المبعوث الأممي روس يقر بفشله في ملف الصحراء

المبعوث الأممي روس يقر بفشله في ملف الصحراء

09 ديسمبر 2015
غضب الرباط وتمسك البوليساريو بالانفصال يعقدان مهمة روس(سينا/فرانس برس)
+ الخط -

بعد أن رجع المبعوث الشخصي للأمين العام في نزاع الصحراء، كريستوفر روس، بخفي حنين من جولته الأخيرة إلى المغرب ومخيمات تندوف والجزائر ثم موريتانيا، بهدف تقريب وجهات النظر بين طرفي نزاع الصحراء، المغرب وجبهة البوليساريو، قدم تقريره أمس أمام مجلس الأمن الدولي.

وكما كان متوقعاً لم يأت تقرير روس الجديد بمستجدات بشأن استئناف مفاوضات مباشرة بين المغرب و"جبهة البوليساريو"، المنادية بانفصال إقليم الصحراء عن المملكة، حيث اعترف بفشله في بلوغ هذا الهدف، بسبب ما قال إنه تمسك لأطراف النزاع بمواقفها السابقة.

وأورد روس ضمن إحاطته التي بسطها أمام أعضاء مجلس الأمن أن الرباط تصر على رفض العودة إلى مفاوضات مباشرة مع "جبهة البوليساريو"، باعتبار أن مقترحه بإقامة الحكم الذاتي في المنطقة هو الكفيل بحلحلة النزاع، كما أن الأوضاع بالصحراء لا تستوجب مفاوضات مباشرة مع "البوليساريو".

اقرأ أيضاً: المغرب: السلم الاجتماعي ورقة انتخابية بين السلطة والمعارضة

ومن جهة أخرى أفاد روس، ضمن تقريره الذي سبق تأجيل تقديمه أكثر من مرة، بأن "جبهة البوليساريو" بدورها تهدد بالعودة إلى حمل السلاح في وجه المغرب إذا ما فشلت المفوضات بين الطرفين، وهو القرار الذي سيتم التداول فيه في مؤتمر الجبهة خلال الشهر الجاري، وهو ما قد يعني الرجوع إلى نقطة الصفر في هذا الملف الشائك.

وفيما أقر روس بفشله في إقناع الأطراف المعنية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات المباشرة، بشأن حل نزاع الصحراء الذي عمّر طويلاً، فإن الأنظار باتت تتعلق بنتائج زيارة مرتقبة سيقوم بها بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى المنطقة في بداية العام المقبل، لإيجاد حلول ممكنة لهذه القضية.

ويرى مراقبون أن إقرار روس بفشله في التقريب بين وجهات نظر أطراف نزاع الصحراء، يعد إيذاناً بدنو انتهاء مهمته كوسيط أممي، حيث لم يعرف هذا الملف في عهده تطورات ذات بال، حيث إنه بخلاف ما كان مرجواً، تعقدت الأوضاع، وتجمد كل طرف عند مواقفه.

ويرى متابعون أن اعتراف روس بفشله في دفع المغرب و"البوليساريو" إلى طاولة المفاوضات المباشرة بينهما، يعود في جزء منه، إلى "غضب" الرباط من المبعوث الأممي، وفقدانها الثقة في قراراته بخصوص الصحراء، إلى حد أن وزير الخارجية المغربية سبق له أن أعلن صراحة رفض المملكة لزيارة روس لمناطق الصحراء خلال جولاته.

وبهذا التقرير الجديد للمبعوث الأممي إلى الصحراء، والذي لخّص فيه روس نتائج زيارته الأخيرة إلى كل من الرباط والجزائر ونواكشوط وتندوف، يبدو أن الملف دخل على حالة من الركود أو الجمود، قد لا يخرجه منها حتى الزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة، بالنظر إلى اقتراب نهاية مهامه هو الآخر.

اقرأ أيضاً: غضب الرباط من "مينورسو"... هل تنقطع "شعرة معاوية؟"

المساهمون