النظام يواصل الحشد باتجاه درعا... ومقتل مدنيين بغارات للتحالف

النظام يواصل الحشد باتجاه درعا... ومقتل مدنيين في غارات للتحالف

03 يونيو 2018
اشتباكات بين المعارضة والنظام (Getty)
+ الخط -
يواصل النظام السوري الدفع بتعزيزات إلى محافظة درعا جنوبي البلاد، في إطار تهديداته بشن عملية عسكرية في المنطقة إذا لم توافق فصائل المعارضة على تسليمها إليه، في وقت دارت اشتباكات بين النظام والمعارضة في العديد من المناطق السورية، فيما تسبّب قصف من طيران التحالف بمقتل وإصابة مدنيين في ريف الحسكة، شرقي البلاد.

وأعلنت قوات المعارضة في الجنوب السوري أنها استهدفت تجمع آليات لقوات النظام في قطاع الكتيبة المهجورة شمال بلدة النعيمة بريف درعا، فيما أكّدت مصادر محلية أن قوات النظام أرسلت المزيد من التعزيزات العسكرية التي استقرت في تل غشم بالقرب من منطقة مثلث الموت بريف درعا الشمالي وفي بلدة خربة غزالة على طريق دمشق – درعا.

يأتي ذلك بعد أنباء عن انسحاب المليشيات الإيرانية من درعا والقنيطرة، كشرط إسرائيلي بموجب تفاهمات مع روسيا، من أجل أن تغض تل أبيب النظر عن هجوم محتمل لقوات النظام السوري على المحافظتين.


بدورهم، وجّه قادة فصائل المعارضة السورية رسائل تحذيرية إلى قوات النظام التي تحتشد لاجتياح مناطق المعارضة في درعا.

وظهر القيادي في المعارضة، العقيد نسيم أبو عرة، أمام رتل عسكري في مدينة بصرى الشام بريف درعا، محذراً النظام ومليشياته من الهجوم على درعا.


وأضاف في رسالته: "الجنوب السوري عصي عليهم، وستبقى هذه الأرض طاهرة من رجسهم، وبإذن الله لن يمروا إلا على جثثنا".

كذلك وجّه تسعة قادة بغرفة عمليات البنيان المرصوص، التابعة للمعارضة، رسالة مطولة عبر فيديو نشرته الغرفة في حسابها بموقع "تويتر"، إلى قوات النظام السوري.

وشدد القادة على صمودهم في وجه تهديدات قوات النظام، داعين الرعاة الدوليين إلى "النظر في خياراتهم جيداً"، على حدّ تعبيرهم.

على صعيد منفصل، شنّ طيران التحالف الدولي غارات جوية على مواقع تنظيم "داعش" في مدينة هجين، عُقب هجوم عنيف شنّه التنظيم منذ ساعات الفجر الأولى ضد مواقع "قوات سورية الديمقراطية" في منطقة حوامة على أطراف هجين، بينما سمع دوي انفجارات ضخمة تهز المنطقة.

كذلك استهدفت طائرات حربية مجدّداً الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، إذ قصفت طائرات يرجّح أنها للتحالف الدولي قرية هداج، ما تسبب بمقتل رجل وزوجته، وإصابة آخرين، ليرتفع عدد القتلى الذين قضوا في جولتين من القصف خلال الساعات الماضية إلى 14 شخصاً، جلّهم من الأطفال والنساء.

وتزامن ذلك مع تواصل نزوح أهالي ريف الحسكة الجنوبي الشرقي من جراء قصف التحالف الدولي على المنطقة وتوافد حشود عسكرية لقوات "قسد" إلى مناطقهم.

وقال ناشطون إن انفجاراً وقع على طريق الخرافي في الريف الجنوبي للحسكة استهدف دورية لقوات "قسد"، ما تسبّب بمصرع وإصابة عدد من عناصر الدورية، في حين عثر على جثتين لشخصين لا يزالان مجهولي الهوية، وعليهما آثار تعذيب، بالقرب من منطقة أم مدفع في ريف الحسكة الجنوبي الغربي.

وفي ريف حلب شمال البلاد، دارت اشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة في محيط البحوث العلمية في الأطراف الغربية لمدينة حلب، وسط استهدافات متبادلة، في حين سقطت قذائف على شارع تشرين بالقسم الغربي من مدينة حلب، وعلى أطراف المدينة، ما أدى إلى أضرار مادية.

كذلك هزّت انفجارات متتالية ريف حلب الشرقي، قالت مصادر محلية إن مصدرها مطار الجراح العسكري، ورجّحت أنها ناجمة عن انفجار مستودعات ذخيرة وأسلحة في المطار الذي سيطرت عليه قوات النظام العام الماضي. كذلك رجّحت سقوط قتلى وجرحى من قوات النظام من جراء الانفجارات.

إلى ذلك، تعرّضت بلدة اللطامنة، والأراضي المحيطة بها، ومنطقة لطمين وقريتي الزكاة والأربعين وبلدة كفرزيتا ومحيطها في ريف حماة الشمالي لعمليات قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام، وذلك بالتزامن مع إعلان "المركز الروسي للمصالحة" في سورية عن إقامة نقاط مراقبة إضافية للشرطة العسكرية الروسية في محافظتي حمص وحماة.


وقال رئيس المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية، أليكسي تسيغانكوف، إن نقاط المراقبة الجديدة أقيمت في الرستن وكفرلاها وتلبيسة والزعفرانة وحارة التركمان والقرابيص بحمص وقرية قصرايا بمحافظة حماة، بغية "ضبط عملية عودة النازحين وتقديم المساعدة للمدنيين وتجنب وقوع الاستفزازات".

وكانت قوات النظام والشرطة العسكرية الروسية قد سيطرت على شمال حمص وقرى عدّة جنوب حماة من فصائل المعارضة السورية، عقب اتفاق جرى مع روسيا، أدى إلى تهجير 35 ألف مدني من المنطقة، إلى الشمال السوري.

المساهمون