حمد بن جاسم: دول الحصار أخفت نواياها بقمم الرياض

حمد بن جاسم: دول الحصار أخفت نواياها أثناء قمم الرياض

26 أكتوبر 2017
حمد بن جاسم: لا يمكن فرض الآراء بالقوة(العربي الجديد)
+ الخط -





أكد رئيس الوزراء القطري السابق ووزير الخارجية الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أنه "خلال مشاركة أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القمم التي شهدتها الرياض في شهر مايو/أيار الماضي، بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقبل أيام قليلة من بث تصريح مفبرك منسوب له، وبدء الحصار على دولة قطر، كان هناك ستار أو عدم توضيح النية لهذا العمل الذي قامت به دول الحصار، وإلى أين يصل هذا العمل".
 
وقال الشيخ حمد بن جاسم بمقابلة في برنامج "الحقيقة" الذي بثه تلفزيون قطر، مساء الأربعاء، "أعتقد أن الموضوع المفبرك في 25 مايو الماضي، تم لتبرير شيء معين، وأنا لا أريد أن أدخل في تفاصيلها، لكنْ لدي سؤال يحيرني: هل كنا نحتاج إلى كل هذه المقدمة لعدة أيام من زخم إعلامي من حلقات وبرامج، وكنا نعتبرها رداً على تصريح مفبرك، لاسيما أننا كنا نبلغهم بأن هذا التصريح مفبرك؟.. هل كان هناك احتياج لاستخدام هذا حتى تبدأ المرحلة الثانية للعمل، وهو ما بعد التصريح المفبرك؟". 


وأوضح أنه "أعتقد في البداية وبعد التصريح المفبرك أنه ستكون هناك هجمة إعلامية لأهداف معينة ولأسباب معينة، أريد لها أن تبدأ وأريد لها سبب وكان السبب التصريح المفبرك لسمو الأمير..".

وتابع "هذا للوهلة الأولى، ولكن عندما انتقلت للمراحل الأخرى من العملية، لم يكونوا بحاجة إلى الفبركة، لأنها بحد ذاتها جريمة قانونية وليست بمستوى دول وأفراد يتبعون لدول يقومون بعمل من هذا النوع حتى يدخلوا في المرحلة القادمة، كان من الممكن أن يبدؤوا بتصريح أو خطاب واضح عن مبرراتهم للعمل الذي يقومون به، وأعتقد أن هذا كان به خطأ فني واستهلاك لعدة أيام قبل أن يدخلوا في المرحلة الثانية". 

وأشار إلى أن "الشيء الثاني في هذا الموضوع أن قضية الدخول في عملية الحصار فيما بعد ذلك لم يتم بناء على التصريح المفبرك، الذي كان قبل ذلك بعدة أيام، ولكن كان هناك تخطيط واضح لهذه العملية"، معربا عن استغرابه لأن "الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد كان موجودا في الرياض ومشاركا في القمم التي عقدت هناك، وشارك فيها خادم الحرمين والرئيس الأميركي، ولم يكن هناك إحساس بأن هناك عتبا أو مشكلة في هذا الموضوع، وكان هناك ستار أو عدم توضيح النية لهذا العمل من جانب دول الحصار وإلى أين يصل العمل الذي قامت به هذه الدول".
 
ولفت رئيس الوزراء القطري السابق إلى أنه "لم يجد أي دور لمجلس التعاون الخليجي في هذه الأزمة"، وقال "لم نر المسؤولين في مجلس التعاون في هذه الأزمة، كنت أتمنى أن أراهم في هذه الأزمة حتى ولو حملوا قطر المسؤولية، أو حتى الدعوة إلى اجتماع لبحث الأزمة، كل هذا لم يحدث". 

وشدد على أنه "لا يمكن فرض الآراء بالقوة، خاصة أننا نتطلع إلى أن نجذب مستثمرين أو نغير نظامنا التعليمي أو الصحي أو نهتم بالوظائف أو نخلق حياة أفضل لشعوبنا، ورفع دخل الفرد في دول المجلس". 

وتابع "نحن نعلم أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الشقيقة الكبرى ولها احترامها وتقديرها وأيضا عليها أن تراعي الدول الصغيرة في المنطقة، دائما أقول إن السعودية هي العمود الفقري لمجلس التعاون ولكن ينبغي أن نترفع في خلافاتنا وأن تتعامل الدول مع الدول الأخرى على أساس واضح".

وحول الأسباب الحقيقية التي تدفع الرياض وأبوظبي ومحاولتهما المستمرة لعزل دولة قطر خليجيا في أكثر من مناسبة، أعرب الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن استغرابه من هذه السياسة، لأن قطر كانت في فترات عديدة لها علاقات جيدة ومتينة مع أبوظبي، وكذلك الخصوصية في العلاقات السعودية القطرية قديما التي مهما وصلت إلى خلافات في السابق، إلا أنه كان هناك خط رجعة لوجود خصوصية في هذه العلاقة.

وأضاف أن هذه الخصوصية دائما ما كانت تحل المشاكل سواء كان الخطأ قطريا أو سعوديا، حيث كان ملوك السعودية السابقون يتدخلون بشكل واضح، ويتم حل الموضوع لأنهم يعتبرون أنفسهم الأخ الأكبر، وقطر أيضا تعتبرهم الأخ الأكبر والعمود الفقري لمجلس التعاون الخليجي، فكان هناك نوع من المخارج لأي مشكلة وعلى أساس سليم وليس كلاما فقط.

وأوضح الشيخ حمد بن جاسم أنه كان يمتلك علاقات بالكثير من المسؤولين في أبوظبي، وكانت علاقات جيدة في حينها، معرباً عن استغرابه "من هذه الحملة من أبوظبي لأنه إذا كان هناك سعي ضد قطر من جهات أخرى أو في مناطق أخرى أو كما ذكرت "ويكيليكس" لابد أن نبحث عن السبب لماذا ؟.. فإذا كان السبب بعض النجاحات التي تمت في قطر خلال الفترة الماضية، فأعتقد أن هذا كان لابد أن يكون حافزا لهم مثلما.. كنت أقول إن دبي كانت حافزا في بعض الأشياء لدولة قطر ولدول مجلس التعاون الخليجي، لماذا لا يساعد الأخوة بعضهم في الصعود والتقدم بدلا من محاولة إفشالهم؟".

وأضاف: "دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج إلى عدة عواصم لعدة قضايا كالقضايا الاقتصادية أو الرياضية أو السياسية أو الاجتماعية، وعدد سكان الخليج قليل.. فلماذا نتنافس على شيء، ونهدر فيه أموالا كثيرة بدلا أن نستخدم هذه الأموال لصالح شعوبنا وتطويرها؟ لماذا نستهلك الأموال لإفشال انتخاب شخص أو إفشال قضية هنا أو هناك؟".

ولفت إلى أن قطر تنازلت أكثر من مرة لصالح الدول الخليجية والعربية. وقال: "كثيرا ما كان يحدث ذلك، فكان هناك إجماع خليجي وعربي في فترة من الفترات على أن يكون سعادة السيد عبدالرحمن بن حمد العطية أمينا عاما لمنظمة التعاون الإسلامي، وطلبت السعودية غير ذلك وقامت دولة قطر على الفور بسحب الترشيح، وكنا نتنازل أيضا في الجامعة العربية فقدمنا في السابق أكثر من 18 ورقة مكتوبة لأن يكون اختيار الأمين العام للجامعة العربية بالانتخاب، وعندما طلب منا أن نتنازل عن هذه الورقة، قطر تنازلت على الرحب والسعة عن موضوع ترشيح الأمين العام، خاصة أن مصر كانت خارجة من ثورة 25 يناير وكان الطلب لماذا لا يكون مصريا، فقطر كانت دائما تراعي وتتنازل".

وتابع: "ولكن قطر متى ترشحت لمجلس كان دائماً إما أن يطلب منها التنازل وتلبي الطلب أو يعملون ضدها لإفشال طلبها رغم وجود قرار في مجلس التعاون دائما بالوقوف مع أي ترشيح خليجي، وهذا ليس عرفا بل نظام مكتوب في مجلس التعاون".