المطالبون بتأجيل الانتخابات العراقية يدرسون خيار المقاطعة

المطالبون بتأجيل الانتخابات العراقية يدرسون خيار المقاطعة

19 يناير 2018
150 نائباً طالبوا بتأجيل الانتخابات(أحمد آلروباي/فرانس برس)
+ الخط -
أكد مصدر برلماني عراقي، اليوم الجمعة، تمسك النواب المطالبين بتأجيل الانتخابات البرلمانية بموقفهم، مبيناً أنهم يدرسون خيارات عدّة، من بينها مقاطعة الانتخابات المقرر إجراؤها في مايو/أيار المقبل، إذا لم تؤجل ستة أشهر أخرى، كما دعا مرجع ديني شيعي إلى مقاطعة الانتخابات.

وأشار المصدر البرلماني، لـ"العربي الجديد"، إلى أن النواب الذين تجاوز عددهم 150 أكّدوا استمرارهم بالضغط على البرلمان من أجل التصويت على قرار تأجيل الانتخابات حتى نهاية العام الحالي، لافتاً إلى أنّ "القوى (السنية) هي الأشد تمسكاً بخيار التأجيل بسبب عدم عودة جميع النازحين إلى مناطقهم".

وبيّن أنّ المطالبين بالتأجيل لديهم خيارات أخرى في حال رُفضت مطالبهم، منها مقاطعة الانتخابات، ثم اللجوء إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط باتجاه تحقيق التوازن داخل مؤسسات الدولة العراقية التشريعية والتنفيذية والقضائية.

في السياق، أكّد عضو البرلمان عن "تحالف القوى العراقية"، سالم العيساوي، أنّ خيار مقاطعة العملية السياسية أمر مطروح، مشدّداً على ضرورة اعتماد التوافق من أجل بناء عملية ديمقراطية رصينة.

وقال العيساوي، في مقابلة متلفزة، "قد نمر بعملية مقاطعة سياسية، قد نقاطع العملية السياسية"، لافتاً إلى أنّ "مطالبة تحالفه بتأجيل الانتخابات لا تمت للصراعات السياسية بصلة، بل تعود للأوضاع الميدانية في المحافظات الشمالية والغربية".

وأضاف: "يوجد شعب كامل في ست محافظات يعاني من انهيار بسبب عدم عودة نازحيه"، موضحاً أنّ "القدرات الفنية لا تمكن مفوضية الانتخابات من إجراء العملية الانتخابية هناك".

وأشار في هذا السياق، إلى أن نسبة الإقبال على تسجيل الناخبين في محافظة الأنبار (غرباً) قليلة لا تتجاوز 24 بالمائة، وأقل من ذلك في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك (شمالاً)، مضيفاً أنّ المطالبة بالتأجيل تعود لأوضاع اجتماعية وإنسانية، لأن النازحين لم يعودوا إلى بعض المناطق التي حررت قبل أكثر من عامين، كما أن الجثث لا تزال تحت الانقاض في مدينة الموصل، التي تعتبر منطقة غير مهيأة لإجراء الانتخابات.

بدورها، قالت عضو"تحالف القوى العراقية" في البرلمان، انتصار الجبوري، في تصريح صحافي، إنّ جلسة، يوم غد السبت، ستشهد تصويت البرلمان على الموعد النهائي للانتخابات، إما بإجرائها في موعدها المحدد في 12 مايو/أيار المقبل، وإما تأجيلها، مبينةً أن التصويت سيكون علنياً بعد اعتراض نواب "التحالف الوطني" الحاكم على اقتراح التصويت السري.

وأضافت الجبوري أن "التحالف الوطني قادر على كسر النصاب في أية لحظة وعلى أي مشروع قانون، فهو التحالف الأكبر في البرلمان"، لافتةً إلى وجود عدد من نواب "التحالف الوطني"، الذين يؤيدون خيار تأجيل الانتخابات.

إلى ذلك، دعا المرجع الديني العراقي جواد الخالصي، اليوم الجمعة، إلى مقاطعة الانتخابات في البلاد، معتبراً أنها لن تأتي بجديد للعراقيين.

وقال الخالصي، خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية، إن "الشعب العراقي إذ يكتشف المؤامرة بكل أبعادها ويستعيد الشريط الإجرامي الذي مر على العراق من قتل المدنيين وأحداث التفجيرات، وهذا يؤكد أن هذه العملية السياسية كلها عملية تدميرية للبلد لكي يبقى البلد خاضعاً لإرادة الأجنبي ويتحكم بإرادته".

ورأى أن "السؤال الذي يسأله العراقيون اليوم هل أن هذه الانتخابات الناتجة من العملية السياسية يمكنها أن تثمر شيئاً إيجابياً لصالح البلاد"؟ قائلاً إن "هذا السؤال يترتب عليه الموقف من هذه العملية السياسية والانتخابات".

وتابع: "فإذا كانت هذه الانتخابات يمكن أن تثمر شيئاً كما يظن البعض أو كما كان يقال في الماضي، فمن أراد أن يشارك ويجد فيها شيئاً فهو مسؤول أمام الله تعالى عن ذلك، ولكن اليوم وبعد إجماع الأمة والشعب العراقي على بؤس النتائج التي خرجت من الانتخابات، فإن من يشارك فيها الآن وهو لا يرى فيها إلا تمرير المشروع المعادي، فهو بذلك يحكم على موقفه بالخيانة وعلى تصرفه بالحمق وعدم التعقل"، حسب تعبيره.

وفشل البرلمان، في جلسة صاخبة عُقدت، مساء أمس الخميس، في التصويت على الموعد الذي حددته حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي وهو الثاني عشر من مايو/أيار المقبل، بعد انسحاب أكثر من 60 عضواً من قاعة البرلمان بشكل أدى إلى اختلال نصاب الجلسة، احتجاجاً على قرار رئيس البرلمان تحويل التصويت إلى سري بدلاً من التصويت العلني.



المساهمون