مصر: إقامة فاخرة لنواب الأغلبية لتمرير تعديلات الدستور

مصر: إقامة فاخرة لنواب الأغلبية عشية التصويت على تعديلات الدستور

16 ابريل 2019
تم جمع النواب بالقرب من البرلمان (فيسبوك)
+ الخط -
نظم ائتلاف "دعم مصر" صاحب الأغلبية البرلمانية حفل عشاء لأكثر من 400 نائب، عشية التصويت على تعديلات الدستور الهادفة إلى تمديد حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى عام 2030، إذ حجز الائتلاف غرفاً مطلة على النيل لجميع أعضائه بفندق "غراند نايل تاور" بضاحية غاردن سيتي، الذي يبعد نحو 500 متر عن مجلس النواب، لضمان حضورهم جميعاً في جلسة التصويت المحددة في العاشرة من صباح الثلاثاء.

وشهد حفل العشاء حضوراً أمنياً مكثفاً لتأمين أعضاء الائتلاف، الذي شُكل بمعرفة جهاز الاستخبارات العامة، ويُدار حالياً بواسطة جهاز الأمن الوطني، وسط حضور لافت من قيادات مجلس النواب، وفي مقدمتهم وكيل البرلمان السيد الشريف، ورئيس الائتلاف عبد الهادي القصبي، وأمينه العام أحمد السجيني، ورؤساء جميع اللجان النوعية، والهيئات البرلمانية للأحزاب المنضوية تحت لواء الائتلاف.

ودعا رئيس الائتلاف جميع أعضائه للحضور في جلسة التصويت، وإعلان موافقتهم على مشروع تعديل الدستور في صورته النهائية، فضلاً عن تكثيف جهودهم حيال دعوة المواطنين في الدوائر والمحافظات للمشاركة بكثافة في الاستفتاء المرتقب على التعديلات أيام 22 و23 و24 إبريل/ نيسان الجاري، تحت ذريعة "تحمل مسؤوليتهم الوطنية والتشريعية في مرحلة من أخطر مراحل الحياة السياسية في تاريخ مصر".

وقال القصبي مخاطباً أعضاء الائتلاف: "لقد تحملتم المسؤولية بعد فترة مضت كانت مؤلمة، وعصيبة، تكالبت فيها قوى الظلام على مصر، وضربت الفوضى أنحاء الوطن، حيث انتشر الإرهاب، والخوف، واليأس، وسارعت الدول إلى قطع علاقاتها بمصر، حتى وصل الأمر إلى تجميد عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، في محاولة لإسقاط الدولة المصرية"، في إشارة منه إلى الفترة التالية لانقلاب يوليو/ تموز 2013.

وأضاف: "أصبحت هيبة مصر ضائعة، بل باتت شبه دولة، حتى اصطف الشعب المصري خلف قيادته الوطنية، وتحمل الأعباء، إلى أن تبوأت مصر مكانتها الدولية، وترأست الاتحاد الأفريقي، وعاد الأمن والأمان، وتحسنت المؤشرات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية، ودخلنا مرحلة جديدة من البناء والتقدم، واستهلّت دولتنا مرحلة لها متطلبات جديدة"، على حد تعبيره.

وتابع: "انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية، وإدراكاً منا لحجم التحديات، تقدم ائتلاف دعم مصر بتاريخ 3 فبراير/ شباط الماضي بطلب تعديل 12 مادّة من دستور 2014، واستحداث 8 موادّ أخرى، وحذف مادّتين، واضعاً نصب عينيه صالح الوطن فحسب، باعتبار هذه التعديلات نشأت من إرادة مستقلة، ووعي تامّ بخطورة ودقة المرحلة التي نعيشها، في ضوء المتغيرات التي تحدث في المنطقة من حول مصر".

وزاد القصبي في حديثه لأعضاء الائتلاف: "ما زال أمامنا عمل يحتاج إلى جهود كل وطني شريف، وآمال وطموحات نفتح بها أبواب الخير والأمل، ونخفف بها الأعباء عن شعب مصر العظيم... وغداً (اليوم) إن شاء الله سيطرح مجلس النواب التعديلات بشكلها النهائي أمامكم بالجلسة العامة للتصويت عليها نداءً بالاسم... وأدعو سيادتكم جميعاً للحضور في تمام العاشرة صباحاً، للمشاركة في هذا الحدث التاريخي، والوطني، والمهم".

كما وجه رئيس الائتلاف رسالة إلى الشعب المصري، قائلاً: "إذا ما انتهت الجلسة العامة بالتصويت لصالح التعديلات في صورتها النهائية، فإننا ندعوكم ونطالبكم بأداء دوركم في اللجان للتصويت، والمشاركة الفاعلة الإيجابية أمام صناديق الاستفتاء.. ولا تلتفتوا لأي صوت يستهدف النيل من أمن واستقرار مصر... فلنذهب جميعاً، ولنعبّر عن آرائنا، لأنه لا سلطان علينا أمام الصناديق سوى لضمائرنا، ومصلحة مصر، ومستقبل أبنائنا".

بدوره، قال الأمين العام للائتلاف: "إن الجلسات التي عقدها مجلس النواب حول تعديلات الدستور شهدت مناقشة كافة وجهات النظر، ومهمة المرحلة المقبلة تتمثل في التوعية بضرورة المشاركة في الاستفتاء، لارتباط تلك التعديلات بمصالح الوطن"، مستطرداً أن "نسبة التصويت في الاستفتاء تعدّ مسألة مصيرية، ولا بدّ أن تكون بشكل يليق بالشعب المصري، والرئيس عبد الفتاح السيسي، وخصوصاً أمام وسائل الإعلام العالمية".