55 ألف عنصر أمن في ديالى... و"داعش" يترصد الثغر

العراق: 55 ألف عنصر أمن في ديالى... و"داعش" يترصد الثغر

19 يناير 2019
انحسرت تحركات "داعش" في ديالى (Getty)
+ الخط -
لم يتبق أمام بقايا تنظيم "داعش"، سوى المناطق الزراعية والصحراواية، لتنفيذ أجندته والقيام بأعمال عنف في المحافظات العراقية. وبالرغم من أنّ أعداد القوات الأمنية كبيرة قياساً بمساحات المحافظات، إلّا أنّ الثغر التي يستغلها التنظيم الإرهابي لا تزال تثير القلق.

وفي محافظة ديالى (شمال شرق بغداد)، ينتشر أكثر من 35 ألف عنصر أمني، من تشكيلات الجيش والشرطة ومليشيات "الحشد الشعبي"، لكنّ المحافظة لا تزال تسجل خروقات هنا وهناك، ما دفع الأهالي والمسؤولين الى المطالبة بتعزيزات إضافية، لقطع الطريق أمام هجمات وأعمال "داعش".

وقال مسؤول في "قيادة عمليات دجلة" (التشكيل العسكري، المسؤول عن أمن محافظتي ديالى وكركوك)، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنظيم لا يستطيع اختراق المناطق السكنية والمدن في المحافظة، حيث استطاعت القوات الأمنية قطع الطرق أمامه بشكلٍ شبه كامل"، مبيناً أنّ "أغلب مناطق المحافظة باتت شبه آمنة خلال الفترة الأخيرة".

وأكد المسؤول أنّ "تحركات التنظيم انحسرت فقط باتجاه مناطق البساتين، والأخرى ذات الطبيعة الجغرافية المتعرجة التي تصعب السيطرة عليها"، مبيناً أنّ "خلايا التنظيم بدأت تتحرك ليلاً وتنشر عناصرها في البساتين وتبحث عن الثغرات، لتنفيذ الهجمات والقصف بالهاونات على بعض المناطق القريبة منها".

وأشار المسؤول الى أنّ "أعداد العناصر الأمنية في المحافظة ليست قليلة، لكن المساحات الزراعية والبساتين تعدّ من المناطق التي يصعب السيطرة عليها بسهولة"، مبيناً أنّ "القيادات الأمنية، بصدد وضع خطط جديدة لتوزيع العناصر الأمنية وفق المعطيات الميدانية الجديدة، والعمل على إنهاء تحركات خلايا داعش".

وينتقد مسؤولون في المحافظة الخطط الأمنية التي لم تستطع حتى اليوم تأمين المحافظة بشكل كامل، داعين الى تعديل الخطط وإرسال تعزيزات عسكرية إضافية.

وفي هذا السياق، قال النائب عن المحافظة، أحمد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "محافظة ديالى تعد بوابة بغداد الأمنية، وإنّ السيطرة عليها أمنيا تعني حماية جانب كبير من بغداد"، مبيناً أنّ "القوات الأمنية سيطرت على مساحات كبيرة من المحافظة قياساً بالفترات السابقة، لكن لا يزال هناك ارتباك أمني ببعض المناطق".

وأكد الجبوري أنّ "بلدة خانقين والقرى القريبة منها، تعيش وضعاً أمنياً غير مستقر، فضلاً عن مناطق أخرى تسجل أعمال عنف"، متحدثاً بدوره عن "وجود ثغرات أمنية يستغلها الإرهاب لتنفيذ أعماله التي أوقعت العديد من الضحايا خلال الفترة الأخيرة".

وانتقد النائب عن ديالى "الخطط الأمنية التي لم تستطع حتى اليوم تأمين المحافظة بشكل كامل"، داعياً الحكومة الى "تعزيز الأمن بقوات إضافية".

من جهتها، حذّرت النائبة عن المحافظة، ناهدة الدايني، من خطورة الخروقات الأمنية في المحافظة، مؤكدة في تصريح صحافي، أن "تكرار القصف بالهاونات على المناطق السكنية، خاصة في بلدة المقدادية، خلق حالة من الخوف والرعب لدى الأهالي".

ودعت الدايني الجهات الأمنية إلى "إيجاد حلول للسيطرة على الوضع الأمني"، مؤكدة أنّها "ستعرض هذا الملف على لجنة الأمن البرلمانية، لدعوة قيادات أمن ديالى إلى اجتماع عاجل لمناقشة أسباب الخلل الأمني".

وتعدّ مناطق الوقف، التي تضم عدداً من القرى القريبة على ساحل نهر ديالى، والتي تضم بساتين ومساحات زراعية واسعة، من أكثر المناطق التي تشهد ارتباكاً أمنياً وأعمال عنف في المحافظة.