الرئاسة الأفغانية: محادثات الدوحة فرصة مهمة للمصالحة الشاملة

الرئاسة الأفغانية: محادثات الدوحة فرصة مهمة للمصالحة الشاملة

07 يوليو 2019
الحكومة الأفغانية تعول كثيرا على المصالحة (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -
اعتبرت الرئاسة الأفغانية، اليوم الأحد، الحوار الأفغاني-الأفغاني الذي انطلق اليوم في الدوحة برعاية قطرية وألمانية، فرصة مهمة من أجل الوصول إلى المصالحة الشاملة، مؤكدة أن حل المعضلة هو الحوار المباشر بين الأطراف الأفغانية، فيما أعلنت قطر أنها تتطلع لأن يلبي الحوار طموحات الشعب الأفغاني.
وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية صديق صديقي، في تصريح صحافي، إن الحكومة ترحب بانطلاق الحوار الأفغاني في الدوحة اليوم، وتعتبر ذلك فرصة مهمة من أجل الوصول إلى مصالحة شاملة تضمن إحلال الأمن في البلاد.

وحث صديقي حركة "طالبان" بعد الجلوس إلى طاولة الحوار مع الأفغان في الدوحة، أن تجلس إلى طاولة الحوار مع الحكومة الأفغانية، مؤكدا أن الحوار المباشر بين الحكومة الأفغانية والحركة هو الحل الأمثل والوحيد للمعضلة الأفغانية.
من جانبه، قال عبد الرشيد أيوبي مستشار الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إن الحكومة لديها نية صادقة من أجل الوصول إلى حل شامل مع "طالبان"، مشيرا إلى أن غني رسم خطة عمل وآلية شاملة من أجل التفاوض معها، وهو مستعد لأن يتبع أي خطوة في إطار الدستور الأفغاني من أجل الوصول إلى مصالحة تضمن إحلال الأمن والاستقرار في بلادنا.

وأشار أيوبي إلى أن الحكومة الأفغانية أطلقت سراح المئات من عناصر "طالبان" المعتقلين في السجون الحكومية و"هذه السلسلة ما تزال متواصلة، كبادرة حسن النية".
أيضا طلب أيوبي من الشعب الأفغاني ومن وسائل الإعلام والمجتمع المدني أن يتعامل بصورة إيجابية مع التقدم الذي أحرز بصدد المصالحة، وأن يتجنب أي خطوة تضر بجهود المصالحة، منبها إلى أن الحكومة تتعامل باحتياط شديد وإيجابية فائقة مع التطورات الأخيرة، وهي تتجنب أي تصريح أو عمل يضر بجهود المصالحة.

وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية والأنباء التي ترد بشأن تأجيلها من أجل المصالحة مع "طالبان"، قال مستشار الرئيس الأفغاني إن "الانتخابات والمصالحة مشروعان مختلفان وتسعى الحكومة والمجتمع الدولي من أجل تنفيذ كليهما"، مشددا على أن "الطريق إلى المصالحة يكون عبر حكومة شرعية تأتي نتيجة الانتخابات الرئاسية، بالتالي لا يمكن الربط بين المشروعين إلا من خلال أهميتهما لمستقبل البلاد".
كما رحبت قطر بانطلاق الحوار الأفغاني-الأفغاني على لسان وزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي كتب في تغريدة على "تويتر": "انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الأفغاني-الأفغاني في الدوحة بالشراكة مع أصدقائنا في جمهورية ألمانيا الاتحادية. نرحب بممثلي الشعب الأفغاني بأطيافه المختلفة ونتطلع إلى حوار بنّاء يلبي رغبات الشعب الأفغاني وطموحاته في السلام والاستقرار".


من جانب آخر، دان كل من صديقي وأيوبي الهجوم الانتحاري لـ"طالبان" الذي استهدف مقر الاستخبارات الأفغانية في مدينة غزنة جنوب أفغانستان، والذي أدى إلى مقتل 12 شخصا بينهم مدنيون، وأصيب 180 آخرون عدد كبير منهم من المدنيين ومن طلاب المدارس.
وذكر أيوبي أن مثل هذه الهجمات لن تظهر قوة "طالبان" إذا كان ذلك هو الهدف، بل يضر بشعبيتها وبجهود المصالحة ومن ثم لا بد من تجنب مثل هذه الأعمال.
وكان المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد، أيضا قد دان، في تغريدة له، الانفجار الدموي وقال إن ضحايا هذا التفجير من الأطفال العزل، وهو أمر غير محتمل، من هنا إن المصالحة أكثر ما يحتاج إليه الشعب الأفغاني.


وانطلقت اليوم في الدوحة جولة الحوار الأفغاني يشارك فيها 60 شخصا بينهم ممثلو طالبان والحكومة، ولكن ليس بصفتهم مسؤولين في الحكومة. وعلم "العربي الجديد" من خلال أعضاء الحوار أن مباحثات اليوم كانت تركز على تشكيل لجان أو لجنتين على الأقل، من أجل التباحث بشأن أمور مختلفة. كما ركزت كلمة "طالبان" التي ألقاها أحد أعضاء مكتبها في الدوحة وهو كبير مفاوضي الحركة شير محمد عباس ستانكزاي على حقوق النساء والمشاريع الاقتصادية، وأكد أن "طالبان" لديها برامج اقتصادية إذا ما جاءت أو أصبحت جزءاً من الحكومة.


وكان خليل زاد قال، في تصريحات، إن هناك تقدماً كبيراً قد أحرز حيال النقاط الأربع التي يتباحث عليها الطرفان، أميركا وطالبان وهي: خروج القوات الأجنبية، وعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، والحوار الأفغاني-الأفغاني، ووقف إطلاق نار شامل.
جدير بالذكر أن الجولة السابعة من الحوار بين طالبان وأميركا التي تستمر في الدوحة أجلت ليومين من أجل الحوار الأفغاني وتستأنف الثلاثاء القادم.

المساهمون