عمليات أمنية في إدلب ضد "داعش" و"رؤوس المصالحات"

عمليات أمنية في إدلب السورية ضد "داعش" و"رؤوس المصالحات"

08 اغسطس 2018
حظر للتجوال في إدلب (الأناضول)
+ الخط -
استأنف تنظيم "هيئة تحرير الشام"، العملية الأمنية التي يقوم بها في مناطق سيطرته شمال غرب سورية، بحجة القضاء على خلايا تابعة لتنظيم "داعش" ومن يروجون لـ"المصالحة مع نظام الأسد"، كذلك قامت "الجبهة الوطنية للتحرير" بعملية مماثلة، في وقت تتواصل فيه عملية عسكرية ضد التنظيم في بادية السويداء.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ القوى الأمنية التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" أعلنت، صباح اليوم الأربعاء، عن حظر للتجوال في العديد من القرى والبلدات بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي المتاخم لريف حماة الشمالي.

وأوضحت أنّ حظر التجوال جاء بالتزامن مع عمليات دهم للعديد من المواقع التي يعتقد أنها "أوكار" لخلايا نائمة تابعة لتنظيم "داعش"، فضلاً عن مداهمة عشرات المنازل المتهم قاطنوها بأنهم يروجون لـ"المصالحة مع نظام بشار الأسد".

وشملت العملية، وفق المصادر، قرى وبلدات: "التمانعة، أم جلال، خوين، تحتايا السرج، التح، الحديتي، الهلبة، الرفة، أبوحبة، كفرباسين، بابولين، صهيان، الدير الشرقي، الصرمان، السحال، جرجناز" والعديد من القرى والمزارع المحيطة بها.


وأسفرت العملية عن اعتقال أكثر من خمسين شخصاً خلال عمليات المداهمة معظمهم ممن يتنقلون بين مناطق سيطرة النظام والمناطق الخارجة عن سيطرته ويتلقون رواتب مقابل وظائف لدى الدوائر الحكومية التي يسيطر عليها النظام في حماة.

وكان تنظيم "هيئة تحرير الشام" قد بدأ بحملة أمنية في إدلب وريفها، الأسبوع الماضي، وقال مسؤولون في التنظيم إنّ الهدف منها بشكل أساسي "رؤوس المصالحات في مدينة خان شيخون وقرية مدايا"، وتم خلالها اعتقال العديد من الأشخاص.

ويبدو أن حملة "هيئة تحرير الشام" قد شملت مناطق أوسع في إدلب وريفها، وذلك بالتزامن مع الحديث عن نية محتملة لدى النظام وروسيا ببدء عملية عسكرية على إدلب.

وقال ناشطون، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات تابعة لـ"الجبهة الوطنية للتحرير"، المشكلة حديثاً من فصائل المعارضة قامت، صباح اليوم، بحملة دهم واعتقالات في ناحية معرة النعمان بريف إدلب، ولفتوا إلى أن العملية استهدفت المروجين للمصالحات مع النظام.

وتقول مصادر محلية إن النظام بدأ، أخيراً، بالتعاون مع شخصيات محلية بنشر دعاية "المصالحة" على غرار ما فعله في مناطق من حمص ودرعا والقنيطرة وهو ما يهدد بسقوط مناطق في جنوب إدلب دون مقاومة في حال شن هجوم من النظام على المنطقة.



عمليات ضد "داعش" في بادية السويداء


إلى ذلك، واصلت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية ضد "داعش" في ريف السويداء بعد سيطرتها على مواقع في البادية جنوب شرق سورية، إثر اشتباكات مع مقاتلي التنظيم المتمركزين في آخر الجيوب التي يسيطر عليها التنظيم في المنطقة.

وقصفت قوات النظام، صباح اليوم، براجمات الصواريخ بشكل مكثف مواقع لـ"داعش" في منطقة أرض الكراع في ريف السويداء الشمالي الشرقي، في محاولة لمنع التنظيم من شن هجمات معاكسة.

ووصل عناصر التنظيم إلى تلك المنطقة بعد اتفاق مع النظام أدى إلى خروجهم من منطقة حوض اليرموك الواقعة غربي درعا وهو ما أثار حفيظة أهالي السويداء.

من جانب آخر، تحدثت مصادر عن قيام مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردي" التي تقود مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" بتسليم النظام السوري ثلاثين معتقلاً من أهالي الرقة، زعمت أنهم على صلة بتنظيم "داعش".

وذكر ناشطون أن ذلك يأتي بهدف مفاوضة التنظيم على معتقلين ومخطوفين من السويداء لدى تنظيم "داعش".

وتعرضت السويداء، أخيراً، لهجومٍ دامٍ من التنظيم اعتقل خلاله الأخير عدداً من النساء والأطفال والرجال وفق مصادر من المدينة، واتهم ناشطون النظام بتسهيل الهجوم على السويداء. ويأتي ذلك في وقت تجري فيه مفاوضات بين "قسد" والنظام في دمشق.

وكانت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ"مجلس سورية الديمقراطية" الجناح السياسي لـ"قسد"، إلهام أحمد قد صرحت، أمس، أن المحادثات مع النظام في دمشق لم ينتج عنها أي اتفاق. وأضافت أن إدارة الرقة والحسكة لن تُسلَّم للنظام.



اعتقالات في ريف حمص الشمالي


في غضون ذلك، علم "العربي الجديد" من مصادر أهلية، أنّ قوات النظام اعتقلت 5 مدنيين من مدينة في ريف حمص الشمالي، على الرغم من توقيع هذه المدينة اتفاق "تسوية" مع النظام السوري.

وكانت مدن وبلدات ريف حمص الشمالي قد أبرمت اتفاقاً مع روسيا والنظام أدّى إلى تهجير المدنيين والمقاتلين الرافضين للتسوية مع النظام، مع ضمان سلامة من يريدون البقاء.

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، "إن قوات النظام داهمت مساء أمس الثلاثاء، الأحياء السكنية في بلدة الغنطو بريف حمص الشمالي، واعتقلت خمسة شبّان واقتادتهم إلى جهة مجهولة".

وبحسب معلومات من ناشطين، فإنّ قوات النظام تبحث عن 45 مدنياً من المطلوبين لديها في بلدة الغنطو، بمزاعم وجود دعاوى شخصية ضدهم.

ولم يتمكّن "العربي الجديد" من معرفة نوعية هذه الدعاوى التي تتحدّث عنها قوات النظام أو الشخصيات التي قامت برفع هذه الدعاوى.

وسبق أن أخل نظام الأسد بالتزاماته في الاتفاقات التي وقّعها بضمان أمن وسلامة المدنيين، حيث قام باعتقال وتصفية مدنيين بعد أن قدّم لهم وعوداً بعدم التعرّض لهم.

المساهمون