زيارة ماكرون للصين: المناخ ومكافحة الإرهاب وإعادة تنظيم النفوذ

زيارة ماكرون للصين: المناخ ومكافحة الإرهاب وإعادة تنظيم النفوذ العالمي

10 يناير 2018
تتطلع بكين وباريس لدور أكبر للإدارة الاقتصادية والأمنية (Getty)
+ الخط -




وُصفت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين، بأنها جهودٌ لتوسيع العلاقات الأوروبية والتعاون مع بكين، في وقت فتح فيه خروج بريطانيا الوشيك من الاتحاد الأوروبي وسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأكثر توجهاً نحو الداخل، آفاق إعادة تنظيم النفوذ العالمي.

ووعد رئيسا الصين شي جين بينغ وفرنسا إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء، بتعاونٍ أوثق في قضايا المناخ ومكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا، حيث يحاول البلدان كسب نفوذ في المشهد السياسي العالمي المتغير.

ولم تسفر الزيارة عن أي مبادرات رسمية، غير أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قال إن الجانبين "سيقومان بجهود مشتركة للحفاظ على التعددية وتحسين الحكم العالمي".

وتروج فرنسا والصين لنفسيهما باعتبارهما قادة في مكافحة الاحتباس الحراري، في أعقاب قرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس المناخي.

كما تتطلع بكين وباريس إلى دور أكبر في الإدارة الاقتصادية والأمنية للعالم، بالرغم من أن النزاعات التجارية وغيرها قد تعوق إمكانات التعاون بينهما.

وقال شي للصحافيين "سنعمل معاً على مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والإرهاب".

وفي اجتماع مع رجال أعمال صينيين وفرنسيين عُقد لاحقاً، قال شي إنه ينبغي على الحكومتين الدفاع عن "النظام الحالي للتجارة متعددة الأطراف"، في إشارة إلى مقاومة جهود ترامب لإعادة صياغة الاتفاقات التجارية التي قال إنها غير عادلة للولايات المتحدة.

وفي اجتماع آخر عقده في وقت سابق مع رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ، وهو أكبر مسؤول اقتصادي في الصين، قال ماكرون إن الجانبين لديهما القدرة على تطوير التعاون في مجموعة من المجالات، بما فيها البحث العلمي والصحة والزراعة.

"كما يحتاج الجانبان إلى تسوية خطة اقتصادية وجيوسياسية لشؤون عالمنا"، حسبما قال ماكرون للشي. وأعرب عن أمله في التوصل إلى "خارطة طريق استراتيجية للسنوات الخمس المقبلة".

وبالرغم من الطابع الودّي الذي خيم على الزيارة، إلا أنها لم تتمخض عن تقدم ملموس على صعيد الإحباط الأوروبي المتنامي إزاء القيود والحواجز التي تحكم السوق الصينية والشكاوى من أن صادراتها من الحديد منخفض التكلفة تهدد الوظائف الأوروبية.

وأعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في التوصل إلى اتفاقات تجارية تحرز تقدماً بالنسبة لمطالب أوروبا بالتعامل بالمثل، أو الحصول على نفس فرص دخول الاقتصاد الصيني الذي تسيطر عليه الدولة، والذي تنشط شركاته في الخارج.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أثار ماكرون ملاحظة نادرة عندما حث القادة الصينيين على فتح أسواق بلادهم على نطاق واسع، وحذر من أن عدم اتخاذ إجراءات قد يدفع الدول الأخرى إلى إغلاق أسواقها.

وأشار ماكرون في خطاب ألقاه أمام رجال أعمال صينيين وفرنسيين، إلى العجز التجاري الفرنسي مع الصين، والذي بلغ 30 مليار يورو (36 مليار دولار) العام الماضي، وحذر من أن ذلك لا يمكن تحمله سياسياً.

وقال ماكرون "إذا لم نتعامل مع هذا بمسؤولية، فإن رد الفعل الطبيعي، وهو ما كنا عليه لفترة طويلة جداً، سيكون الإغلاق من الجانبين".

من جانبه، قال شي إن بكين أيدت فرنسا في لعب "دور أكبر في وحدة أوروبا"، في إشارة إلى الحفاظ على الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، بعد الصدمة التي أحدثها قرار بريطانيا بشأن الخروج من الاتحاد.

على صعيد متصل، قال شي "تدعم الصين فرنسا في لعب دور أكبر في تكامل ووحدة أوروبا.. نرحب بتقديم فرنسا مزيداً من الإسهامات لتنمية العلاقات بين الصين وأوروبا".

 

(أسوشيتد برس)