كيف لاحق معارضو "الاتفاق النووي" مستشار أوباما بن رودس؟

كيف لاحق معارضو الاتفاق النووي مستشار أوباما بن رودس؟

08 مايو 2018
أدار رودس "غرفة حرب" للاتفاق النووي (ألكس وونغ/Getty)
+ الخط -
لسنوات، اتهم المعارضون في الولايات المتحدة للاتفاق النووي الموقع مع إيران في العام 2015، المساعد الأول للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بن رودس، بالتخطيط لتسويق الاتفاق الدبلوماسي للشعب الأميركي عبر ادعاءات كاذبة.

واليوم، وفي الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، على الأرجح، لإعلان انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، ظهرت دلائل تؤكد أن هؤلاء المعارضين، أداروا مجهوداً متقدماً للبحث عن الفضائح في حياة رودس وعائلته، وهو مجهود تواصل بعد مغادرة إدارة أوباما البيت الأبيض.

هذا ما كشفته وسائل إعلامية غربية عديدة مؤخراً، ومنها "نيويورك تايمز" التي اطلعت على تقارير أعدت حول بن رودس، قد تكون مرتبطة بإدارة دونالد ترامب والاستخبارات الإسرائيلية.

ويحتوي تقرير مفصل عن بن رودس، جمعته شركة "بلاك كيوب" Black Cube، وهي شرقة استقصاءات خاصة أسسها محللون استخباريون سابقون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، صوراً لشقته في واشنطن، وأرقام هواتفه، وعناوين البريد الإلكتروني لأفراد من عائلته، وكذلك اتهامات غير مثبتة له بتجاوزات شخصية وأخلاقية.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن الجهة التي تقف خلف توظيف "بلاك كيوب" لإعداد تقرير عن بن رودس، غير واضحة، علماً أن هذه الجهة طلبت إعداد تقرير عن كولين كاهل، مستشار نائب أوباما جو بايدن. وحصلت الصحيفة الأميركية على هذه التقارير، علماً أن صحيفة "ذا غارديان" البريطانية هي أول من كشف عن وجودها.

وفي ردّ على معلومات الصحيفتين، قال إيدو مينكوفسكي، المتحدث باسم "بلاك كيوب"، إن "لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال، مع إدارة دونالد ترامب، أو مساعديه، أو أي شخص قريب من إدارة ترامب أو من الاتفاق النووي الإيراني"، مضيفاً أن "كل من يدعي خلاف ذلك يقوم بتضليل القراء والمشاهدين".

من جهته، قال شخص على علم بالتقارير الاستقصائية عن رودس وكاهل، إن الشركة تمّ توظيفها من قبل رجل أعمال له مصلحة في اعتراض الاتفاق النووي.

ويبدو أن الهدف من التقارير تقليل الدعم الشعبي الأميركي للاتفاق النووي، عبر إيجاد طرق، لتشويه سمعة بن رودس وكولين كاهل، اللذين كانا مدافعين شرسين عن الاتفاق النووي على وسائل التواصل الإجتماعي ومحطات التلفزة. وأبدى رودس يوم الاثنين الماضي خلال مقابلة استغرابه من استمرار الحملة ضده في هذا الإطار حتى بعد مغادرته الإدارة الاميركية.

وعلى الرغم من عدم وجود أدلة تربط ترامب وإدارته مباشرة بالتقارير الاستقصائية هذه، إلا أن العديد من موظفي البيت الأبيض الحاليين والسابقين الذين عملوا في إدارة ترامب، أعربوا مراراً عن سخطهم من بن رودس، ووجهوا انتقادات قوية له ولكولين كاهل، لدعمهما الاتفاق النووي مع إيران. ومن هؤلاء، سيباستيان غوركا، الذي عمل لفترة قصيرة كمستشار في البيت الأبيض.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فقد استغل معارضو الاتفاق النووي، بورتريه الصحيفة حول بن رودس نشرته في مايو/ أيار 2016، وتحدثت فيه عن "غرفة حرب" يديرها الأخير في البيت الأبيض لإدارة التغطية الإخبارية حول مفاوضات "النووي الإيراني". وقال رودس للصحيفة حينها: "لقد أنشأنا غرفة صدى"، بمعنى أن الإعلام يردد ما يقال له من قبله. واستغل المعارضون هذه التصريحات للتأكيد أن بن رودس، وبشكل أوسع كل إدارة أوباما، بتضليل الرأي العام، من خلال عدم نقل الحقيقة حول تبعات الاتفاق النووي.

وتضمن التقرير عن بن رودس أيضاً لائحة بأسماء صحافيين كانوا على اتصال وثيق به، منهم جيفري غولدبرغ، ومارك لاندر.