الفصائل تتصدّى لهجمات النظام البرية شمالي سورية

الفصائل تتصدّى لهجمات النظام البرية شمالي سورية

21 نوفمبر 2019
سقط مئات الضحايا في الاعتداءات الأخيرة(عزّالدين إدلبي/الأناضول)
+ الخط -
صعّدت روسيا والنظام السوري هجماتهما الجوية والمدفعية أخيراً على الشمال الغربي من سورية، مع محاولتهما القيام بعمل بري في ريف إدلب الشرقي، لكن الفصائل المسلحة تصدّت له وكبّدت قوات النظام المهاجمة خسائر عدة، في وقت تم توثيق مقتل وإصابة المئات من المدنيين في محافظة إدلب ومحيطها على يد الروس والنظام منذ بدء التصعيد على المنطقة في إبريل/نيسان الماضي.
ونفذت طائرات حربية روسية أمس الأربعاء أكثر من 22 غارة جوية استهدفت خلالها قرية السرج بريف معرة النعمان الشرقي، وقرية أم الخلاخيل وقرى أخرى واقعة جنوبي شرق إدلب، بالتزامن مع استهداف قوات النظام بمئات القذائف الصاروخية قرى واقعة بريف إدلب الجنوبي الشرقي. كما قصفت قوات النظام بالمدفعية بلدة الزيارة في ريف حماة الغربي، وقريتي خلصة والحميرة بريف حلب الجنوبي.

من جهتها، استعادت الفصائل المسلحة أمس السيطرة على بلدة المشيرفة بريف إدلب الشرقي، عقب تقدم قوات النظام، إليها، فجراً بعد تمهيد جوي ومدفعي مكثف. وأوضحت مصادر في الفصائل أن الأخيرة شنّت هجوماً معاكساً على مواقع النظام ومليشياته في المشيرفة، وأسرت مجموعة تابعة له وقتلت مجموعة أخرى، وغنمت دبابة وجرافة عسكرية. من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان استعادة الفصائل و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) السيطرة على المشيرفة. وتعتبر القرية خط الدفاع الأول على محاور التماس في المنطقة، وهي تشرف على قرى وبلدات في ريف إدلب الشرقي، وفي حال سيطرة قوات النظام عليها يسقط الكثير من القرى.

من جهتها، نشرت "الجبهة الوطنية للتحرير"، تسجيلاً مصوراً، يُظهر استهداف تجمع لعناصر من قوات النظام في نقطة يتمركزون بها في ريف إدلب. وأفادت بأنها تمكنت من تدمير رشاش لقوات النظام على محور تل مصيطف بريف إدلب بعد استهدافه بصاروخ مضاد للدروع. ومنذ مطلع الشهر الحالي يضغط الروس والنظام عسكرياً على الشمال الغربي من سورية في محاولة لإحداث اختراق مهم على الأرض، ولكن الطرفين فشلا في السيطرة على تلة الكبينة الاستراتيجية في ريف اللاذقية الشمالي، التي تحوّلت إلى ثقب أسود ابتلع العديد من قوات النظام والمليشيات المساندة لها منذ إبريل الماضي. وواصلت الطائرات المروحية التابعة للنظام أمس قصف التلة بالبراميل المتفجرة بعد يوم واحد من مقتل عدد من عناصر قوات النظام، بينهم ضابط، أثناء محاولة تقدم فاشلة على التلة شمالي اللاذقية.

وقال مصدر عسكري لوكالة "إباء" المتحدثة باسم "هيئة تحرير الشام"، إن عناصر الأخيرة استهدفوا بقذيفة هاون مجموعة من قوات النظام خلال استعدادها لاقتحام منطقة الكبينة، ما تسبب بمقتل 9 منهم بينهم قائد المجموعة برتبة ملازم أول. وأوضحت الوكالة أن خمسة عناصر من المليشيات الإيرانية المساندة لقوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي، أصيبوا أثناء التصدي لهم من قبل "هيئة تحرير الشام" على ذات المحور.



وأكد المصدر أن عناصر "الهيئة" صدّوا 3 محاولات تقدم لقوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي، تضاف لعشرات المحاولات الفاشلة من قبل هذه القوات والمليشيات الإيرانية منذ إبريل الماضي حين بدأ التصعيد واسع النطاق على مجمل الشمال الغربي من سورية. وتُعدّ تلة الكبينة البوابة الرئيسية إلى ريف إدلب الغربي ومدينة جسر الشغور الاستراتيجية التي خسرها النظام السوري في عام 2015 بعد معارك ضارية. ومنذ ذاك الحين باتت جسر الشغور الهدف الأهم للنظام الذي لا يمكنه الوصول إليه في حال عدم سيطرته على تلة الكبينة وتلال أخرى في محيطها.

إلى ذلك، وثّق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) تنفيذ قوات النظام والمليشيات المساندة لها، مدعومة بالطيران الحربي الروسي، 10389 استهدافاً لمناطق سيطرة المعارضة في شمالي غرب البلاد، خلال الفترة الممتدة من إبريل حتى أكتوبر/تشرين الأول من العام الحالي. وقال الدفاع المدني، عبر صفحته الرسمية في "فيسبوك" أول من أمس، إن 1291 شخصاً قتلوا إثر 10389 استهدافاً من قبل قوات النظام، خلال الأشهر السبعة الماضية. كما وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل 56 مدنياً بينهم 19 طفلاً على يد قوات النظام وروسيا، منذ انعقاد اللجنة الدستورية السورية في جنيف، في 30 أكتوبر الماضي، وفق تقرير صدر يوم الاثنين الماضي. وسجّل التقرير مقتل ما لا يقل عن 1124 مدنياً بينهم 301 طفل، و42 مجزرة في شمالي غرب سورية على يد قوات الحلف السوري الروسي منذ 26 إبريل الماضي وحتى 15 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، قتل النظام منهم 853 مدنياً بينهم 234 طفلاً، وارتكب 31 مجزرة في حين قتلت القوات الروسية 271 مدنياً بينهم 67 طفلاً، وارتكبت 11 مجزرة، كما ورد في التقرير أن قوات الحلف السوري الروسي قتلت ما لا يقل عن 15 من الكوادر الطبية و10 من كوادر الدفاع المدني و2 من الكوادر الإعلامية، كما نفذت ما لا يقل عن 500 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية.

كما سجل التقرير ما لا يقل عن 28 هجوماً بذخائر عنقودية، على يد قوات الحلف السوري الروسي شمالي غرب سورية إضافة إلى 24 هجوماً بأسلحة حارقة على مناطق مدنية وبعيدة عن خطوط الجبهات، وورد في التقرير أن هجوماً كيميائياً واحداً قد نفَّذته قوات النظام السوري في المدة التي يغطيها التقرير، وكان في محافظة اللاذقية في 19 مايو/أيار الماضي.

على صعيد آخر، لا تزال التطورات الميدانية والعسكرية تتلاحق في الشمال الشرقي من سورية والذي بات يعرف بـ "منطقة شرقي نهر الفرات"، حيث لا تزال الاشتباكات محتدمة بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الجانبين التركي والروسي سيّرا أمس دورية مشتركة جديدة في ريف الحسكة أقصى الشمال الشرقي من سورية. وأشار إلى انطلاق 4 آليات تركية ومثلها روسية من معبر قرية عراد الحدودية شمال أبو رأسين، باتجاه ريف بلدة الدرباسية. وتعد هذه الدورية المشتركة التاسعة من نوعها منذ بدء تنفيذ الاتفاق بين الروس والأتراك حول شمالي شرق سورية مطلع الشهر الحالي. كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "قسد" شنّت أمس هجوماً على فصائل "الجيش الوطني" التابع للمعارضة السورية لاستعادة الصوامع المخزنة للحبوب في منطقة شركراك بريف عين عيسى شمال مدينة الرقة، والتي انتزع الجيش الوطني السيطرة عليها منذ أيام. إلى ذلك، أكدت "الإدارة الذاتية" الكردية في شمالي شرق سورية مقتل 486 شخصا وإصابة 1070 ونزوح 300 ألف مدني منذ انطلاق العملية التركية في شمالي شرق سورية في 9 من الشهر الماضي.


المساهمون