بديل النظام

بديل النظام

19 مايو 2015
مؤتمر الرياض السوري يفترض أن يجمع المعارضة السياسية والعسكرية(الأناضول)
+ الخط -
يبدو أن المدّ الإيراني في كل من جنوب شبه الجزيرة العربية وفي سورية ولبنان قد ساهم إلى حد كبير في تبلور رؤية خليجية تركية حول الملف السوري تبدو أكثر نضجاً من السابق، بعد ما تبين أن الموقف الأميركي من هذا الملف هو موقف غير فاعل، ولا يرى في الساحة السورية ساحة مهمة للمصالح الأميركية بقدر ما يعتبرها ساحة لمحاربة "التطرف"، ويعتمد على التسويف في إسقاط نظام بشار الأسد، بحجة عدم وجود بديل قادر على ملء الفراغ، وبسبب التخوف من استبدال النظام الحالي بمعارضة "إسلامية"، وبالتالي صار لزاماً على دول المنطقة أن تواجه النظام "ذراع ايران في سورية" من خلال التنسيق فيما بينها ومن خلال خلق كيان سياسي وعسكري سوري، مقنع للغرب وللولايات المتحدة بأنه قادر على أن يكون البديل لإدارة المرحلة المقبلة في حال سقوط النظام.

في الوقت الذي لا تزال فيه الولايات المتحدة تتعاطى مع الشأن السوري من خلال فصائل على الأرض ومن خلال ناشطين هنا وهناك ومن خلال برامج تدريب غير واضحة المعالم وبآليات لا تفضي إلى أية نتائج، بل من شأنها تعقيد الوضع في سورية، نجد أن التنسيق الخليجي ــ التركي قد بدأ بالفعل يسير بمسارات أتت بنتائج نوعية سواء لناحية التقدم الحاصل على الأرض على جميع الجبهات بما فيها جبهات القتال ضد تنظيم داعش، كما أعطى زخماً كبيراً للجهة التمثيلية في المعارضة (الائتلاف السوري) التي استطاعت خلال فترة قصيرة من تحقيق الكثير من التوافقات سواء بين الفصائل المسلحة على الأرض من جهة وربطها بالائتلاف أو من خلال التوصل إلى توافقات مع ما يسمى بالمعارضة الداخلية التي تعمل ضمن مناطق النظام والتي كانت تستخدم كورقة من قبله، واستطاع التوصل إلى تفاهمات معها.

في هذا السياق بالذات تندرج استعدادات مؤتمر الرياض السوري الذي يفترض أن يجمع مكونات المعارضة السياسية والعسكرية في الرياض، وهو ما يبدو أنه تعول عليه دول المنطقة الفاعلة في الملف السوري من أجل الخروج بجسم سياسي وعسكري تستطيع فرضه على الغرب، وتستطيع من خلاله إسقاط نظام الأسد بغض النظر عن موقف الدول الغربية وعن موقف الولايات المتحدة.