غزلان: من لم يلتزم بالسلمية فليس من الإخوان

غزلان: من لم يلتزم بالسلمية فليس من الإخوان

23 مايو 2015
غزلان أكد على تمسك الإخوان بالسلمية
+ الخط -
أكد الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، في أول ظهور له عقب فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس/ آب 2013، عدم تراجع الجماعة عن المنهج السلمي، قائلاً: "الجماعة وضعت لنفسها جملة من الثوابت استلهمتها من فهمها للإسلام وألزمت نفسها بها"، مضيفاً: "من هذه الثوابت ضرورة العمل الجماعي، والتربية منهجنا في التغيير، والسلمية ونبذ العنف سبيلنا، والالتزام بالشورى ورفض الاستبداد والفردية، سواء داخل الجماعة أو خارجها، ورفض تكفير المسلمين".
وشدد غزلان، في مقال نشره موقع نافذة مصر، أحد النوافذ المتحدثة باسم الجماعة، على ضرورة التزام كافة أعضاء الجماعة بهذا المنهج، قائلاً: "من آمن بدعوة الإخوان فلا بد أن يلتزم بثوابت الإسلام العامة، وأن يزيد على ذلك الالتزام بثوابت الإخوان، ولا يجوز له أن ينكرها أو يخرج عليها".
كما شدد غزلان على رفض الجماعة تكفير أي شخص، وقال: "الإخوان يرفضون التكفير رفضاً قاطعاً"، موضحاً: "كان التعذيب شديداً في سجون عبدالناصر، ما دفع بعض الشباب إلى تكفير من يعذبونهم، إلا أن كبار الإخوان، وعلى رأسهم فضيلة المرشد الثاني الأستاذ حسن الهضيبي رحمه الله، رفضوا هذا الفكر، وكتب فضيلته كتاب دعاة لا قضاة، وخَيَّر من يقولون بالتكفير بين الرجوع عنه أو الخروج من الجماعة"، متابعاً: "بالفعل قام بفصل من أصر على ذلك من الجماعة، وكان يقول إن هذا الفكر أشد خطورة على الدعوة من التعذيب والسياط".

وفي محاولة منه لتهدئة أعضاء الجماعة الذين يرون في السلمية ضعفاً وتمكيناً للنظام السياسي منهم، استشهد غزلان بمقولة لمرشد الجماعة الأسبق عمر التلمساني، الذي كان أحد الوجوه  المقبولة لدى الشباب، والتي تنص على "لا نقر القتل، لأن قتل ظالم لا يُذهِب الظلم، ولكن تهيئة الرأي العام وتربية النشء والشباب وطول النفس هو الذي يذهب بالظلم والظالم إلى الأبد".

وقال غزلان إن "الإخوان المسلمين يعتبرون بتجارب الآخرين في العالم التي تؤكد أن سلمية الشعوب أقوى من السلاح، وأن العنف سبب الهزيمة والزوال"، مستشهداً بتجربة الجزائر في التسعينيات، وتجربة مدينة حماة في سورية، وتجربة أيلول الأسود في الأردن، و"كلها تجارب تثبت فشل استخدام العنف".
واختتم غزلان ظهوره الأول منذ مذبحة رابعة، بالتأكيد على استمرار الحراك الثوري، قائلاً: "الثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله، ورغم أن العدوان الإرهابي الدموي الذي يمارسه الانقلابيون الفاشيون قد يدفع بعض الشباب للكفر بالديمقراطية والتطلع لرد العنف بمثله، إلا أن الإخوان ومعهم غالبية الشعب سيصبرون على منهجهم السلمي، ويستمرون في ثورتهم".
ودعا غزلان من سمّاهم  بـ"كل قوى الثورة وشبابها الأحرار الصامدين" إلى "التعاون والإصرار على السعي للإسراع بإسقاط الانقلاب، والتوحّد على رؤية وطنية واضحة لمستقبل مصر الحرة التي تتسع لجميع أبنائها دون استثناء أو إقصاء".

ويرى مراقبون أن ظهور غزلان المختفي منذ أكثر من عام  ونصف، يأتي للتمهيد لشيء جلل، حيث يرون أن المقال يحمل بين طياته تمهيداً لإمكانية تقبّل الطرف الآخر، في إشارة للنظام، من باب أن الهدف الأسمى للجماعة هو مصلحة الدين والنموذج الإسلامي، وليس الحكم.

ويأتي مقال غزلان بعد ساعات قليلة من تصريحات إعلامية للكاتب والمحلل السعودي جمال خاشقجي، المقرّب من دوائر صنع القرار بالمملكة، والتي أكد خلالها على أن الملك سلمان بن عبد العزيز طالب الرئيس المصري رسمياً بضرورة البدء في مصالحة وطنية وفتح حوار وطني شامل.

اقرأ أيضاً: الحكم على مرسي يحرج داعمي السيسي في الكونغرس الأميركي

المساهمون