إدوين صموئيل: إيران وروسيا مسؤولتان عن جرائم الأسد

إدوين صموئيل: إيران وروسيا مسؤولتان عن جرائم الأسد

إسطنبول
عبسي سميسم (العربي الجديد)
عبسي سميسم
عبسي سميسم. صحافي سوري عمل في صحف سورية وعربية، وحالياً رئيس تحرير صحيفة صدى الشام الأسبوعية.
09 يوليو 2018
+ الخط -

التقت "العربي الجديد" المتحدّث باسم الحكومة البريطانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوين صموئيل، وذلك في مقر القنصلية البريطانية في إسطنبول، للحديث معه عن الموقف البريطاني من القضية السورية عموماً، والمستجدات السياسية والعسكرية والإنسانية الأخيرة في جنوب سورية. وكان الحوار التالي:

 

- كان موقف بريطانيا اللفظي حاداً ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد في بداية الثورة السورية، ثمّ تراجع لمصلحة أولوية محاربة تنظيم "داعش"، ليتم أخيراً إيقاف تسليح المعارضة من خلال غرفة "الموك" العسكرية التي تشترك بريطانيا في إدارتها. هل هناك توجّه من قبلكم لإعادة الشرعية لنظام الأسد؟

أنا لا أقبل افتراضكم، مع احترامي، ولا أعتقد أنّ موقفنا الأساسي تغيّر كثيراً منذ بدء الصراع في سورية. أنا أوافقك بالتأكيد على وجود تغيير باتجاه تعزيز محاربة "داعش"، وقد لعب هذا الأمر دوراً بارزاً في أنشطتنا وتفكيرنا في بريطانيا، إلا أنّ هذا لا يعني أننا لا نعارض الأسد، نحن نريد أن نشهد رحيله. إن الحكومة البريطانية والسياسة الخارجية لدولتنا معروفتان بالبراغماتية ومراعاة المصالح القومية، والمبادئ هي الركن الأساسي. ونحن نرى أنه ليس في مصلحة الحكومة البريطانية والبريطانيين أن يستمر الأسد في منصبه، لأنه هو من تسبّب بالتطرّف والوحشية، وسفك الدماء تمّ على يده. وهنا يمكن لوم طرف آخر سمح للأسد ودعمه في ذلك، ولكن في نهاية المطاف الأسد جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحلّ. نحن نعيش في العالم الواقعي، ولا نريد أن نرى استمرار فترة الأسد رئيساً لسورية؛ أولاً، بسبب لجوئه إلى الحل العسكري، وثانياً، لأنه لا يستطيع أن يوحّد كل السوريين في دولة يحكمها دستور سوري جديد. نحن نرى أن سورية تحتاج إلى زعيم سوري يستطيع أن يجذب الأطراف كلها حوله، ويؤسّس نوعاً من الإجماع بعد هذه الكارثة الإنسانية والسياسية.

- هل هذا يعني أن العالم كلّه عاجز عن تغيير نظام بشار الأسد؟ هناك شعور بأنّ الغرب، ومن ضمنه بريطانيا، يؤدي دور الداعم النفسي للنظام، لأنه عملياً يرتكب المجازر ويتم تهديده، ولكن لا أحد يتخذ إجراءً فعلياً ضده، فيظهر وكأنه يتغلّب على الإرادة الدولية.

هذا انتقاد ثانٍ، ليس من الممكن أن نقول إن الحكومة البريطانية تدعم نظام الأسد، هذا غير ممكن، وكذلك لا يمكن أن نقول إن الحكومة البريطانية تودّ أن ترى استمرار نظام الأسد، لكننا كواقعيين وبراغماتيين، نرى أنه ستكون هناك فترة انتقالية، لا بدّ من خلالها أن نسمح ونعمل مع الأطراف كلها ومن ضمنها مؤيدو الأسد. فحتى هؤلاء يدركون أن بقاء الأسد ليس من مصلحتهم، فهو شخص جدلي في المشهد الإعلامي الدولي، وهم يريدون أن ينتقلوا إلى فترة جديدة. نحن نعزّز مع الأميركيين وسواهم هذه العملية، وتقع على الإيرانيين والروس المسؤولية أيضاً في المشهد السياسي الدولي لاستمرار تمديد فترة حكم الأسد وبقائه في منصبه.

 

- لماذا تمّ وقف دعم المعارضة من خلال غرفة "الموك" العسكرية، في الوقت الذي تُركت فيه روسيا ترتكب المجازر؟ وبينما كان هناك تشديد على منع وجود فصائل تتبع إيران في المنطقة الجنوبية، ظهرت مليشيا موالية لطهران علناً هناك، من دون صدور ردّ فعل من "المجتمع الدولي".

نقطة انطلاق الحكومة البريطانية أنّ الحلّ السياسي ضروري، وهذا الحلّ الفعّال سيأتي من السوريين وليس من الأجانب، لكن علينا أن نستوعب أنّ هناك لاعبين مختلفين، ونرجو من كل هذه الأطراف أن تلعب دوراً إيجابياً بدلاً من التركيز على الانتصار العسكري الشامل. فلا انتصار في هذه الحالة، وحتى الروس يفهمون ذلك خلف الأبواب، وهم يفاوضون المعارضة ويعلمون أنهم بحاجة حتى إلى الأطراف الأضعف في ما يتعلّق بالمفاوضات. هناك أكثر من 300 ألف سوري في المنطقة الجنوبية، بين نارين حرفياً، مع تدخّل إيراني وإسرائيلي، وهذه كارثة إنسانية، علماً أنها ليست الأولى في سورية للأسف، وهذا يدلّ على درجة الوحشية التي يسمح الروس والإيرانيون للأسد بارتكابها.


- تحدّثت وسائل إعلام غربية عن وجود قواعد عسكرية بريطانية في جنوب شرق سورية وفي شمال البلاد، ما هي طبيعة هذه القواعد؟ وما هو الدور الذي تلعبه بريطانيا في منطقة شرق نهر الفرات؟

لن أتكلّم عن إرسال القوات الخاصة، ولكن يمكنني أن أتكلّم عن مشاركة بريطانيا في "التحالف الدولي ضد داعش"، لأنّ أغلبية أنشطتنا في شمال شرق سورية وشمال غربها تأتي في إطار هذا التحالف. فحتى الآن، بريطانيا هي ثاني أكثر دولة مانحة لهذا التحالف، إذ نفّذت أكثر من 1700 ضربة جوية على الأراضي المحتلة من "داعش" والمنظمات الإرهابية، وأيضاً كان لبريطانيا دور في العملية ضدّ المواقع الاستراتيجية للأسلحة الكيميائية. البريطانيون لا يخشون أبداً من العملية العسكرية عندما تكون هناك فائدة منها، لكنها ستكون بلا جدوى من دون حلّ سياسي. تركيزنا ينصبّ في المجالين الإنساني والسياسي، ونعلم أنّ هذا الأمر مزعج ومملّ للسوريين، فهم محبطون مع عدم وجود تقدّم في هذين المجالين، ولكنهما سينتجان الحلّ النهائي.

وهناك أمر ليس معروفاً من قبل الكثيرين، وهو أن الحكومة البريطانية هي الدولة الثانية الأكثر منحاً للقضايا المتعلقة بالأزمة السورية. فماليّاً، منحنا أكثر من 3.6 مليارات دولار أميركي منذ بداية الصراع، وطبعاً هذا لا يعني شيئاً قياساً بمعاناة السوريين، ولكنه يشير إلى الرغبة السياسية لبريطانيا في دفع المعاناة الإنسانية عن السوريين ودعم الدول المجاورة لسورية. والكارثة الثانية ستكون في حال فشلت هذه الدول في إغاثة السوريين وقبولهم على أراضيها واستقبالهم في مشافيها ومدارسها، لذلك تدعم الحكومة البريطانية هذه الدول.

- اشترطت بريطانيا وجود حلّ سياسي للمساهمة في إعادة إعمار سورية، ما هو شكل هذا الحلّ؟

هناك نقاط تُقدّم في بعض الاتفاقيات، ولكن يمكن أن نلاحظ أنّ الكثير من الاتفاقات فشلت حتى الآن. نحتاج إلى اتفاقية شاملة ووافية وصفقة سياسية، فإذا كانت كاملة ونهائية، فإن بريطانيا ستلعب دورها في إعادة الإعمار، أمّا إن لم تكن سياسية، فلن نساهم بإعادة الإعمار وسنستمر بدعم اللاجئين السوريين.

- ما هو شكل الحلّ السياسي الذي تدعمه بريطانيا؟

الأفكار البريطانية للحلّ السياسي في سورية ليست مهمة بقدر أهمية أفكار السوريين أنفسهم، فقد كان هناك أفكار بإفراط من قبل الأجانب بخصوص شكل الحكم وكيفية بناء سورية، والآن نحتاج إلى الموهبة والأفكار السورية.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.