منظومة "القبة الحديدية" على امتداد الحدود مع قطاع غزة، ولا سيما في مدينة أسدود.

واستشهد 8 مقاومين فلسطينيين، بينهم قائد "سرايا القدس" وسط قطاع غزة ونائبه، وأُصيب 12 آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف نفقًا تابعًا للمقاومة الفلسطينية شرق دير البلح، أمس الإثنين، فيما أخلى أمن غزة مقاره وسط حالة استنفار واسعة في القطاع.

وأبرزت الصحف الإسرائيلية، تفاصيل استهداف النفق التابع لحركة "الجهاد الإسلامي"، فكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، أنّ الاستعدادات لقصف النفق بدأت عملياً نهاية الأسبوع الماضي، عندما تم رفع حالة التأهب والاستعداد في صفوف وحدات بالجيش الإسرائيلي، ولا سيما شعبة الاستخبارات العسكرية.

واعتبر تحليل المحلل العسكري أليكس فيشمان، بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنّ الجريمة الإسرائيلية، أمس الإثنين، استهدفت عملياً المصالحة الفلسطينية، خاصة في ظل الوضع الجديد لحركة "حماس"، وعدم قدرتها حالياً، بفعل استعادة نسج علاقاتها مع إيران، الدخول في صدام أو مواجهة مع حركة "الجهاد الإسلامي" من جهة، والتزامها بتسليم المسؤولية عن المعابر في غزة لحكومة الوفاق الفلسطينية، غداً الأربعاء، من جهة أخرى.

وقال فيشمان، في تحليله، إنّ "إسرائيل أثبتت، أمس الإثنين، ليس فقط قدرتها على تحويل الأنفاق إلى مقابر، وإنّما أيضاً على دفن اتفاق المصالحة الفلسطينية، في حال لم تتوفر شروطها وعلى رأسها نزع سلاح المقاومة، ونقل المسؤولية الأمنية للسلطة الفلسطينية، حتى لا يتحوّل قطاع غزة إلى لبنان، ولا تصبح حماس حزب الله".

ولفت فيشمان، في تحليله، إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، استعد منذ بدء التخطيط لعملية القصف، في الأسبوع الماضي، لتلقّي ردّ فلسطيني، وأخذ بالحسبان رداً من قبل "الجهاد الإسلامي"، لا سيما وأنّ الحركة ليست طرفاً في اتفاق المصالحة الفلسطينية، ولا يمكن بالتالي مطالبتها بنزع سلاحها ووقف حفر الأنفاق.

إلى ذلك، لفتت "يديعوت أحرونوت"، في تقرير آخر، إلى أنّ النفق الذي تمّ تفجيره من قبل قوات الاحتلال، بعيد عن أيّ من المستوطنات الإسرائيلية، ولم يكن يشكّل عملياً خطراً داهماً، كما أنّه لم تكن للنفق فتحة خروج باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، حيث تبعد أقرب مستوطنة عن موقع النفق مسافة كيلومترين.

وبحسب الصحيفة، فهذا أول نفق تابع لحركة "الجهاد الإسلامي" يتم اكتشافه، منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عام 2014.

وأشارت الصحيفة، في هذا السياق، إلى أنّ تفجير النفق من قبل جيش الاحتلال، يشكّل "أكبر عملية" منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي عام 2014، وهي تضع المصالحة الفلسطينية كلها أمام امتحان جاد، بالرغم من المحاولات المصرية، منذ أمس الإثنين، للتهدئة ومحاولة احتواء الرد الفلسطيني، ومنع ردود من المقاومة الفلسطينية.

وكشفت الصحيفة، أنّ الحكومة الإسرائيلية، أوعزت، أمس الإثنين، بعد العملية إلى وزرائها بعدم الإدلاء بأي تصريحات عن العملية، أو تلك التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد.

ويدعّي الاحتلال الإسرائيلي، أنّه لا يتجه نحو التصعيد العسكري مع قطاع غزة، بالرغم من قصف النفق المذكور وسقوط تسعة شهداء، أقرّت "يديعوت أحرونوت" أنّ من بينهم اثنين من كبار حركة "الجهاد الإسلامي" ممن حاولت إسرائيل في الماضي تصفيتهما.

ومن بين الشهداء الذين سقطوا، أمس الإثنين، عرفات عبد الله أبو مرشد، قائد "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" في وسط قطاع غزة، ونائبه حسن رمضان حسنين.

وفي السياق، اعتبرت الصحف الإسرائيلية، أنّ العملية بيّنت أنّ إسرائيل تمكّنت من الوصول إلى طرق لاكتشاف الأنفاق، وضربها، كما أنّ العملية تشكّل "نجاحاً" في معرفة وتحديد مكان النفق المستهدف.