انطلاق اجتماعات أوروبية ساخنة: العملية التركية و"بريكست" والرسوم الأميركية

انطلاق اجتماعات أوروبية ساخنة: العملية التركية و"بريكست" والرسوم الأميركية

14 أكتوبر 2019
تنطلق القمة الأوروبية في 17 أكتوبر الجاري (Getty)
+ الخط -
تنطلق اليوم الاثنين اجتماعات وزارية أوروبية لمناقشة قضايا الاتحاد الأوروبي وتحدياته، قبيل القمة الأوروبية يومي 17 و18 أكتوبر/تشرين الأول الحالي. ويشهد البرلمان الأوروبي، بعد نهاية أسبوع محموم من التفاوض البريطاني الأوروبي في مسألة الخروج البريطاني (بريكست)، نقاشات بشأن استكمال تسمية المفوضين، وتستعرض المفوضية الأوروبية أمام ممثلي الدول الـ27 أهم القضايا التي تشغل الأوروبيين في سياق التحضير لتلك القمة.

ومن بين القضايا التي يناقشها الأوروبيون، ويتوقع أن تستحوذ على اهتمام اجتماع وزراء الخارجية والقادة الأوروبيين، العملية العسكرية التركية في شمال شرق سورية، التي أطلقتها تركيا قبل نحو أسبوع، باتساع نطاق الرفض الأوروبي لها والتهديد بفرض عقوبات ووقف توريد السلاح إلى أنقرة.

قضايا عديدة على الأجندة الأوروبية

وتسبق قمة بروكسل المنطلقة الخميس القادم اجتماعات ونقاشات وزراء الخارجية الأوروبيين والمجلس الأوروبي حول القضية التركية-الكردية، وتحضر القضية الأوكرانية، بحضور وزير خارجية أوكرانيا فاديم بريستايكو.

ويتوقع أن يناقش الوزراء الأوروبيون، بمشاركة وزراء التجارة والزراعة والثروة السمكية، في اجتماعات بروكسل التحضيرية للقمة، مواجهة الإجراءات الأميركية المرتبطة بالتعرفة الجمركية التي ينظر إليها الأوروبيون كإجراءات عقابية سيفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المنتجات الزراعية الأوروبية، بدءاً من يوم الجمعة القادم.
ومن ناحية ثانية، يناقش الأوروبيون مأزق علاقاتهم الداخلية في ظل تأخر اختيار بقية المفوضين الأوروبيين لشهر إضافي، بعد أن دفعت فرنسا والمجر ورومانيا بمرشحين جدد، ويرى مراقبون أن هذا التأخير يخلق مصاعب في مساعي رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة، أورسلا فون دير لين، لرأب صدع بين الدول الأعضاء.

فقد كان من المفترض أن تكون قد انتهت الأسبوع الماضي جلسات استماع البرلمان الأوروبي لقادة الاتحاد الأوروبي، وصولاً إلى الموافقة الشاملة على الجميع دفعة واحدة يوم 23 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري في ستراسبورغ، ويتبع ذلك في الأول من الشهر القادم تولي المفوضية الأوروبية الجديدة لمهامها، ويبدو أن الأمور مؤجلة إلى الأول من ديسمبر/كانون الأول القادم.

واعتبر رفض المرشحة الفرنسية سولفي غولار، لمنصب مفوضة السوق الأوروبية الداخلية، القريبة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن الرئيسة الجديدة للمفوضية فون دير لين، ضربة مزدوجة لماكرون وللمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وكان الخميس الماضي قد شهد تصويتاً سلبياً بحق المرشحة الفرنسية، ووزيرة الدفاع التي اضطرت إلى الاستقالة في 2017 بعد أن ثارت حولها شبهات أثناء فترة عضويتها في البرلمان الأوروبي، سولفي غولار، بعد جلسة استماع أمام البرلمان الأوروبي، ما أعطى الفرصة لمجموعة البرلمانيين المعارضين والمتشككين بمشروع الاتحاد لطرح قضايا تتعلق بقضايا سابقة مرتبطة بالمرشحة الفرنسية، وترتبط بأموال تصل إلى 45 ألف يورو استخدمتها (بين 2009 و2017) بطريقة غير مشروعة، فيما يجري التحقيق في القضية من قبل المفوضية الأوروبية لمكافحة الغش.

وفي المحصلة، فإن عدم حصول المرشحة الفرنسية على الأصوات اللازمة، بتصويت 82 عضواً ضدها و29 لمصلحتها، فرض على الرئيس الفرنسي ماكرون تقديم مرشح/ة بديل. وكان البرلمان الأوروبي قد رفض أيضاً مرشحي رومانيا روفانا بلومب ولازلو تروكشاني، ما يعكس حالة الصراع بين كتل البرلمان الأوروبي المختلفة، وبالأخص كتل الديمقراطيين والاشتراكيين والمحافظين والكتلة الليبرالية التي تسمى "تجديد أوروبا"، والتي تنتمي إليها غولار.

وإلى جانب تلك المشاكل التي تعانيها أوروبا في ترتيب المفوضية الأوروبية أمورها الداخلية بعد انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو/أيار الماضي، يفترض أن تنهي لجنة الموازنة في البرلمان الأوروبي التصويت على موازنة 2020. وفي السياق، التقى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتسريع في عملية انتخاب المفوضين، والمشاكل التي تعرقل الاتفاق على خروج بريطاني متفق عليه.

وتشهد لوكسمبورغ، يوم غد الثلاثاء، اجتماعاً لوزراء الزراعة والثروة السمكية الأوروبيين لمناقشة اتفاقيات أوروبية حول كوتا الصيد في بحر الشمال مع النرويج، رغم أن أوسلو ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي.
تركيا وقضايا أخرى

ويواصل وزراء الخارجية الأوروبيون مباحثاتهم حول الموقف من تركيا، تمهيداً لقرارات القمة الأوروبية بين 17 و18 من الشهر الجاري. ورغم ازدحام جدول الأعمال بقضايا أوروبية ملحّة، يبدو أن العملية العسكرية التركية ستفرض نفسها بقوة على جدول الأعمال، بوجود توجه لدى الأغلبية لفرض عقوبات على أنقرة. ومن بين القضايا التي تجري مناقشتها في اجتماعات مجلس وزراء الخارجية اليوم، لرفعها لقادة الاتحاد، مسألة وقف تصدير السلاح إلى تركيا. وعبّر وزير الخارجية الدنماركي اليوم الاثنين عن أنه لا يفضل إجراء من جانب واحد، "بل نفضل تبني سياسة جماعية حول تصدير المعدات العسكرية".

إلى جانب ذلك، يناقش القادة الأوروبيون، يومي الخميس والجمعة القادمين، الإطار المالي لموازنات أعوام قادمة بين 2021 و2027، في ظل غياب بريطانيا ومساهمتها السابقة.

وتبرز قضية الخروج البريطاني في موعد محدد بـ31 أكتوبر/تشرين الأول الحالي كإحدى النقاط الأساسية التي يناقشها القادة، وهي القضية التي يتوقع أن تأخذ الوقت الأطول في اليوم الأول للقمة.

ويوم الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول الحالي ستأخذ قضية السياسة البيئية الوقت الأوسع في نقاشات القادة الأوروبيين، وخصوصاً في الطريق نحو مؤتمر المناخ الذي تستضيفه العاصمة التشيلية سانتياغو في ديسمبر/كانون الأول القادم إلى جانب قضايا أخرى يحاول الأوروبيون حلها في كواليس النقاشات الجارية من اليوم وحتى انتهاء قمتهم الجمعة القادمة. ​

المساهمون