الجعفري يتوسط عند خامنئي لإعادة قاسم سليماني إلى العراق

الجعفري يتوسط عند خامنئي لإعادة قاسم سليماني إلى العراق

03 مايو 2015
قوات عراقية مجهدة بسبب الحروب الطويلة (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر حكومية وبرلمانية عراقية لـ "العربي الجديد" عن زيارة سرية لوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أول من أمس الجمعة، إلى طهران، استغرقت عدة ساعات والتقى خلالها بعدد من المسؤولين على رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وأوضح وزير بارز في حكومة العبادي لـ "العربي الجديد" أن "الجعفري غادر إيران صباح الجمعة وعاد مساء في زيارة سرية وطارئة، على خلفية توتر العلاقة بين مليشيا حزب الله والعصائب من جهة، ورئيس الوزراء حيدر العبادي من جهة أخرى، ومحاولة للطلب من إيران التدخل لإيقاف نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي عن التحريض العلني ضد حكومة العبادي ومساعيه للإطاحة بها".

وأضاف الوزير العراقي أن "زيارة الجعفري إلى إيران اتسمت بالسرية التامة لحساسيتها"، مضيفاً أن الجعفري التقى خلال الزيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، وبحث معه آخر مستجدات الملف الأمني العراقي، وفي مقدمتها الحرب الشرسة التي تخوضها القوات الأمنية العراقية ومليشيا الحشد الشعبي مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

وأشار المصدر إلى أن الجعفري طلب من سليماني السفر إلى العراق على وجه السرعة لإعادة المركزية إلى قيادة المليشيات المساندة للجيش وحل المشاكل الحالية بين رئيس الحكومة وقادة تلك المليشيات، فضلاً عن الإشراف بشكل مباشر على العمليات العسكرية التي تجري حالياً في محافظة الأنبار غربي العراق لطرد داعش منها.

وأكد المصدر أن "سليماني أبلغ الجعفري بأن موضوع سحب يده من ملف العراق جاء بأمر من المرشد وعليه التحدث معه بهذا الأمر، وهو ما دفع بالجعفري إلى لقاء خامنئي، لكنه لم يحصل منه على موافقة باستثناء توجيه أمر للمليشيات المحلية بالعراق باحترام الحكومة العراقية".

اقرأ أيضاً: العراق: انشقاق حاد بصفوف المليشيات والعبادي يخشى على حياته

وفي سياق متصل، قال عضو كتلة بدر البرلمانية قاسم الأعرجي إن هناك مطالب من قبل قوات الحشد الشعبي بأن يقدم الجنرال سليماني الاستشارات العسكرية لقوات الحكومة العراقية، وقوات جيش الحشد الشعبي المساند لها في العملية العسكرية التي تنفذانها للسيطرة على مدن محافظة الأنبار غربي البلاد.

وأوضح أن سليماني زار قبل مغادرته العراق عقب أحداث معارك تكريت قواطع عمليات الأنبار وشمال غربي مدينة الفلوجة وتفقد مناطق الجسر الياباني والثرثار.

من جانبه قال عضو التيار الصدري العراقي حسين البصري لـ "العربي الجديد" إن "هذه ليست أول زيارة غير معلنة للجعفري إلى إيران، ويمكن القول إنها الثالثة في غضون عشرة أيام، ونأمل أن تلعب إيران دوراً إيجابياً خلال المرحلة المقبلة".

وكانت مليشيات حزب الله والعصائب ومليشيات صغيرة أخرى قد هددت رئيس الوزراء العبادي بقطع الطرق ببغداد والنزول إلى الشوارع وتعطيل الحياة العامة، في حال استمر بعملية ما وصفوها بالتعاون مع الإرهاب والاستماع لواشنطن"، بحسب بيان مشترك صدر عن تلك المليشيات عقب مجزرة الثرثار التي راح ضحيتها 150 جندياً عراقياً على يد تنظيم "داعش".

من جهتها صدت القوات الأمنية العراقية ومسلحو العشائر هجوماً من عدة محاور لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على ناحية الحبانية شرقي الرمادي، فيما أعلنت مليشيا حزب الله العراقي إسقاط طائرة مسيرة قرب مدينة الفلوجة.

وقال مصدر أمني في محافظة الأنبار لـ "العربي الجديد" إن التنظيم استخدم الصواريخ وقذائف الهاون والأسلحة المتوسطة والخفيفة في الهجوم على المنطقة، ما أدى إلى سقوط عدد من عناصر الجيش والشرطة بين قتيل وجريح، مبيناً أن المواجهات العنيفة أجبرت عناصر التنظيم على التراجع وقصف أحياء الناحية بقذائف الهاون من مسافات بعيدة.

وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن التنظيم المتطرف واصل تقدمه في مناطق جنوب وشرق كرمة الفلوجة.

وفي سياق متصل، كشفت مليشيا "حزب الله العراقي" عن إسقاط طائرة مسيرة في محافظة الأنبار، مؤكدة في بيان أن الطائرة التي أسقطت جنوب شرق الفلوجة كانت ترصد تحركات القوات الأمنية من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

من جهة أخرى، أكدت اللجنة العليا لإغاثة النازحين عودة أكثر من 5700 أسرة نازحة إلى محافظة الأنبار بسبب التهديدات، وقال المتحدث باسم اللجنة عبد القادر الجميلي في بيان إن التهديد والوعيد وعمليات القتل التي طالت بعض النازحين دفعتهم للعودة إلى محافظتهم، مستغرباً استهداف النازحين الذين هربوا من جحيم "داعش" ليجدوا أنفسهم أمام جحيم آخر.


اقرأ أيضاً: نزوح عكسي لأهالي الأنبار من بغداد بسبب التضييق الحكومي