انتقادات لزيارة نواب تونسيين إلى سورية

انتقادات لزيارة نواب تونسيين إلى سورية

21 مارس 2017
الشارع التونسي يتضامن مع الشعب السوري (فتحي بلعيد)
+ الخط -
أثارت زيارة عدد من النواب التونسيين إلى سورية، حالياً، انتقادات عديدة، لا سيما أن الوفد التقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ووزير الخارجية فيصل مقداد، إلى جانب عدد من النواب السوريين.

وجاء أول الانتقادات من وزارة الخارجة التونسية، والتي نفت على لسان وزيرها خميس الجهيناوي، في تصريح إعلامي، علمها بتوجه وفد برلماني إلى سورية. كذلك أكّد الجهيناوي أنه لم يتم التنسيق أو إعلام وزارة الخارجية بالموضوع.

ويضم الوفد البرلماني الذي يزور سورية، منذ أول من أمس الأحد، النواب من الشق المعارض في "نداء تونس" عبد العزيز القطي وخميس قسيلة، ومن "الجبهة الشعبية المعارضة" مباركة البراهمي ومنجي الرحوي، ومن كتلة "الحرة" المعارضة الصحبي بن فرج، ومن "الاتحاد الوطني الحر" المعارض نور الدين المرابطي.

وعن الزيارة، قال أحد النواب المشاركين في هذه الزيارة، عبد العزيز القطي، في تصريح صحافي، أنه تمت برمجة لقاء، اليوم الثلاثاء، مع الأسد، مشيراً إلى أنّ الزيارة غير رسمية وجاءت ببادرة من أعضاء في الكتل البرلمانية.

وفي السياق، قالت النائبة عن "نداء تونس" أنس الحطاب، لـ"العربي الجديد"، إنها "لا تستطيع مصادرة حق زملائها النواب في الذهاب إلى سورية"، غير أنها استدركت بالقول إنه "وجب عليهم التنسيق مع سلطة الإشراف، أي مجلس نواب الشعب ووزارة الخارجية التونسية، وربما يشمل الوفد وفداً برلمانياً مع تحديد أهداف الزيارة"، مشددة على ضرورة احترام الموقف الرسمي لتونس في هذا الموضوع.

وأوضحت الحطاب أنه "إذا كان للنائب هامش كبير من الحرية إلا أنه عندما يتعلق الأمر بصورة تونس وموقفها من القضايا الخارجية، خاصة العربية، يجب أن يكون هناك تنسيق ليكون أي تحرك في هذا المجال أكثر نجاعة".

في المقابل، اعترض النائب عن "حراك تونس الإرادة"، عماد الدايمي، لـ"العربي الجديد"، على زيارة نواب عن مجلس الشعب إلى سورية قصد مقابلة الأسد، والذي وصفه بـ"الدكتاتور والقاتل لشعبه"، معتبراً أن "مثل هذه الزيارة لا تليق بتونس، والتي صدرت ثورة الحرية لعديد الدول العربية ومنها سورية". ووصف الزيارة بـ"المهينة للتونسيين"، معتقداً أن "أغلبية الشعب التونسي يساندون الشعب السوري ضد الدكتاتورية والإرهاب".

وأكّد الدايمي أنه "سيتم طرح موضوع الزيارة عند رجوع النواب إلى تونس"، معتبراً أن الحديث عن زيارة وفد برلماني مغالطة، لأنهم، حسب رأيه، لا يمثلون نواب الشعب ولم يقع التنسيق مع قيادة مجلس نواب الشعب ولا مع بقية النواب.

بدوره، قال القيادي في حركة "النهضة" أسامة الصغير، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "كل نائب يمثل نفسه"، مضيفاً "ولو أن التنسيق غير موجود مع بقية نواب مجلس الشعب أو مع رئاسة المجلس، غير أن الأخطر من هذه الزيارة يتمثل في بث رسائل سياسية، وهي لا تتماشى مع موقف حزبنا كحركة النهضة أو مع الموقف الرسمي التونسي".

ولفت الصغير إلى أن "زيارة نواب تونسيين إلى النظام السوري لن تفيد لا تونس ولا الشعب السوري بشيء، بقدر ما تعتبر تدخلاً سافراً في القضية السورية الذي ترفضه حركة النهضة".

وشدد على أن "حركتهم تدعم فقط الشعب السوري ولا تدعم أي طرف سياسي هناك، خاصة إذا كانت يداه ملطخة بالدماء"، في توصيف للنظام السوري.

ويشدد الموقف الرسمي التونسي على أن يكون حل الأزمة السورية ضمن دائرة الإجماع العربي.

كذلك انتقد القيادي في "الجبهة الشعبية" والأمين العام السابق لحزب "البعث"، عثمان بلحاج عمر، زيارة وفد من النواب إلى سورية ولقاءهم شخصيات من النظام السوري، مشيراً إلى أنه لم يتم في الجبهة الاتفاق على الزيارة وعلى تكوين هذا الوفد.

وأكّد عمر، في تصريح صحافي، أن "النواب لم يعلموا مكتب المجلس ولم ينسقوا مع وزارة الخارجية، وحري بهم سياسياً وأخلاقياً أن يتحدثوا بصفاتهم الشخصية وألا يذكروا صفاتهم لا البرلمانية ولا السياسية".

وأوضح أنه "من حيث مضمون الزيارة فإن هؤلاء النواب زاروا سورية ليعبروا عن مساندتهم لنظام الأسد، وليس كما يروجون للحصول على معلومات والكشف عمن مول وساهم في تسفير الجهاديين إلى سورية".

ولفت إلى أن حركة "البعث" وبعض المستقلين داخل الجبهة ورابطة اليسار العمالي يرفضون مساندة نظام الأسد لأنها "قضية مبدئية".

واستغرب عمر من "مساندة نواب يعارضون رئاسة الأسد، والذي جاء للحكم بتزييف الدستور، واعتلى سدة الحكم بتأييد غربي معلن، والذي يضحي اليوم بشعبه وعمار بلده من أجل الكرسي".

دلالات