هل ينقل العراقيون مركز التظاهرات للناصرية لمواجهة "انقلاب الصدر"؟

هل ينقل العراقيون مركز التظاهرات إلى الناصرية لمواجهة "انقلاب الصدر"؟

بغداد

محمد علي

avata
محمد علي
02 فبراير 2020
+ الخط -

في ظل الأجواء المتوترة التي رافقت اعتداء أنصار "التيار الصدري"، بزعامة مقتدى الصدر، على متظاهري ساحة التحرير في بغداد، يرى المحتجون العراقيون أنه لم يتبقى أمامهم سوى نقل مركز احتجاجهم من بغداد إلى الناصرية تفاديا للاحتكاك مع أنصار الصدر.

فبعد نحو 8 أيام على إعلان الصدر عن رفع دعمه للتظاهرات، وانسحاب الآلاف من أنصاره من ساحات التظاهر وميادين الاعتصامات، عاد الصدر مرة أخرى إلى ساحات التظاهر لكن هذه المرة لم تكن بشكل ودي، وذلك رغم تأكيده سابقا عدم تدخله في التظاهرات سلبا أو إيجابا، في بيان رسمي صدر عن مكتبه.

وبدأت أجواء التوتر قبيل ساعات قليلة من الإعلان عن تكليف محمد توفيق علاوي لرئاسة الحكومة، وهو الترشيح الذي يدعمه الصدر ويباركه ويعتبره إنجازا رغم رفض ساحات التظاهر لعلاوي، على اعتبار أنه وزير سابق في حكومتين، ويواجه تهم فساد خلال وجوده على رأس وزارة الاتصالات بين 2010 و2012، قبل أن يقدم استقالته ويغادر العراق.

واستولى أتباع الصدر على مبنى المطعم التركي المطل على ساحة التحرير وسط بغداد، المعروف على أنه منصة المتظاهرين ومنه تبث بياناتهم، بشكل حال دون الإعلان عن بيان الرفض الرسمي للمتظاهرين للتكليف، لتتسع حدة القمع بعد ساعات بالهجوم على خيام الناشطين في ساحة التحرير.

وتم اقتياد قسم من المتظاهرين إلى مرآب متروك للسيارات من قبل مسلحين قدموا أنفسهم على أنهم تابعين لفريق "القبعات الزرق"، ليتبين أنهم من جماعة محسوبة على مليشيا "سرايا السلام"، التي تتبع مقتدى الصدر. وأكد ناشطون تعرضهم للتعذيب والضرب قبل إطلاق سراحهم وإجبارهم على ترك ساحة التظاهر، في وقت ما زال سبعة آخرون يرقدون في المستشفى، أحدهم بحالة حرجة للغاية إثر إلقائه من الدور التاسع للمبنى التركي خلال عملية سيطرة أتباع الصدر على المبنى مساء أمس.

ولأول مرة منذ ما يزيد عن 4 أشهر تنطفئ أنوار المطعم التركي، بالوقت الذي ينتاب المتظاهرين الخوف والقلق من البقاء في ساحة التحرير التي سيطر عليها أتباع الصدر، وظهرت صور لأشخاص وهم يحملون سكاكين ومسدسات وعصي فيها، فيما غاب العنصر النسوي كليا من الساحة.

واليوم الأحد، أتبع الصدر خطواته، التي وصفت بـ"الانقلابية" على التظاهرات، ببيان آخر نشر على حسابه الشخصي في "تويتر" طالب أتباعه من خلاله بالمساعدة في إنهاء الإضراب وفتح المدارس والدوائر، وكذلك منع إغلاق الطرق من قبل المتظاهرين، وهو الأسلوب الاحتجاجي الأبرز في مدن الجنوب على وجه التحديد، ما اعتبر محاولة خطيرة لقتل الانتفاضة العراقية التي ما زال ناشطون فيها يؤكدون أن مشوارها طويل، وأنهم يريدون مواصلة التظاهر بغية الضغط لتحقيق الإصلاحات والتعجيل بها.

وأكد الناشط المدني وأحد أعضاء تنسيقيات كربلاء، عبد الله علي عذاب، لـ"العربي الجديد"، أنهم يخشون على مستقبل التظاهر في بغداد بسبب الصدر، مشيراً إلى أن "أكثر من 600 شهيد لا يمكن أن يكون ثمنهم محمد توفيق علاوي، ولا أن تجهض من قبل الصدر بالنهاية".

وفيما اعتبر أن "الوضع بالجنوب أفضل كون المليشيات والأحزاب لا تملك نفس النفوذ الذي تتمتع به في بغداد"، أعرب عن وجود شبه اتفاق على إمكانية "انتقال مركزية التظاهرات إلى كربلاء أو الناصرية"، مؤكدا أن "المتظاهرين ليسوا بصدد الدخول بمواجهة مع أنصار الصدر". وختم بالقول إن "الاستيلاء على كل الساحات يطرح خيارات أخرى منها خلق ساحات أخرى للتظاهر".

في المقابل، كشفت مصادر مقربة من التيار الصدري لـ"العربي الجديد"، بأن مساعد الصدر، المدعو أبو دعاء العيساوي، هو من تولى "عملية الاستيلاء على مبنى المطعم التركي والسيطرة على مجمل المشهد في ساحة التحرير".

وزعمت المصادر ذاتها أن "الخطوات التي نفذها التيار مركزية، ولا مجال لاعتبارها تصرفات فردية أو اجتهادات"، محذرة بالآن نفسه من أن الانقلاب على التظاهرات من قبل الصدر سيسهم في تراجع شعبيته داخل الجنوب العراقي.

من جانبه قال عضو التيار الصدري، محمد الدراجي، ردا على تطورات الساعات الماضية، بأن دخول الصدريين يأتي لـ"منع انحراف الثورة عن مسارها"، وفقا لتعبيره.

وأوضح في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن "الثورة والتظاهرات دخلها جوكرية ومندسين يتبعون جهات خارجية وهم من يروج لكثير من الأخبار الزائفة على مواقع التواصل". وتستخدم في العراق عبارة "الجوكر" أو "الجوكرية" كتهمة بالعمالة للجانب الأميركي قد واجهها المتظاهرون منذ الأيام الأولى لتظاهراتهم، نافين خدمتهم لأي أجندة خارجية.

وزعم الدراجي أن "الصدر لم يأمر بإنهاء التظاهرات وهي مستمرة".

بيد أن الناشط في بغداد، أحمد سلام، كشف في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "التظاهرات عراقية، لكن الصدر والأحزاب يريدون أن تكون حزبية ليلتقطوا أنفاسهم وهو ما يجري التخطيط له حاليا".

وشدد سلام على أن "هناك خوف من أن يكون صدام أو احتكاكات بين أتباع الصدر والمتظاهرين، خاصة في الجنوب العراقي، وقد يؤدي ذلك أيضا الى أن تكون ذريعة أو غطاء لقوات الأمن للقضاء على التظاهرات من دون أن يكون هناك لوم أو ضغط من الأمم المتحدة أو حتى النجف المساندة للحراك".

 

ذات صلة

الصورة
اقتحام السفارة السويدية في بغداد (تويتر)

سياسة

ردد المتظاهرون شعارات تندد بالسويد وحكومتها، وتؤيد زعيم التيار مقتدى الصدر، وطالبوا الحكومة العراقية بطرد السفيرة السويدية من بغداد.
الصورة
لجين إسماعيل

منوعات

قررت شبكة MBC المنتِجة لمسلسل "معاوية" (يتناول حياة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان)، أن تمتنع عن عرضه على قناة MBC العراق، على أن يعرض على باقي قنوات الشبكة خلال شهر رمضان المقبل.
الصورة
الصدريون أمام البرلمان (العربي الجديد)

سياسة

لا يزال الآلاف من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يعتصمون في المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، منذ قرابة شهر، وينصبون خيامهم بالقرب من مبنى البرلمان الذي كانوا قد اقتحموه مطلع الشهر الجاري
الصورة
نوري المالكي تويتر

منوعات

انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي صورٌ للمالكي حاملاً السلاح وسط عدد كبير من عناصر حمايته، وهو يتجوّل داخل المنطقة الخضراء، ما أثار انتقادات واسعة من قبل المدونين والناشطين العراقيين.

المساهمون