"كارنيغي": تباين حاد بين طموحات روسيا الخارجية وإمكانياتها الاقتصادية

"كارنيغي" حول السياسة الخارجية لروسيا 2017: سورية أعلى نقطة وأوكرانيا أدناها

28 ديسمبر 2017
لم تتحقق آمال موسكو بطيّ ترامب صفحة المواجهة وروسيا(الأناضول)
+ الخط -
في مقال بعنوان "كيف كان عام 2017 للسياسة الخارجية الروسية؟"، اعتبر مدير مركز "كارنيغي" في موسكو، دميتري ترينين، أن العام المنتهي تميّز بتعزيز نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، وتصاعد مواجهتها مع الولايات المتحدة، والابتعاد عن أوروبا، والتقدم التكتيكي في آسيا، والإبقاء على الوضع الراهن في فضاء الاتحاد السوفييتي السابق.

ويشير ترينين، في الوقت نفسه، إلى استمرار التباين الحاد بين نطاق السياسة الخارجية والإمكانيات الاقتصادية المحدودة لروسيا.

ويلخص كاتب المقال، الذي نُشر في موقع مركز "كارنيغي"، نجاحات روسيا في الشرق الأوسط في إنهاء المرحلة الرئيسية من العملية العسكرية في سورية، وعدم انزلاقها إلى "أفغانستان شرق أوسطية"، أو تحمّلها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وتشكيل تحالف غير مسبوق مع إيران وتركيا، والتعاون مع كل من السعودية والأردن ومصر وإسرائيل، في آن معا، وتأكيد صفة روسيا كقوة عظمى.

في المقابل، لم تتحقق آمال موسكو في طيّ الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، صفحة المواجهة مع روسيا وبدئه الاتفاق معها انطلاقا من المصالح الوطنية للبلدين، بل ازدادت العلاقات سوءا.

ويوضح ترينين أن روسيا أصبحت في عام 2017 عاملا للسياسة الداخلية الأميركية، مما يجعل تحسين العلاقات في عهد ترامب أمرا شبه مستحيل، بل هناك توجه لمزيد من التدهور.

أما إحباط آخر لروسيا، فجاء من أوروبا، إذ لم يفز المرشح المفضل لدى موسكو، فرانسوا فيون، بانتخابات الرئاسة الفرنسية، مما قضى على الآمال في مبادرة فرنسا بتخفيف ورفع العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بسبب الوضع في أوكرانيا.

 ويرجع ترينين الفشل في تطبيع العلاقات مع أوروبا إلى استمرار النزاع المسلح في منطقة دونباس (دونيتسك ولوغانسك) شرق أوكرانيا، وعجز الأطراف عن ضمان وقف إطلاق النار على خط التماس.

ويعتبر أن فهم ماذا يجب ويمكن فعله تجاه كييف، يتطلب من موسكو قبولا لواقع الجوار مع "بلد عدائي سيطالب بإنهاء احتلال أراضيه وصرف تعويضات"، مخلصا إلى أن "سورية باتت أعلى نقطة للسياسة الخارجية الروسية، وأوكرانيا أدناها".

وحول ملامح أخرى للسياسة الخارجية الروسية في عام 2017، يذكر الخبير الروسي تعزيز التحالف الاقتصادي والجيوسياسي مع الصين، بما في ذلك تنسيق الأعمال، في ظل أزمة البرنامج الصاروخي-النووي لكوريا الشمالية، وتزويد الصين بموارد الطاقة والتكنولوجيا العسكرية الروسية.

في المقابل، ثمة مؤشرات للركود في العلاقات مع الهند، بينما مهد الحوار مع اليابان للتعاون الاقتصادي في جزر الكوريل المتنازع عليها، وفتح مجالا لمناقشة قضية التوقيع على اتفاقية السلام التي لم تُبرم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل أكثر من 70 عاما.

أما تحركات روسيا في فضاء الاتحاد السوفييتي السابق، فيراها ترينين تكتيكية مع بقاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (روسيا وبيلاروسيا وكازخستان وأرمينيا وقرغيزيا) مفيدا، لكن "غير ملحوظ" وسط تراجع مؤسسات رابطة الدول المستقلة إلى المشهد الخلفي.