"الصديق يخلف الصهر" في رئاسة أركان الجيش المصري

"الصديق يخلف الصهر" في رئاسة أركان الجيش المصري.. وسببان محتملان لقرار السيسي

28 أكتوبر 2017
قرار السيسي تعيين محمد حجازي كان مفاجئاً (الأناضول)
+ الخط -
جاء قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم السبت، بتعيين اللواء محمد فريد حجازي رئيساً لأركان حرب الجيش وترقيته لرتبة "الفريق"، خلفاً لصهر السيسي الفريق محمود حجازي، مفاجئاً للمراقبين داخل وخارج المؤسسة العسكرية، خاصة أنّ حجازي بعيد تماماً عن العمل الميداني منذ عام 2012، عندما عينه السيسي إبان توليه منصب وزير الدفاع؛ أميناً عاماً لوزارة الدفاع وأميناً لسر المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وقال مصدر حكومي مصري مُقرب من المؤسسة العسكرية، إنّ "قرار السيسي فاجأ الجميع، خاصة أنه كان من المقرر أن يباشر محمود حجازي بعض الأعمال الموكلة إليه في الملف الليبي خلال ساعات، بالتزامن مع صدور القرار"، لكنه أكد أن قراراً كهذا لا بد من اتخاذه بعد مشاورة وزير الدفاع صدقي صبحي ورئيسي الأركان السابق والجديد.

وكشف المصدر على ضوء المعلومات القليلة التي تسربت خارج الغرف المغلقة في قصر الاتحادية وأمانة وزارة الدفاع، أن "السيسي أصدر تعليماته باستمرار صهره (والد زوجة نجله) محمود حجازي في مباشرة الملفات ذاتها التي كان يعمل عليها، وأبرزها التواصل مع الفرقاء الليبيين، وإدارة ملف تسليح الجيش وتنويع مصادر الاستيراد بالتنسيق مع رئيس الأركان الجديد واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي".

وعن الأسباب المحتملة للقرار؛ أوضح أنّ المسؤولين بالجيش يتداولون سببين متباينين أحدهما إيجابي والآخر سلبي، لافتاً إلى أنّ "الإيجابي هو أن يكون خلع الزي العسكري وتولي صهر السيسي منصب مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات بداية للترويج لمحمود حجازي كشخصية مدنية قادرة على تولي مناصب حكومية سواء كانت حقائب وزارية حساسة أو رئاسة الحكومة".

أمّا السبب السلبي المحتمل، بحسب المصدر، فهو أن يكون القرار ردة فعل متأخرة من السيسي على الضربات المتتالية التي تلقتها الأجهزة العسكرية والأمنية المصرية في شمال سيناء والصحراء الغربية، نتيجة ضعف وبطء التحركات العسكرية وسوء التنسيق بين الجيش والشرطة والمخابرات.

وكانت مصادر أشارت إلى أن، الأسبوعين الأخيرين، شهدا بعض التحركات "الغريبة" داخل الجيش المصري، حيث تم إعلان حالة الاستنفار العام وإلغاء الإجازات للضباط والمجندين أكثر من مرة استعداداً لبعض المشروعات التدريبية القتالية، ثم تم إلغاء تلك المشروعات على نحو مفاجئ.

وسافر محمود حجازي إلى الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، لحضور اجتماع نظمته وزارة الدفاع الأميركية لرؤساء أركان حرب الجيوش المشاركة في الحرب على الإرهاب.

أما رئيس الأركان الجديد فهو من المحسوبين على المشير حسين طنطاوي ومن المعروفين بعلاقته الوطيدة به وبالسيسي، حيث كان من الفريق المعارض لتولي الرئيس المنتخب محمد مرسي منصبه منذ يومه الأول، وتسبب هذا في إطاحة مرسي به من منصب قائد الجيش الثاني الميداني – بعد عامين فقط من الخدمة - وعين بدلاً من اللواء أحمد وصفي، الذي أطاح به السيسي في ما بعد.

وساعد فريد حجازي السيسي مراراً منذ توليه الوزارة والقيادة العامة للجيش في عهد مرسي؛ حيث عاونه في تمرير قرار تعيين محمود حجازي رئيساً للأركان على حساب آخرين يفوقونه في الخبرة الميدانية كالفريق عبدالمنعم التراس واللواء أحمد وصفي.

وسبق، لـ"العربي الجديد"، أن نشر تقريراً في 6 أكتوبر/تشرين أول الجاري تضمن معلومات عن العلاقة الوطيدة بين السيسي وفريد حجازي وأسباب استمرار الأخير أميناً عاماً لوزارة الدفاع، كالقائد الوحيد المتبقي في المجلس الأعلى للقوات المسلحة من الزملاء السابقين للسيسي في تشكيل المجلس الأعلى الذي تولى إدارة شؤون مصر بعد خلع الرئيس الأسبق حسني مبارك.





دلالات