اليمن: قصة لجان المحافظات لاحتواء خروقات الهدنة

اليمن: قصة لجان المحافظات لاحتواء خروقات الهدنة

13 ابريل 2016
هدوء حذر في مدينة عدن (صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -
تواصلت الخروق في اليوم الثاني للهدنة في اليمن، بشكل محدود، مقارنةً مع اليوم الأول، تزامناً مع بدء ست لجان محلية مؤلفة من ممثلين عن الحكومة وآخرين عن جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر الشعبي المتحالف معها، لقاءات ميدانية لتثبيت وقف إطلاق النار، بناءً على التفاهمات التي جرت برعاية السعودية وبالتنسيق مع الأمم المتحدة.

وتكشف مصادر مقربة من "المقاومة الشعبية" وقوات الجيش الموالية للشرعية لـ"العربي الجديد" عن اجتماع لجنة مؤلفة من ممثلين عن الحكومة الشرعية والانقلابيين، في السعودية، وأقرّت تشكيل ست لجان تشرف على وقف إطلاق النار في ست محافظات هي: الجوف، ومأرب، وتعز، والبيضاء، وشبوة، والضالع. وفي حين لم تعلن الحكومة رسمياً عن ممثليها في اللجنة، توضح هذه المصادر أنّ الجانب الحكومي يترأس الممثلين عنه، العقيد عسكر زعيل، وهو أحد ضباط ما كان يُعرف بـ"الفرقة الأولى مدرع" بقيادة علي محسن الأحمر سابقاً، فضلاً عن ضباط في الجيش، وقيادات ميدانية مختلفة.

في المقابل، يترأس، بصفة رسمية أو شبه رسمية، وفد الحوثيين، المتحدث الرسمي باسم الجماعة، ورئيس وفدها المفاوض إلى محادثات سويسرا ديسمبر/كانون الأول 2015، ورئيس وفد الجماعة إلى المفاوضات المباشرة مع السعودية، والتي بدأت أوائل مارس/ آذار الماضي، محمد عبد السلام. ووفقاً للمصادر ذاتها، اجتمع عبد السلام مع زعيل في محافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير السعودية المرتبطة بحدود مع محافظة صعدة، معقل الحوثيين من جهة اليمن، للتنسيق وتشكيل اللجان المحلية.

وأعلن الحوثيون أسماء ممثليهم في اللجان المحلية في ست محافظات، تألفت من ممثلين عنهم ومن حزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وتتألف لجنة الانقلابيين للإشرف على وقف إطلاق النار في محافظة الضالع من محمد غالب الظاهري، ومحمد عباد الشجري، ومحمد محمود سفيان، وأحمد عبادي المعكر، وعادل عبده زيد الغرباني (مقدم)، وسعيد عبدالله الطيري.

وفي مأرب تألفت اللجنة من صالح بن سوده طعيمان، وسالم بن هادي رقيب، ومحمد علي سالم طعيمان، وسعيد علي سلامة، وصالح يحيى السقاف، وخالد صالح الأمير. كما كشف الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي عن أعضاء لجنتهم في تعز، وهم: عبد الولي الجابري (قيادي بحزب صالح)، ويحيى علي مانع الجنيد، ومحمد منصور الشوافي (وكيل بالمحافظة)، ومحمد عبدالله نايف، والعميد زكريا المطاع، وأحمد العزي.

وفي الجوف، تألفت اللجنة من صالح عبد الله الشعبي، وصالح أحمد درمان، وعبد الله الحاج منيف، وعبد الله صالح بن عايض، وعبد السلام شيحاط، وشايف محمد محسن خضير. وفي شبوة، تألفت اللجنة من زبن الله دخنان، ومحمد ناصر صالح البحري، ومحمد بنان، وغازي أحمد علي محسن، ويحيى عبد الله محمد العطاش، وعلي ناجي الهديبي. في محافظة البيضاء، تألفت من عبد الولي الهياشي، وأحمد سيف الذهب، وعبد الله علي إدريس، وحسين عيدروس الحميقاني، ومنصور درهم، وعلي علي حسن الحبسي.

وبدا واضحاً من خلال الأسماء أنّها تألفت عموماً من وجاهات وقيادات محلية وعسكرية تابعة أو محسوبة على طرفَي الانقلاب. وتقوم اللجان المؤلفة من الطرفين بالمهام ذاتها وتقوم بلقاءات ميدانية في المناطق القريبة من المواجهات. ووفقاً لبيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، فإن "اللجان المحلية تتولى الإشراف على وقف إطلاق النار في كافة محاور القتال، والامتناع عن كافة أشكال الأعمال العسكرية من تحشيد، وتعزيز، وانتشار، واستحداث وغير ذلك ممّا يلحق بالأعمال العسكرية، وفتح الطرقات والتنسيق مع الأمم المتحدة في ما يخص المساعدات الإنسانية والبدء بتشكيل لجنة مركزية لمعالجة ملف الأسرى".

وتعد هذه اللجان متفرّعة عن اللجنة الرئيسية المتواجدة في الكويت بإشراف الأمم المتحدة، وهي "لجنة التواصل والتهدئة" المؤلفة من خمسة ممثلين عن الطرفين بينهم ضباط يحملون رتباً عالية، أبرزهم عن الحكومة، اللواء صالح الزنداني، والعميد عبدالإله السامعي، والعميد سمير الصبري. وعن الانقلابيين، اللوء أحمد ناجي مانع، والعميد علي الذفيف، والعميد علي الموشكي. وكانت اللجنة تشكلت بناءً على ما اتفق عليه الطرفان في ختام محادثات سويسرا أواخر العام الماضي.

وتسود أجواء من التفاؤل الحذر بتطبيق الهدنة والتوجه نحو وقف إطلاق النار، على الرغم من الخروقات التي استمرت تقريباً في مختلف المحافظات التي تشهد مواجهات مباشرة، وهي تعز، ومأرب، الضالع، صنعاء، والجوف. وتبادل الطرفان اتهامات بعدم الالتزام بالهدنة والقيام بأعمال قصف أو قنص، فيما حلّقت مقاتلات التحالف العربي في مختلف المحافظات بما فيها صنعاء وصعدة معقل الحوثيين، وهو ما اعتبره الحوثيون خرقاً لوقف إطلاق النار.

وقُتل جنديان يمنيان وعدد من مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثي)، أمس الثلاثاء، في حادثين منفصلين، وسط اليمن. وأفادت صفحة "الإعلام العسكري اليمني"، على موقع "فيسبوك"، التابعة لهيئة أركان الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، في بيان مقتضب، أن "المليشيات الانقلابية خرقت الهدنة، وهاجمت فجر اليوم (أمس)، مقر اللواء 35 مدرع، في مدينة تعز، وسط البلاد، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بجروح". وأضاف البيان أن "قوات الجيش لا تزال ملتزمة بضبط النفس، وتحتفظ بحق الرد". كما قُتل وجرح عدد من المسلحين الحوثيين في انفجار استهدف سيارة عسكرية كانت تقلّهم في محافظة إب وسط اليمن. وقال مصدر أمني لوكالة "الأناضول"، إن "قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين سقطوا في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة عسكرية كانت تقلّهم في حي الدائري بمدينة إب".