تواصل القتال بين الفصائل المتشدّدة في إدلب

تواصل القتال بين الفصائل المتشددة في إدلب ومقتل شخصين باستهداف جوي

25 يونيو 2020
اشتباكات متقطعة في إدلب (عمر الحاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل الاشتباكات في إدلب، شمالي سورية، اليوم الخميس، بين "هيئة تحرير الشام" وغرفة عمليات "فاثبتوا"، التي تضم مجموعة من الفصائل المتشددة، بالتوازي مع استهداف جديد عبر طائرة مسيرة لمسؤولين في غرفة "فاثبتوا" ومع محاولات متواصلة من جانب قوات النظام السوري للتسلل إلى مواقع المعارضة في ريف إدلب الجنوبي.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتّشددة ضمن غرفة عمليات "فاثبتوا" تواصلت بشكل متقطع، اليوم، في ريف إدلب الغربي، على الرغم من بعض الجهود المبذولة.
وكانت "تحرير الشام" قد حاولت، أمس الأربعاء، اقتحام أحد مقار تلك الجماعات في عرب سعيد، بينما سيطر فصيل "حراس الدين"، وهو أهم فصائل غرفة "فاثبتوا"، على حاجز في اليعقوبية بجسر الشغور، ونشر حواجز جديدة في المنطقة.
وبدأت الاشتباكات بين الطرفين بعد نشر الفصائل المتشددة في غرفة "فاثبتوا" حواجز على طرقات إدلب، لتتطور الأحداث إلى اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة مع "تحرير الشام".
وتضم غرفة "فاثبتوا" كلًا من تنظيم "حراس الدين" و"جبهة أنصار الدين"، و"جبهة أنصار الإسلام"، و"تنسيقية الجهاد" بقيادة القيادي السابق في "الهيئة" أبو العبد أشداء، (عبد المعين كحال)، و"لواء المقاتلين الأنصار" بقيادة القيادي السابق في الهيئة أبو مالك التلي.
وقد أثار الإعلان عن هذه الغرفة، في 12 يونيو/ حزيران الحالي، حفيظة "الهيئة" ودفعها للقيام بحملة اعتقالات استهدفت بعض قادة الغرفة وعلى رأسهم رئيس اللجنة العسكرية في الغرفة أبو مالك التلي.
في غضون ذلك، أطلق بعض علماء ومشايخ إدلب، في بيان، دعوة للصلح بين الطرفين. وجاء في البيان، الذي حمل توقيع كل من رئيس مجلس الشورى السابق بسام صهيوني، والداعية عبد الرزاق المهدي، وعميد كلية الشريعة والحقوق في مدينة إدلب أنس عيروط، أن "الساحة لم تعد تحتمل المزيد من القتال والتشرذم، ويجب وقف هذا القتال فوراً". 

وأعلنت غرفة عمليات "فاثبتوا"، عن استعدادها لوقف إطلاق النار. وقالت الغرفة، في بيان نشرته مساء أمس الأربعاء، إنها قبلت الدعوة التي وجهتها مجموعة من المشايخ من أجل وقف إطلاق النار.

ونشر قائد "تنسيقية الجهاد" القيادي السابق في "تحرير الشام" أبو العبد أشداء، بياناً عبر قناته في "تلغرام"، أكد فيه أن غرفة عمليات "فاثبتوا" ترفض قتال "هيئة تحرير الشام".
وأضاف: "كيف نقاتل وصور الأسرى والمعتقلين لم يمض أسبوع على تسريبها، وكيف نقاتل والأسرى والأسيرات ينتظروننا، وكيف نقاتل وقد تورطنا بالقتال من قبل فكنا نحن الخاسرين، كيف نقاتل والروس يدخلون بآلياتهم ويسرحون دون أدنى تصدي لهم".
وتابع أنه بعد "اعتداء قيادة الهيئة على الغرفة، واعتقال أبو صلاح الأوزبكي، وثم اعتقال أبو مالك، المسؤول العسكري للغرفة، واعتقال عدد ممن يعملون مع الغرفة، وتواتر الأخبار من داخل صفوف الهيئة عن التحضير لحملة اعتقالات لقيادات وشرعيين من الغرفة تم إنزال بيان يدعو إلى الإفراج الفوري عن الإخوة المعتقلين والدعوة للاحتكام إلى شرع الله، وهذا قوبل من قبل قيادة الهيئة بالتهرب والإصرار على منطق القوة والاستكبار، الأمر الذي دفع الغرفة إلى نصب عدة حواجز في منطقة عرب سعيد كي لا تستمر حماقة الاعتقالات".
على صعيد منفصل، قتل شخصان باستهداف طائرة مسيرة يرجح أنها تابعة "للتحالف الدولي"، سيارة على الطريق الواصل بين مدينتي إدلب – بنش، شرقي محافظة إدلب.
وحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإن الطائرة التي استهدفت السيارة تركية، بينما كانت تحلق طائرة بدون طيار تابعة للتحالف في أجواء إدلب تزامناً مع الاستهداف.
وذكرت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن "أحد القتيلين هو شاب يبلغ من العمر 23 عاماً يعمل في المرأب لدى تنظيم حراس الدين"، بينما نفت مقتل خالد خطاب، أمير أنصار التوحيد، وفق ما ورد في بعض الأنباء.
كما قُتل في الاستهداف مدني كان يستقل دراجته النارية، صودف مروره أثناء استهداف السيارة.
وكانت طائرة مسيرة، يعتقد أنها تابعة لقوات التحالف، قد استهدفت، منتصف الشهر الجاري، سيارة في محيط مدينة إدلب قرب منطقة مساكن الضباط، ما أدى إلى مقتل كل من المسؤول العسكري العام في "حراس الدين" خالد العاروري (أبو القاسم الأردني)، ومسؤول "جيش البادية" بلال الصنعاني.
إلى ذلك، دارت، الليلة الماضية، اشتباكات على محور حرش بينين في جبل الزاوية، إثر تصدي الفصائل المقاتلة لمحاولة تسلل نفذتها عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قصفت القوات التركية المتمركزة في نقاطها العسكرية تجمعات قوات النظام في جنوب سراقب.
وذكرت مصادر محلية أن قوات النظام حاولت التسلل إلى مواقع تابعة لـ"الجبهة الوطنية للتحرير" في حرش بينين بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين، استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، بالتزامن مع قصف صاروخي مكثف، ما أدى إلى سقوط قتلى من الطرفين.