قلق ألماني من استغلال اليمين المتطرف رافضي قيود كورونا

قلق ألماني من استغلال اليمين المتطرف الاحتجاجات على قيود كورونا

17 مايو 2020
تخللت المظاهرات اعتداءات على الشرطة (Getty)
+ الخط -
تشكك السلطات الألمانية في نوايا المحتجين ضد القيود التي فرضتها الحكومة الاتحادية للحد من انتشار فيروس كورونا، متهمة المتطرفين بالسعي لتوتير الأجواء بهدف تأليب الرأي العام على الحكومة من خلال تنظيم المظاهرات المطالبة بعودة الحياة إلى طبيعتها، مع توجيههم الانتقادات إلى المستشارة أنغيلا ميركل بسبب فرضها للقيود على الحركة.

ويقول المتظاهرون إن "القيود المفروضة سلبت الحريات في بلد ديمقراطي وزرعت الخوف في النفوس". لكن استمرار المتظاهرين المنتمي معظمهم إلى اليمين الشعبوي والمتطرف بالاحتجاج بطريقة مخالفة للقيود المفروضة دفع بالأجهزة الأمنية للتشكيك في نواياهم.

ويأتي ذلك بعد أن شهدت مدن مثل شتوتغارت وبرلين وفرانكفورت وغيرها مشاركة الآلاف في التظاهرات على الرغم من التدابير التي تفرضها السلطات بما يخص قواعد المسافة والنظافة، في خرق واضح لتراخيص التظاهر التي تحدد أعداد المشاركين بالمئات، علما أن هذه التحركات دفعت المؤيدين لقرارات الحكومة للنزول في مظاهرات مضادة في دورتموند وكولن واسن وهامبورغ.

وحذرت هيئة حماية الدستور من مغبة انفلات الوضع وحصول صدامات، فمن المفترض أن تستمر التظاهرات الأسبوع المقبل، مع ما يرافقها من اعتداءات تتعرض لها الأجهزة الأمنية.

وقال رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور، توماس هالدنفانغ، لصحيفة "دي فيلت"، اليوم الأحد، إن اليمين المتطرف يحاول استغلال المظاهرات التي تخرج ضد القيود المفروضة حيال كورونا، وأضاف أنه سعى للتواصل مع أطياف أخرى من المجتمع ودعاهم للمشاركة في المسيرات الاحتجاجية. وأوضح أن القلق يكمن في أن يستخدم اليمين الوضع الحالي ضد اللاجئين من خلال إثارة فكرة أنهم من جلب فيروس كورونا.

وفي السياق، أبرزت الشرطة الجنائية الفيدارلية أنه ليس هناك من معلومات حول اختراق منسق من قبل المتطرفين اليمينيين، وفق ما ذكرت صحيفة فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ، ولكن ينبغي إدراك انهم يحاولون استغلال الوضع الحالي لأغراض الدعاية الخاصة بهم.

وقد دفعت الاحتجاجات وزير الداخلية الاتحادي، هورست زيهوفر، للحديث عن ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لمنع الراديكاليين وأتباع نظرية المؤامرة من استغلال أزمة كورونا، بدوره حذّر الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي، بول زيمياك، من أن المتطرفين يتم اختراقهم وإساءة استخدامهم، وهذا يعرض المجتمع للخطر.

أما وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى، شتيفان فايل، فأظهر في حديث مع صحيفة "بيلد" القليل من التفهم لتلك الاحتجاجات، وقال السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي "إنني آخذ كل تعبير سياسي على محمل الجد".

أما وزير داخلية شمال الراين فستفاليا، هيربرت ريول، فقال لصحيفة "دي فليت ام زونتاغ"، إن "هناك الكثير من الذئاب في ملابس الأغنام تحاول التسلل إلى وسط المجتمع بشعاراتها المعادية للديمقراطية"، فيما دعا زعيم كتلة الاتحاد المسيحي في البرلمان، رولف موتزينيتش، في حديث مع مجموعة فونكه الإعلامية المواطنين للناي بانفسهم عن المتطرفين ومنظري المؤامرة في مثل هذه التظاهرات.


وعن دوافع زيادة العنف والاحتجاج لمنظري المؤامرة والمتطرفين اليمينيين، وفق ما وصفتهم "دي فيلت"، اعتبر ناشر الصحيفة شتيفان أويست، الأحد، أن على المحررين أن يضعوا في اعتبارهم أن هذه القوى تزداد زخما بسبب الاهتمام والتغطية الإعلامية، وقال إن التظاهرات ستغذي جميعها اليمين المتطرف الممثل سياسيا بحزب البديل من أجل ألمانيا، محذرا من سذاجة هذه الفئة المشككة بوجود الفيروس.

وشدد أويست على ضرورة أن تبقي الحكومة الوضع تحت السيطرة رغم كل التناقضات، وإذا لم يحصل ذلك فيكون ذهاب إلى الفوضى.


وخفف الائتلاف الحكومي بقيادة ميركل القيود المفروضة مؤخراً بسبب تراجع معدل الإصابات وانحسار الفيروس، إذ عملت الحكومة على تقليص القيود على مراحل، وأبقت على منع التجمعات الكبيرة، فيما عاد تلاميذ بعض الصفوف إلى المدارس ضمن مجموعات ولساعات وأيام محددة، كما فرضت وضع الكمامات في الأماكن العامة والمتاجر، حتى أن هناك حديثا عن إمكانية عودة السفر إلى بلدان الجوار الأوروبي الشهر المقبل، وهذا ما يقوم بالتنسيق من أجله حاليا وزير الخارجية هايكو ماس مع نظرائه الأوروبيين.