مخاوف من تدهور الوضع في المنطقة بعد مقتل سليماني

مخاوف من تدهور الوضع في المنطقة بعد مقتل سليماني

03 يناير 2020
+ الخط -
تتوالى ردود الفعل على مقتل قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وآخرين، في ضربة جوية أميركية استهدفتهم في مطار بغداد الدولي، وسط مخاوف من تأزم الصراع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وتدهور الوضع في الشرق الأوسط.

وفي وقت وجّه فيه الديمقراطيون في الولايات المتحدة انتقادات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد اغتيال سليماني، أشاد الجمهوريون بالأمر، معتبرين أنّ سليماني "نال ما يستحقه".
وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، الخميس (حسب التوقيت المحلي)، إنّ قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية يهدّد بإحداث "تصعيد خطير للعنف". وأضافت في بيان: "أميركا - والعالم - لا يمكنهما تحمّل تصعيد في التوتر يصل إلى درجة اللاعودة".
وقال المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ألقى بديناميت في برميل بارود" بقتله سليماني في غارة جوية في مطار بغداد الدولي.

وانضم بايدن بذلك إلى مرشحين رئاسيين ديمقراطيين آخرين في انتقاد أمر ترامب، قائلاً إنه قد يجعل الولايات المتحدة "على شفا صراع كبير في الشرق الأوسط".
وأصدر السيناتور من ولاية فيرمونت، بيرني ساندرز، بدوره بياناً قال فيه "إن تصعيد ترامب الخطير يجعلنا أقرب إلى حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط، قد تكلف أرواحاً لا حصر لها وتريليونات من الدولارات".
وفي وقت وصفت السيناتورة إليزابيث وارن، من ولاية ماساتشوستس، سليماني بأنه "قاتل مسؤول عن قتل الآلاف، بمن فيهم مئات الأميركيين"، إلا أنها رأت في المقابل أنّ "خطوة ترامب المتهورة تصعّد الوضع مع إيران، وتزيد من احتمال وقوع المزيد من القتلى واندلاع نزاع جديد في الشرق الأوسط".
وكتب رجل الأعمال والمرشح الرئاسي أندرو يانغ، من جهته، تغريدة تقول: "الحرب مع إيران هي آخر ما نحتاجه وليست إرادة الشعب الأميركي. يجب أن نتصرف لإلغاء التوترات وحماية شعبنا في المنطقة".


الجمهوريون يشيدون بترامب

من جهتهم، أشاد سياسيون جمهوريون أميركيون نافذون، مساء الخميس، بالغارة الأميركية التي أدّت إلى مقتل سليماني بأمر من ترامب.

وقال السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام، أحد حلفاء ترامب المقربين: "أنظر بتقدير إلى العمل الشجاع للرئيس ترامب ضد العدوان الإيراني". وأضاف: "أقول للحكومة الإيرانية: إذا كنتم تريدون المزيد فستحصلون على المزيد"، مؤكداً أنه "إذا تواصل العدوان الإيراني وكنت أعمل في مصفاة إيرانية للنفط، فسأفكر في تغيير عملي".
بدوره، قال السناتور الجمهوري ماركو روبيو، إن "التحركات الدفاعية التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد إيران ووكلائها، تتطابق مع التحذيرات الواضحة التي تلقوها، لكنهم اختاروا تجاهل هذه التحذيرات لأنهم يعتقدون أن انقساماتنا السياسية الداخلية تمنع رئيس الولايات المتحدة من التحرك". وأضاف: "لقد أساؤوا التقدير".
أما السناتور الجمهوري توم كوتون، فرأى أن الجنرال سليماني "نال ما يستحقه".
بدوره، نشر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، على "تويتر" تسجيل فيديو قال إنه لعراقيين "يرقصون في الشارع" احتفالاً بمقتل سليماني.
وكتب بومبيو في تغريدة مرفقة بالتسجيل الذي يظهر فيه حشد يجري في شارع، وهو يرفع أعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها "عراقيون": "عراقيون يرقصون في الشارع من أجل الحرية، معبرين عن امتنانهم لأن الجنرال سليماني لم يعد موجوداً".
ولم يذكر وزير الخارجية الأميركي مصدر هذا الفيديو ولا مكان تسجيله.

جون بولتون: "مبروك"

أمّا مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، فغرّد عبر "تويتر" قائلاً: "مبروك لجميع المعنيين بالقضاء على قاسم سليماني. منذ فترة طويلة، كانت هذه ضربة حاسمة ضدّ أنشطة "فيلق القدس" الإيراني الخبيثة في أنحاء العالم. نأمل أن تكون هذه الخطوة الأولى لتغيير النظام في طهران".


فرنسا: الأولوية لإرساء الاستقرار في المنطقة

وفي إطار ردود الفعل الدولية، قالت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الخارجية أميلي دي مونشالان، اليوم الجمعة، إن أولوية فرنسا هي إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقالت لراديو "آر.تي.إل": "ما يحدث هو ما خشيناه... التوتر بين الولايات المتحدة وإيران يزداد... الأولوية هي لإرساء الاستقرار في المنطقة". وأضافت أن كبار المسؤولين الفرنسيين سيقومون باتصالات رفيعة المستوى مع كبار اللاعبين في المنطقة.

بريطانيا تحثّ على نزع فتيل التوتر

في هذه الأثناء، حثّ وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب جميع الأطراف على نزع فتيل التوتر.
وقال، في بيان بالبريد الإلكتروني: "علمنا دوماً بالتهديد الخطير الذي يمثله "فيلق القدس" بقيادة قاسم سليماني. وبعد مقتله نحث جميع الأطراف على نزع فتيل التوتر. تصعيد الصراع ليس من مصلحتنا".

ألمانيا: الضربة الأميركية ردّ فعل على الاستفزازات

أمّا المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، فرأت من جهتها، أنّ الضربة الأميركية في العراق كانت ردّ فعل على الاستفزازات العسكرية الإيرانية.
وأضافت أولريك ديمر خلال مؤتمر صحافي حكومي اعتيادي: "كان التحرك الأميركي ردّ فعل على سلسلة من الاستفزازات العسكرية التي تتحمل مسؤوليتها إيران". وقالت "نتابع أيضاً بقلق بالغ أنشطة إيران في المنطقة. نقف أمام تصعيد خطير"، مضيفة أن ألمانيا ستعمل على نزع فتيل التوتر.

موسكو: مقتل سليماني سيزيد التوتر

إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها، اليوم الجمعة، إن قتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية أميركية سيزيد التوتر في الشرق الأوسط.

كما نقلت وكالة "إنترفاكس" عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قتل سليماني "ينم عن قصر نظر".

الصين تدعو لضبط النفس

بدورها، دعت الصين جميع الأطراف إلى ضبط النفس "وخصوصاً الولايات المتحدة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ لصحافيين: "نحضّ الأطراف ذات الصلة، وخصوصاً الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر".

تركيا: نشعر بقلق عميق

أما تركيا، فقد أعربت، عن قلقها العميق حيال التوتر الأميركي الإيراني المتصاعد في المنطقة.

وقالت الخارجية، في بيان حسب "الأناضول"، بعد مقتل سليماني "نشعر بقلق عميق إزاء التوتر الأميركي-الإيراني المتصاعد في المنطقة".

وحذر البيان من أن "تحويل العراق لساحة صراع سيلحق الضرر بالسلام والاستقرار في العراق وفي المنطقة على حد سواء".

وشدد على أنه "من الواضح أن العملية الجوية الأميركية ستفاقم انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة".

وأوضح أن "تركيا تقف دوما ضد التدخلات الخارجية والاغتيالات والصراعات الطائفية في المنطقة".

وأضاف "لذا ندعو جميع الأطراف إلى التصرف بحكمة وضبط النفس، وتجنب الخطوات الأحادية التي تهدد السلام والاستقرار في منطقتنا، وإعطاء الأولوية للدبلوماسية".

الجامعة العربية تلتزم الصمت

من جانبها، التزمت الجامعة العربية الصمت حيال حادث اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني، ويأتي صمت الجامعة، بعد عقدها الثلاثاء اجتماعًا على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة، بشأن الأزمة الليبية.


الإمارات: لتغليب الحلول السياسية

بدوره، غرّد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش عبر "تويتر" قائلاً: "في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة لا بد من تغليب الحكمة والاتزان، وتغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد، القضايا التي تواجهها المنطقة معقدة ومتراكمة، وتعاني من فقدان الثقة بين الأطراف، والتعامل العقلاني يتطلب مقاربة هادئة وخالية من الانفعال".


دمشق: تصعيد خطير للأوضاع

أمّا وزارة الخارجية السورية، فدانت بدورها ما سمّته "العدوان الأميركي الجبان" الذي أدّى إلى مقتل سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس في بغداد، معتبرة أنه "تصعيد خطير للأوضاع في المنطقة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية السورية في دمشق، قوله إن سورية "واثقة بأن هذا العدوان الأميركي الجبان، الذي أدّى إلى ارتقاء كوكبة استثنائية من قادة المقاومة، لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإصرار".

لبنان يندد

ودعت وزارة الخارجية اللبنانية اليوم إلى تجنيب البلد والمنطقة أي تداعيات بعد مقتل قاسم سليمان.

ونددت الوزارة أيضا بمقتل سليماني ووصفته بأنه "انتهاك لسيادة العراق وتصعيد خطير ضد إيران".

كما نقل تلفزيون "المنار" اللبناني عن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله قوله، اليوم الجمعة، إن حزبه سيواصل السير على نهج الجنرال الإيراني قاسم سليماني بعد مقتله في ضربة جوية أميركية.
ونسبت القناة إلى نصر الله قوله إن الولايات المتحدة لن تستطيع تحقيق أي من أهدافها بهذه "الجريمة الكبيرة"، مضيفاً أن القصاص العادل سيكون مسؤولية كل المقاومين.

الفصائل الفلسطينية: تنعى سليماني

بدورها، نعت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ومن قُتلوا معه في الغارة الأميركية في بغداد.
ورأت "حماس" أن أميركا تتحمل المسؤولية عن الدماء التي تسيل في المنطقة العربية، وبسلوكها العدواني تؤجج الصراعات من دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها.
أمّا "الجبهة الشعبية"، فرأت أن انفلات الإدارة الأميركية وإسرائيل في العدوان على أكثر من بلدٍ عربي، يستدعي رداً منسقاً وشاملاً ومتصلاً من قوى المقاومة.
وأمّا "الجهاد الإسلامي"، فقالت: "لن ترتبك حركة المقاومة ولا محورها في المواجهة، ولن تتردّد في مسيرتها نحو أهدافها الكبرى في تحرير فلسطين وبيت المقدس".

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.
الصورة

سياسة

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة أخرى "نوعية" إلى إسرائيل.
الصورة
مسيرة وسط رام الله (العربي الجديد)

سياسة

شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة الفلسطينية.